ناقش وزراء خارجية عرب في القاهرة أمس موقفاً موحداً من المبادرة الفرنسية - الأوروبية لإنشاء"اتحاد من أجل المتوسط"، ووافق الجانب العربي على"الرئاسة المشتركة"المصرية - الفرنسية لهذا الاتحاد، على أن تعد القاهرة ورقة تقدم للوزراء العرب لطرحها في الاجتماع العربي - الأوروبي في 9 و10 حزيران يونيو المقبل في سلوفينيا، قبل القمة التي ستستضيفها فرنسا في 14 تموز يوليو لتدشين"اتحاد المتوسط". وكان وزراء خارجية وممثلو مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا والأردن وفلسطين وسورية ولبنان والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى اجتمعوا أمس في مقر وزارة الخارجية قصر التحرير، ورأس الاجتماع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط. وفيما تمثّلت سورية في الاجتماعات بمعاون وزير الخارجية، مثل لبنان سفيره في القاهرة الدكتور خالد زيادة، وتمثّلت موريتانيا أيضاً بسفيرها في القاهرة. وقال أبو الغيط، في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع الذي استمر 4 ساعات، إن الوزراء أجروا مناقشة"متعمقة ومدققة"في الطرح الفرنسي الأوروبي في ما يتعلق بمستقبل تطوير"عملية برشلونة"وتحويلها إلى"عملية برشلونة - الاتحاد من أجل المتوسط"، مشيرا إلى أن"الوزراء العرب اتخذوا مجموعة مواقف كما قرروا أن تقوم مصر، باعتبارها المنسق العربي، بطرح ورقة تعد في القاهرة وتقدم إلى الوزراء العرب للإعداد لاجتماع عربي - أوروبي يومي 9 و10 حزيران يونيو المقبل في سلوفينيا ... وهذا الطرح العربي سيكون طرحاً متطوراً بمعنى أنه ليس طرحاً نهائياً، فالعرب سيقدمون للأوروبيين مجموعة أفكار، وهذه الأفكار ليست ثابتة ولكنها أفكار متحركة". وأوضح أن"الوزراء العرب رحبوا بقوة بالفكرة القائلة بأن تكون هناك رئاسة مشتركة لهذا الاتحاد وأن تكون هذه الرئاسة مشتركة لمصر وفرنسا". ورداً على سؤال عن هذه"الرئاسة المشتركة"، قال أبو الغيط:"المقترح هو أن تكون هذه الرئاسة لمدة عامين". وسئل عن الرئاسة المصرية لدول الجنوب في ضوء أن إسرائيل من دول الجنوب، فأجاب"مصر لن تكون رئيسة لدول الجنوب، ولكن ستكون لها رئاسة القمة إلى جانب فرنسا". وحول وضع إسرائيل في إطار"الاتحاد من أجل المتوسط"في ضوء كونها معضلة رئيسية في عملية برشلونة وتسببت في عرقلتها، قال أبو الغيط:"عضوية هذا المشروع لكل دول المتوسط، وعملية برشلونة كانت فيها إسرائيل والدول العربية لكنها لم تتضمن كل دول المتوسط. والطرح الأوروبي هو أن تفتح عضوية المشروع لكل دول المتوسط، أي الدول غير الموجودة حالياً فيه، مثل الجبل الأسود وكرواتيا". ولم يستبعد أبو الغيط أن يواجه الاتحاد من أجل المتوسط"المعضلة نفسها التي واجهت عملية برشلونة". وسئل عن المخاوف بخصوص إمكان إعادة العلاقات العربية مع إسرائيل على خلفية إدماجها في المشروع، فأجاب"على الإطلاق، هذا أبعد شيء، لأن التجربة علمتنا أنه بعد 13 عاماً من عملية برشلونة لم يحدث أن إسرائيل نجحت في التطبيع". وقال أبو الغيط"هذه عملية مستمرة وماضية إلى الأمام، وقد يقرر هذا الطرف المضي إلى نقطة محددة وقد يقرر طرف آخر المضي أبعد من ذلك". إلى ذلك، علمت"الحياة"أن المغرب سيستضيف اجتماعاً مماثلاً لاجتماع الأمس في الأسبوع الأول من الشهر المقبل. وقالت مصادر عربية شاركت فى الاجتماع ل"الحياة"إن"الاجتماع تداول في الأفكار الأوروبية المطروحة من أجل تعزيز موقف العرب وأن يتحدثوا مع الجانب الأوروبي بصوت واحد، وألا يكون الطرف الأوروبي هو المقرر وصاحب الكلمة في هذا الكيان"، مشيرة إلى"طرح مشاركة الجامعة العربية في هذا الكيان بصفة"مراقب"ووافق الجميع على الطرح وسنعرض الأمر على الطرف الأوروبي". وأضافت:"طلب البعض تغيير اسم التجمع الجديد لأن كلمة اتحاد أكثر من واقع الحال، ولكن لم تطرح مسميات بعينها". ولفتت إلى أن الجانب الأكبر من مداولات الوزراء كان بخصوص"الأمانة العامة"أو سكرتارية هذا التجمع،"وسنطلب من الأوروبيين أن يستضيف الجنوب مقر هذه الأمانة تعزيزا لموقعه"في هذا التجمع. وتحدثت المصادر عن إمكان استضافة المغرب أو تونس للمقر"لكن الأمر لم يحسم".