أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن أزمة الرسوم الكاريكاتورية تتصدر المواضيع المطروحة على منتدى المتوسط الذي تستضيفه القاهرة يومي 22 و23 نيسان ابريل الجاري والذي يشارك فيه 12 من وزراء خارجية دول عربية وأوروبية. وقال أبو الغيط في حوار مع"الحياة"إن تفعيل الحوار الثقافي - الاجتماعي بين الغرب والدول الإسلامية أصبح مهمة ملحة في الفترة المقبلة خصوصاً بين دول شمال المتوسط وجنوبه. وفي ما يأتي نص الحوار: تستضيف مصر خلال الأيام القليلة المقبلة اجتماعاً وزارياً استثنائياً لدول منتدى المتوسط، فما دلالات عقده في مصر وأسباب اختيار ذلك التوقيت، وما هي الدول المدعوة للمشاركة في الاجتماع؟ - أود الإشارة في البداية إلى أن منتدى المتوسط تم إطلاقه بناء على مبادرة مصرية - فرنسية، إذ دعا رئيس الجمهورية في كلمته أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ في 20 تشرين الثاني نوفمبر 1991 إلى ضرورة توثيق العلاقات بين دول شمال المتوسط وجنوبه وتشكيل جديد للتعاون الإقليمي في المنطقة، وانطلاقاً من هذه الدعوة قامت مصر، بالتنسيق مع فرنسا، بتشكيل نواة للمنتدى، واستضافت مدينة الاسكندرية اجتماعه الوزاري الأول في تموز يوليو 1994، وتم الاتفاق على أن يكون معملاً للأفكار الداعمة للمشاركة الأوروبية - المتوسطية في إطار عملية برشلونة. أما بالنسبة الى السؤال المطروح، فبناء على ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع الوزاري الحادي عشر لمنتدى المتوسط الذي عقد في باريس في تشرين الأول أكتوبر 2004، تقرر عقد الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في المنتدى وذلك في القاهرة يومي 22 و23 نيسان ابريل 2006، وتوليت توجيه الدعوة الى السادة وزراء خارجية الدول الأعضاء تونس والجزائر والمغرب وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال واليونان وتركيا ومالطا، كما وجهت كل من مصر الدولة المضيفة واسبانيا الرئيسة الحالية لمنتدى المتوسط دعوة مشتركة إلى المفوض الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية المشتركة للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا. ويأتي هذا الاجتماع في توقيت بالغ الحساسية، إذ أنه أول اجتماع وزاري لمنتدى المتوسط في ظل المعطيات الجديدة لجهود التسوية في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الأزمة التي فجرتها الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم والتي عكست عمق الفجوة الثقافية بين شمال المتوسط وجنوبه. ما المواضيع المدرجة على جدول أعمال الاجتماع وهل من المنتظر أن يصدر عنه بيان ختامي؟ - يُعد منتدى المتوسط محفلاً"غير رسمي"إذ تعقد اجتماعاته من دون أجندة محددة ولا تصدر عن أعماله أي قرارات أو بيانات، وإن كانت الطبيعة"المرنة"التي يتسم بها المنتدى الذي يضم مجموعة من الدول المتوسطية متقاربة التفكير، تتيح فرصة مواتية للتشاور والتنسيق في ما بين الدول الأعضاء في إطار من الصراحة للبحث في عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك في ظل الزخم الحالي للأحداث التي تشهدها المنطقة. هل سيركز الاجتماع على موضوع بعينه؟ - من المنتظر أن يناقش الوزراء تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط والأوضاع في العراق والملف السوري - اللبناني، بالإضافة إلى الملف النووي الإيراني. وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن هذا الاجتماع كان مخصصاً أساساً، وفقاً لما تقرر في اجتماع باريس في تشرين الأول أكتوبر 2004، لمتابعة تقويم عملية برشلونة في ضوء نتائج القمة التي عقدت في تشرين الثاني نوفمبر 2005 لمناسبة مرور عشر سنوات على إطلاق مسيرة برشلونة، إلا أنه في ضوء تفجر"أزمة الرسوم"قررت مصر أن تتصدر المواضيع التي سيتم تناولها في اجتماع القاهرة"بحث دور المشاركة الأوروبية - المتوسطية في تفعيل الحوار الثقافي - الاجتماعي بين الغرب والدول الإسلامية، وكذلك في إثراء مبادرة تحالف الحضارات"، لا سيما أن تلك المبادرة مستوحاة أساساً من مسيرة برشلونة التي كانت أول تحرك جماعي بهدف التقريب بين شمال المتوسط وجنوبه، وذلك من منطلق ما توليه مصر من أهمية بالغة للبعد الثقافي وللدور الذي يمكن أن تقوم به في هذا الخصوص مؤسسة"آنا ليند"الأورو - متوسطية للحوار بين الثقافات التي تستضيفها مصر في مكتبة الاسكندرية. هل تنوي مصر طرح أفكار بعينها خلال اجتماع القاهرة بما يعزز من جهودها في الاستفادة من المشاركة الأوروبية - المتوسطية؟ - حرصاً على منع تكرار"أزمة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للإسلام"في المستقبل، رأت مصر أهمية استثمار اجتماع القاهرة لتوجيه نداء جماعي من منتدى المتوسط إلى المجتمع الدولي بضرورة الالتزام باحترام كل الأديان والثقافات انطلاقاً من المسؤولية المشتركة، مع إبراز الحاجة الملحة إلى تكريس عدم المساس بهذا المبدأ، وتأكيد العزم على مواجهة كل مظاهر التمييز والعنصرية أو أي محاولة من شأنها الإساءة لأي دين، أو عقيدة، أو ثقافة، أو مجموعة عرقية، أو رموزها، ومن ثم العمل على مد جسور التواصل الثقافي والحضاري بين دول المنطقة.