وسط تصاعد التوترات في المنطقة، اتهمت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بلعب دور في تبرير الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على منشآتها النووية، بينما نفى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وجود أي تواصل أو مفاوضات مع طهران بعد الضربات التي استهدفت منشآتها الحساسة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحافي عقده أمس (الاثنين)، إن تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، الذي كشف عن تسريع إيران لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، كان "إحدى الذرائع المباشرة" التي استخدمتها إسرائيل لتنفيذ ضرباتها على المنشآت النووية الإيرانية في 13 يونيو الجاري. وأكد بقائي أن إيران "لا يمكنها ضمان استمرار التعاون الطبيعي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية" في ظل استمرار تعرض مواقعها النووية لهجمات، متهماً الوكالة بالخضوع لضغوط سياسية وبتجاوز صلاحياتها. وأضاف أن طهران شكلت لجنة قانونية لإعداد تقارير رسمية عن الأضرار التي لحقت بمنشآتها بسبب الهجمات الإسرائيلية والأميركية، مؤكداً أن تلك الهجمات تمثل "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي". في المقابل، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، في تصريحات أدلى بها الاثنين لقناة "فوكس نيوز"، أن الولاياتالمتحدة "لم تقدم أي عروض لإيران"، مشدداً على أن إدارته لم تتواصل مع المسؤولين الإيرانيين منذ تنفيذ الضربات على منشآتها النووية. كما نفى ترمب تقارير إعلامية تحدثت عن أن واشنطن قد تعرض على إيران تسهيلات مالية أو السماح لها بتطوير برنامج نووي مدني مقابل التهدئة، واصفاً تلك التقارير بأنها "كاذبة تماماً". ورغم الموقف الحاد لواشنطن، أبدى نائب وزير الخارجية الإيراني، مجيد تخت روانجي، استعداد بلاده للعودة إلى طاولة المفاوضات مع الولاياتالمتحدة بشرط أن تقدم الأخيرة "تعهداً واضحاً بعدم شن أي هجمات أخرى على إيران خلال فترة المحادثات"، وهو شرط اعتبره مراقبون دليلاً على تراجع ثقة طهران في جدية المسار الدبلوماسي. يذكر أن الجولة السادسة من المفاوضات غير المباشرة بين طهرانوواشنطن، التي كان من المقرر عقدها في العاصمة العُمانية مسقط منتصف يونيو، توقفت قبل انطلاقها بيومين عقب الهجوم الإسرائيلي المباغت على مواقع نووية وعسكرية إيرانية. وشنت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية استهدفت منشآت نووية ومراكز عسكرية، مبررة ذلك بأن طهران باتت على وشك إنتاج سلاح نووي. وردت إيران بإطلاق صواريخ باتجاه مواقع إسرائيلية، فيما تدخلت الولاياتالمتحدة بشن ثلاث غارات مباشرة على منشآت فوردو، نطنز، وأصفهان النووية. وعلى مدار اثني عشر يوماً، شهدت المنطقة مواجهات متبادلة بين إيران وإسرائيل، تطورت لتشمل هجمات صاروخية إيرانية على قواعد أمريكية في قطر والعراق، دون تسجيل إصابات بشرية، وفق التقارير الأمريكية.