بشعر أسود فاحم وسمرة شرق اوسطية واضحة، تطل المذيعة ليلى عبد، يومياً، منذ شهرين تقريباً على شاشة القناة الرسمية الاولى، لتقدم نشرة الاخبار الصباحية الاهم على التلفزيون الهولندي: نشرة"الانس جورنال"، إحدى اكثر الفترات مشاهدة على قنوات التلفزيون الهولندية، ويتميز مقدموها الذين يتغيرون بصعوبة كل خمس سنوات، بأنهم من الوجوه البارزة في الحياة الاعلامية في هذا البلد الأوروبي. من هنا، حظي انضمام المذيعة المغربية الأصل الى هذه المؤسسة العريقة، باهتمام كبير في الاعلام الهولندي، واعطاه بعضهم تفسيرات عدة، اهمها رغبة الاجهزة الاعلامية الهولندية، بإشراك ابناء المهاجرين في البرامج التلفزيونية الكبيرة، وتفادي اقتصار وجودهم على برامج ذات طبيعة محددة كتلك التي تتوجه الى المهاجرين انفسهم أو تهتم بحياتهم ومشاكلهم. ويحقق انضمام ليلى عبد الى هذه المؤسسة التلفزيونية العريقة رغبات عدد من المثقفين الهولنديين الذين دعوا الى تشجيع ظهور جيل من الشباب الناجحين من ابناء الجيل الثاني من المهاجرين العرب، في هذا البلد الصغير الذي عرف عنه تسامحه الكبير مع هؤلاء في فترة سابقة. أي قبل ان تعصف المشاكل بالحياة هنا، ويتحول موضوع المهاجرين الى أحد اكثر المواضيع حساسية، وتصبح مشكلة عدم اندماج المهاجرين مع المجتمع الهولندي احدى أبرز المشاكل السياسية والاجتماعية الكبرى في اجندة الحكومات والاحزاب السياسية. ليلى عبد التي تبلغ من العمر ثلاثين عاماً، بدأت حياتها الاعلامية بتقديم برامح تلفزيونية صغيرة، قبل ان تشارك في تقديم برنامج تلفزيوني معروف عن المفقودين الهولنديين. وهي تنضم الى مجموعة صغيرة من الوجوه المعروفة ذات الاصول المغربية في هولندا، ابرزها مغني الراب علي بي المعروف جداً في المجتمع الهولندي بسبب شخصيته الكوميدية وعمله الخيري، إضافة الى المطربة هند لاورسي التي مثلت هولندا في مسابقة الاغنية الاوروبية لهذا العام، والكوميدي الشهير نجيب اميالي الذي يقدم عروضاً مسرحية وتلفزيونية، وسواهم من الفنانين والرياضيين والكتّاب. ويعول كثر من الناشطين العرب على هذه المجموعة من"المبدعين"، لتقديم مثال جيد ومتسامح للشباب الهولندي ذي الأصول المغربية، خصوصاً أن بعضهم يعاني مشاكل كبيرة مع السلطة واجهزة الإعلام هنا. مشاكل تصدرت الاخبار للسنوات الخمس الاخيرة، وغطت على الحياة الطبيعية التي تعيشها غالبية ابناء المهاجرين في هولندا. من هنا استقبل هؤلاء خبر اختيار ليلى عبد لتطل في نشرات الأخبار الهولندية بفرح. وفي هذا السياق تقول هند 18 سنة:"اليوم ليلى عبد تتربع على شاشة التلفزيون الهولندي، وغداً ربما تكون أي واحدة منا، من يدري؟". وتوافقها زميلتها ماليكة 19 سنة الرأي، وتقول ان اختيار ليلى لهذا المنصب أثلج قلوب كثر من المهاجرين العرب في هولندا. أما محمد 22 سنة فيرى أن اختيار عبد لتطل في هذه النشرة الإخبارية لا علاقة له باستراتيجيات او حسابات سياسية، فالامر برأيه لا يتجاوز المسألة المهنية.