أحيا الفلسطينيون امس "يوم الاسير" بتنظيم المهرجانات والمسيرات والمعارض والندوات والتظاهرات المطالبة بإطلاق اكثر من عشرة آلاف اسير في السجون الاسرائيلية، في وقت أعلن الرئيس محمود عباس في كلمة متلفزة انه لن يوقع على اي اتفاق سياسي مع اسرائيل لا يتضمن اطلاق جميع الاسرى. وقال عباس:"لقد كان ولا يزال قرارنا قاطعاً بأنه لا يمكن تحقيق السلام مع إسرائيل من دون تحرير كل الأسرى والمعتقلين في سجون ومعتقلات الاحتلال. ولا توقيع على أي اتفاق لا يتضمن الإفراج عنهم جميعاً". ودعا قادة اسرائيل الى البدء في الإفراج عن الأسرى، معتبرا ذلك"مقدمة ضرورية لا بد منها لإنجاح العملية السياسية وتوفير المناخات المناسبة التي تجعل شعبنا يؤمن بهذه العملية". وخاطب عباس الشعب االفلسطيني الذي جرّب أكثر من 60 من رجاله السجن الاسرائيلي، قائلا انه يطرح قضية الاسرى"في كل لقاء مع الجانب الإسرائيلي، خصوصا في لقاءات القمة واللقاءات التفاوضية". واضاف:"هذا يشكل أولوية واضحة بالنسبة الينا والتزاماً لا يمكن أن نحيد عنه تحت أي ظرف". واعلن انه تمكن من تثبيت قضية الاسرى على جدول المفاوضات باعتبارها قضية جوهرية رديفة للقضايا الجوهرية الست الأخرى مثل القدس واللاجئين والحدود والمستوطنات والمياه والأمن. وفي اشارة ايجابية نحو حركة"حماس"التي بينه وبينها قطيعة سياسية منذ سيطرتها على قطاع غزة بالقوة المسلحة في حزيران يونيو العام الماضي، وجه عباس تحية الى القادة السياسيين في السجون الاسرائيلية، ذاكرا منهم رئيس المجلس التشريعي الشيخ عزيز الدويك، والقيادي في"حماس"في الضفة الشيخ حسن يوسف. واقامت وزارة شؤون الاسرى مهرجانات شعبية مركزية في المدن والمحافظات المختلفة، وقال وزير شؤون الاسرى اشرف العجرمي ان اسرائيل تحتجز اكثر من عشرة آلاف أسير فلسطيني، بينهم 95 امرأة. واضاف ان السلطة تحيي يوم الاسير لانه يرمز الى الحرية"حرية الاسرى وحرية الشعب". وقال ان الاسرى يعانون المعاملة السيئة والاهمال الطبي في السجون الاسرائيلية، مشيرا الى وفاة 195 اسيرا في السجون الاسرائيلية جراء الاهمال الطبي والمعاملة القاسية منذ بدء الاحتلال عام 1967. واشار الى ان العام الماضي شهد وفاة ستة اسرى جراء الاهمال، ومقتل اسير سابع تعرض الى اطلاق النار من السجانين. وقال ان الرئيس عباس يعتزم توزيع اوسمه على عائلات 15 أسيرا امضوا اكثر من ربع قرن في السجون الاسرائيلية. وشارك في المهرجانات الآلاف من اهالي الاسرى الذين وجدوا فيها مناسبة لإسماع صوتهم المطالب باطلاق ابنائهم قبل ان يقضوا في السجون. وقالت والدة الاسير سعيد العتية ان ابنها الذي يحمل لقب عميد الاسرى الفلسطينيين، امضى اكثر من 31 عاما في السجون، وانه لم يتبق لديها من امنية في حياتها سوى ان تراه قبل ان تغمض عينيها اغماضتهما الاخيرة. ورغم ان الاسير العتية شارف على الستين من عمره، إلا ان اسرائيل ترفض اطلاقه بحجة ان"يديه ملطخة بدماء اسرائيليين". وقال وليد ابو محسن 40 عاما شقيق الاسير جمال ابو محسن 37 عاما الذي يمضي حكما بالسجن المؤبد لمشاركته في قتل مستوطن عام 1991 انه لم يعد لدى عائلات الاسرى المحكومين بالسجن المؤبد من امل لرؤيتهم خارج قضبان الاسر، مضيفا:"واضح ان اسرائيل تريدهم ان يفنوا وراء القضبان". ويشترك اهالي الاسرى في قناعتهم بعدم وجود نيات لدى اسرائيل في المفاوضات لاطلاق الاسرى. وقال ابو محسن:"رغم ان ابناءنا يؤمنون بعملية السلام، وبعضهم 350 معتقل قبل اتفاق اوسلو، الا ان اسرائيل ترفض اطلاقهم وتصر على ان يفنوا وراء القضبان". واضاف:"أملنا الوحيد فقط في صفقة لتبادل الاسرى مع حركة حماس او حزب الله، من دون ذلك لا امل". وتوفر السلطة راتبا شهريا للأسرى يمكنهم من الانفاق على عائلاتهم او استمكال دراستهم خلف القضبان. وقال العجرمي ان حكومة سلام فياض خصصت هذا العام 80 مليون دولار لوزارة الاسرى.