تمنى الرئيس السابق للجمهورية اللبنانية امين الجميل بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري ان يتمكن الرئيس المكلف تشكيل الحكومة العتيدة فؤاد السنيورة"خلال الأيام المقبلة من أن يرفع الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان صيغة الحكومة المنتظرة"، مؤكداً ان الرئيس بري"يتابع الأمر في شكل حثيث ويقدم كل الدعم لتذليل بعض العقبات التي ليست كبيرة، وهي عقبات يمكن أن تذلل إذا صفت النيات". وأوضح الجميل الذي زار عين التينة بعد زيارته اول من امس، السراي الكبيرة ان"المواطن اللبناني ينتظر تصاعد الدخان الأبيض بالنسبة الى الحكومة، ولا بد من ان نتوصل الى نتيجة بأسرع وقت ممكن، لأن البلد في حاجة الى استقرار سياسي من اجل معالجة المواضيع الإقتصادية والإجتماعية والمعيشية التي تهم المواطن بالدرجة الأولى"، وقال:"يهمنا في هذه المرحلة ان تكون مقاربة تشكيل الحكومة بمنطق بناء وطن وليس توزيع مغانم أو مشروع سلطة. وكذلك الأمر بالنسبة الى بعض الحقائب التي يسميها البعض خدماتية، وآسف لهذه التسمية، نحن نسميها حقائب استراتيجية لأن أهميتها خاصة لا سيما في هذه المرحلة التي نمر بها، وبالتالي يجب ان ننتظر من الوزراء الذين يتسلمون هذه الحقائب الاستراتيجية ان يكونوا كامرأة القيصر، وان تكون كل الضمانات موجودة لجهة الكفاءة والشفافية". ولفت الى"ان المشاورات مستمرة بين القيادات المعنية، وهناك إتصالات في العلن وفي الكواليس"، وذكّر بموقف السنيورة الذي اطلقه اول من امس لجهة عدم تمسكه بأي وزارة محددة، وقال:"يهمنا في هذه المرحلة تعزيز موقع فخامة الرئيس، ويهمنا على الصعيد الوطني ان يؤدي فخامته دوره، وخصوصاً ان يرعى حقائب أمنية، وكذلك نقول بكل وضوح على الصعيد المسيحي ايضاً اذا كنا نريد ان نعزز الدور المسيحي ونبدد الإنطباع بتهميش المسيحيين، فأعتقد بأن هذا الأمر يبدأ بدعم فخامة الرئيس وتمكينه من ان يقوم بواجباته ويستعيد للرئاسة بريقها ورمزيتها وفاعليتها على الساحة الوطنية، هذا ما يهمنا، اما ما تبقى فأعتقد ان كثيراً من العقبات قد ذللت، والآن هناك بعض التفاصيل التي يحاول المعنيون تذليلها، ونأمل بأن يحصل ذلك في أسرع وقت". وكرر ان"العقبات التي نراها ليست أساسية، خصوصاً اذا نظرنا الى مصلحة الوطن، وان يكون للحكومة مشروع وطني وليس مشروع سلطة. فإذا نظرنا الى الحكومة كمشروع سلطة فإنها تصبح عملية دكاكين، وهذا ليس من مصلحة أحد ولا يشرف أحداً. المفروض أن ننظر بمنظار أوسع من ذلك". "لا اشكالات اساسية"بين الاكثرية واكد الجميل ان لا"إشكالات اساسية"بين فرقاء الاكثرية، وقال:"من المؤكد أننا امام حكومة وطموحات مشروعة، إنما الطموحات تكون في إطار المصلحة العامة، وضمن اطار مشروع بناء وطن، وليس مشروع سلطة، وهذا ما يحصل بين الاطراف المسيحيين في 14 آذار، ونحن معنيون بتسهيل مهمة الرئيس السنيورة ودعم موقع رئاسة الجمهورية، وبالتالي نقدم كل التسهيلات اللازمة للرئيس السنيورة حتى يقدم التشكيلة بأسرع ما يمكن". وعن تمسك رئيس تكتل"التغيير والاصلاح"النيابي ميشال عون بوزارة المال، ذكر بكلام السنيورة عن الحقائب وقال:"أؤكد أن ما من وزارة حكر على أحد، هناك سلتان متوازيتان ومتوازنتان، ولا مانع من اختيار واحدة من اي سلة من السلتين، فاهلاً وسهلاً اذا تم التفاهم على اي حل، نحن منفتحون وكذلك الرئيس السنيورة مستعد ان يتجاوب مع هذا الأمر". ونفى ان يكون حمل رسالة معينة من السنيورة الى بري، واكتفى بالقول:"أحاول أن أساهم في تذليل بعض العقبات لأن المفروض على الجميع ان يتعاونوا ونحن مع الرئيس السنيورة فريق عمل واحد، وكما اجتماع قريب مع فخامة الرئيس لكي نتعاون مع بعضنا بعضاً، وهذا ايضاً بمعزل عن الاتصالات التي نجريها بعيداً من الأضواء لكي نبحث في العقبات المطروحة". وعن زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لبنان أو زيارة الرئيس سليمان سورية، قال الجميل:"هناك علاقة صداقة بين الرئيسين سليمان والرئيس بشار الأسد، ولا شيء يمنع أن يكون هناك تبادل للتهاني بينهما وهذا أمر طبيعي، ومن جهة ثانية أعتقد بأن الرئيس الأسد يقوم بجولة عربية لكون سورية تترأس القمة العربية هذا العام. فإذا ارتأى ضمن الجولات التي يقوم بها ان يزور لبنان فأعتقد انه يهمنا ان تذلل كل العقبات وتعود المياه الى مجراها. نحن في لبنان لدينا ملفات عالقة مع سورية، وهناك اشكالات كل الناس تعرفها. نحن نتمنى لو ان سورية تقوم بخطوات لمعالجة بعض الملفات لطمأنة اللبنانيين من هذا القبيل. وتبقى قضية المحكمة الدولية التي هي الآن في عهدة الاممالمتحدة وفريق دولي. في الوقت الحاضر نركز على التطبيع ونترك الامور القضائية تأخذ مجراها". وكان بري تلقى رسالة من رئيس مجلس الشؤون السعودي الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد مهنئاً بنجاح"المساعي الحميدة التي بذلت للتوفيق بين الاشقاء اللبنانيين ثم انتخاب رئيس الجمهورية والاتفاق على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية". عدوان:حقيبة المال قابلة للتبديل ودعا عضو كتلة"القوات اللبنانية"النائب جورج عدوان بعد لقائه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى ترك اختيار وزيري الدفاع والداخلية لرئيس الجمهورية، وقال:"سنقوم بأي خطوة تقربنا من تشكيل الحكومة ولا مصلحة لأحد بالتأخير والعرقلة" وشدد على ان عندما يحسم امر توزيع الامور بين المعارضة والاكثرية سيكون ل"القوات"الخيار"لأننا نملك قناعة بأن لكل وزارة اختصاصاً، فنختار من يمثل القوات وفقا للدور الذي ستلعبه في الوزارة". وعن استعداد الاكثرية للتخلي عن حقائب المال والاتصالات والاشغال والعدل، قال عدوان:"هناك تأكيد من الرئيس السنيورة انه وضع وزارة المال في وضع انها قابلة للتبديل، وانا اؤكد ذلك وهي معروضة ضمن السلات وضمن المبدأ العام".