أكد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة فؤاد السنيورة أن "الحكومة ستتألف لا محالة، والأمور تسير في شكل طبيعي". وقال في دردشة مع الإعلاميين أمس:"كل يوم تظهر لنا عقبة صغيرة يتم تذليلها، لذلك ليس هناك من داع للتوتر وعدم العمل، يجب أن نعمل، واليوم واجهنا عقبة صغيرة عالجناها، ونعمل بكل جهد ونقوم باتصالات مستمرة لتذليل أي عقبة". وعن انتظار رئيس تكتل"التغيير والإصلاح"النيابي ميشال عون من السنيورة عرضاً متكاملاً للحكومة، قال:"أنا أؤمن بالديبلوماسية المباشرة، أما الرسائل عبر الصحف، مع احترامي الشديد لوسائل الإعلام، فأصبحت وسيلة لتوتير الأجواء، وأنا اليوم أجريت اتصالاً هاتفياً بالعماد عون". وعن القول ان اتفاق الدوحة أعطى فقط حقيبة الداخلية إلى رئيس الجمهورية، فمن أين أتى إسناد الحقيبة الثانية وهي الدفاع اليه؟ أجاب:"الحاجة الوطنية والأمنية تقتضي ذلك، لا نريد أن نتعامل لبعضنا البعض بفكرة الأفخاخ، أما تصوير الأمور بأن هناك أفخاخاً تنصب بعضنا لبعض، فلا يجوز. نحن مصممون على التعاون والتحاور في كل المجالات". وعما اذا لمس أي استعداد لتنازل الرئيس نبيه بري عن وزارة الخارجية؟"أجاب السنيورة:"أنا عرضت هذه الخيارات ولا أزال حتى الآن انتظر الرد". وكان السنيورة التقى سفير السنغال لدى لبنان عبد الأحد مبكى الذي نقل إليه رسالة دعم من الرئيس عبدالله واد مع تمنياته ب"تشكيل الحكومة وعودة لبنان إلى ما كان عليه". وأجرى السنيورة اتصالاً بوزير خارجية النروج جونس غاهر ستور، تم فيه استعراض مشاركة النروج في مؤتمر الدول المانحة لاعادة اعمار مخيم نهر البارد في فيينا. وفي المواقف من التأخر في تشكيل الحكومة، رأى الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي ان هذا الأمر"يترك تأثيرات سلبية على مجمل الواقع اللبناني، ويحد في شكل خاص من الاندفاعة الايجابية التي أحدثها إنتخاب رئيس الجمهورية ميشال سليمان". وقال ميقاتي امام زواره:"المطلوب من الجميع التمسك بالأصول الدستورية واعطاء الدور الدستوري لرئيس الجمهورية لبلورة رؤية متكاملة للمعالجات المطلوبة لتنفيذها من خلال البيان الوزاري للحكومة العتيدة، ولاحقاً من خلال التعاون بين الحكومة والمجلس النيابي. ولا يجوز أبداً اطلاق الاجتهادات المخالفة لروحية الدستور والتعرض لدور رئاسة مجلس الوزراء كمثل القول إنها جزء من الحقائب الوزارية". وتوقف نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في خطبة الجمعة عند"مطالبة كثر من أصحاب الشأن والخصوصية بالوزارات السيادية والخدماتية في هذه الحكومة"، وسأل:"لماذا الجشع والطمع طالما انه بقي 9 اشهر أمام الحكومة، فلا يجوز ان نعيش في حال انتظار لأنها أصعب من السجن، وعلينا ان ننصف ونعمل لإنقاذ الوطن من المخاطر، فلبنان أمانة في اعناقنا، وعلينا ان نعمل لحل مشكلة الامن والاستقرار التي يتخبط فيها الوطن". ودعا رئيس الجمهورية الى"ان يحزم أمره ولا ينتظر المساومة لأنه أمين على البلد ويجب ان يعالج الأمور بحزم فيضع رئيس الحكومة امام مسؤولياته فأما ان يشكل الحكومة او يعتزل لأنه لا يمكن إرضاء الجميع، لذلك نطالب الجميع بالسرعة في تأليف الحكومة فيتحرك كل وزير ضمن مسؤولياته فلا تجوز المماطلة في تشكيل الحكومة، وعلينا ان نفتح حواراً بين اللبنانيين لنقفل كل الخلافات". ولفت وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية جان أوغاسابيان، في حديث الى اذاعة"صوت لبنان"الى ان"لغاية اليوم، لا تزال العقد إجرائية وغير سياسية، إنما يكمن الخوف من وجود نيات لدى البعض بعدم إنجاز الإستحقاق الحكومي والذهاب إلى المزيد من تدرج الشروط ما يجرنا إلى المزيد من التسويف والمماطلة في عملية تأليف الحكومة وتأزيم الوضع على غرار ما حصل بالنسبة إلى رئاسة الجمهورية التي استمر فيها الفراغ مدة ستة أشهر". وشدد عضو"اللقاء النيابي الديموقراطي"وائل ابو فاعور على ان"من واجب كل القوى السياسية الالتزام باتفاق الدوحة في نصه وروحه، وتحويله الى تسوية وطنية قابلة للحياة". ودعا الى"ممارسة بعض الزهد والتقشف في المطالبات بتشكيل الحكومة وتوزيع الحقائب، وبالتالي ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة العتيدة، واطلاق مسار المصالحة الوطنية بعد الاحداث الأخيرة وما سقط فيها من شهداء من كل الاطراف والاطياف وما تخللها من اعتداءات وانتهاكات". وأشار عضو كتلة"المستقبل"النيابية مصطفى علوش الى ان دخول رئيس الكتلة سعد الحريري على خط المفاوضات يهدف الى"البحث عن تسوية"، لكنه قلل من احتمال ان تجد التسوية طريقها الى التحقيق". وأوضح علوش في حديث الى وكالة"أخبار اليوم"انه غير متأكد"إذا كان النائب عون لن يطرح شروطاً جديدة وأكد انه وفقاً لما صرّح به فهو كل يوم سيكون له طلب جديد, وهو يمارس المناورة نفسها التي قام بها في عام 2005 ولكن في هذه المرة لن يخرج من التركيبة لأن اتفاق الدوحة نصّ على وجوده في الحكومة". وأكد عضو تكتل"التغيير والاصلاح"النيابي نبيل نقولا في تصريح الى محطة"أي ان بي"أن النائب ميشال عون"يمثل قوة الممانعة"، معتبراً"أن مجرد ضربه يؤدي لإضعاف المعارضة كونه يشكل عنصراً اساسياً فيها"، وطالب بتنحي الرئيس السنيورة إذا لم تؤلف الحكومة خلال أسبوع"ليترك المجال لاستشارات جديدة لتكليف غيره". ونصح عضو المجلس السياسي في"حزب الله"غالب ابو زينب"الرئيس المكلف بالكف عن المناورة والتذاكي وقذف الكرة باتجاه المعارضة لأن هذه الألاعيب لن تنجح والحل يكون بتوفير الوقت والجهد لتذليل العقبات بمسؤولية وتشكيل الحكومة لأن الشعب الذي يرزح تحت اعباء اقتصادية صعبة". واعتبر"ان هناك مشروعاً يعمل حالياً بكل قوة لاضعاف عون بسبب مواقفه الداعمة للمقاومة".