سادت اجواء من الاستياء الاوساط السياسية والرياضية العراقية بعد تعليق الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا امس النشاطات الرياضية العراقية الخارجية، رداً على قرار الحكومة العراقية إلغاء عمل اللجنة الاولمبية، فيما ناشد نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي الرئيس جلال طالباني التدخل لالغاء القرار. وجددت الحكومة العراقية امس على لسان وزير الرياضة جاسم محمد جعفر اصرارها على عدم تعديل قرار تجميد اللجنة الاولمبية حتى لو ادى القرار الى اقصاء المنتخب العراقي لكرة القدم من تصفيات كأس العالم المقبلة، مضيفاً ان هناك اطرافاً سياسية في اللجنة الاولمبية لم يسمها"تعمل لتدويل الازمة الرياضية في العراق وتحقيق اهداف سياسية". ولمّح جعفر الى ان"هذه الاطراف ستتعرض للعقوبة لعملها ضد الحكومة العراقية"موضحاً ان"هناك تجنيدا للمنتخب العراقي منذ ثلاث سنوات باتجاه مضاد للعراق الجديد"و"ان القرار جاء عقب انتهاكات خطيرة جرت داخل اللجنة الاولمبية بات من المستحيل السكوت عليها". لكن القرار الحكومي اثار حفيظة اللجنة الاولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا الذي قرر امس تعليق النشاطات الرياضية الخارجية للمنتخبات العراقية بما فيها كرة القدم. واوضح بيان صدر عن"الفيفا"امس ان قرار التعليق جاء عقب اجتماع عقده اعضاء الاتحاد الدولي في مدينة سيدني الاسترالية، وان التعليق سيستمر حتى 29 حزيران يونيو المقبل وفي حال تراجع الحكومة العراقية عن قرارها فسيتم الغاء قرار التعليق. من جهته قال عضو لجنة الشباب والرياضة في البرلمان احمد راضي، نجم المنتخب الوطني العراقي السابق بكرة القدم، إن"جهل الاطراف الحكومية بتداعيات هذا القرار هو الذي دفعها الى اتخاذه". واضاف في تصريح الى"الحياة"ان"قرار تجميد المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية غير مناسب خصوصاً وان العراق مقبل على مشاركات رياضية في كأس العالم والدورة الاولمبية في بكين". ولفت الى ان"القرار اتخذ من دون استشارة للجنة الرياضية في مجلس النواب باعتبارها لجنة لها خبرة في هذه القضية وهيئة محايدة"لافتاً الى ان"الحكومة العراقية مصرة على رأيها وترفض فتح نقاشات حول القضية ما سيضر بالرياضة العراقية بشكل كبير". واكد رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم حسين سعيد انه يسعى لاقناع الاتحاد الدولي بتمديد المهلة التي اقرها بخصوص فرض العقوبة. وكشف سعيد ان"الاتحاد العراقي لكرة القدم سيوجه رسالة الى كل من رئيسي الجمهورية والحكومة لتوضيح ملابسات القضية"مشيرا ان"كل الجهات الحكومية تدرك حقيقة اهمية كرة القدم ودورها في تعزيز الوحدة الوطنية في البلاد". وتابع"سأصل الى سيدني في 28 الجاري وسأبحث مع المسؤولين في الاتحاد الدولي مسألة تمديد المهلة التي حددتها تنفيذية"فيفا"والسماح لنا بخوض مباراتنا المقبلة مع استراليا". الى ذلك ذكر"الحزب الاسلامي"الذي يرأسه الهاشمي، في بيان ان"الهاشمي وجّه رسالة الى الرئيس طالباني يطلب فيها تدخل رئاسة الجمهورية لحض رئاسة الوزراء على اعادة النظر في قرارها احتراماً لالتزامات العراق القانونية المنبثقة عن الميثاق الاولمبي الدولي الذي يحرم السلطات الحكومية من التدخل في عمل اللجنة الاولمبية". من جهتها نبّهت"القائمة العراقية"التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق اياد علاوي من خطورة قرار الحكومة بوقف عمل اللجنة الاولمبية العراقية، وطالبت بإلغاء القرار فوراً. ونوّهت"العراقية"في بيان بانجازات فريق كرة القدم العراقي الذي"حقق بطولة عالمية ومع ذلك فان الكثير من اللاعبين غادروا العراق لانهم لم يجدوا من يدعمهم". وحذرت من"تسييس الرياضة واستهداف الرياضيين". وكان مجلس الوزراء العراقي قرر الثلثاء الماضي وقف عمل المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية العراقية واتحاداتها، وتشكيل لجنة موقتة ومنحها صلاحيات الإدارة والإشراف على نشاطات الاتحادات الرياضية كافة وإجراء انتخابات جديدة خلال ثلاثة أشهر، وإعداد مشروع قانون جديد للجنة الأولمبية"يشرع عراقياً". وهو القرار الذي حذرت أوساط رياضية دولية ومحلية من أن يؤدي إلى حرمان العراق من المشاركة في أولمبياد بكين في آب أغسطس المقبل باعتبار القرار يمثل"تدخلا حكوميا"في شؤون اللجنة الأولمبية.