لا يوجد كثير من الفرح في بيت عائلة ناجي في مخيم الأمعري قرب مدينة رام الله في الضفة الغربية رغم ورود اسم احد ابنائها باسل في قائمة من 431 معتقلا واسيرا ستطلقهم اسرائيل عشية"مؤتمر أنابوليس"، والسبب ان ستة آخرين من ابناء العائلة سيظلون وراء القضبان، اربعة منهم محكومون بالسجن المؤبد. "بالتأكيد نحن فرحون لأن باسل سيعود، لكنها فرحة عابرة لأننا نعرف ان أبناءنا الآخرين، خصوصا الاربعة المحكومين بالسجن المؤبد لن يفرج عنهم"، قال ناجي شقيق باسل. وباسل محكوم بالسجن خمس سنوات امضى منها اكثر من اربع سنوات ونصف السنة بقي على نهايتها خمسة اشهر فقط". وقالت وزارة شؤون الاسرى في السلطة الفلسطينية ان اكثر من نصف المنوي اطلاقهم تنتهي محكوميتهم السنة المقبلة. ولا تشمل القائمة أي امرأة، علما ان عدد النساء الفلسطينيات في السجون الاسرائيلية 143 اسيرة، كما لا تشمل أي أسير من اسرى مدينة القدس الذين يبلغ عددهم 300، او أيا من أسرى الاراضي الفلسطينية عام 1948 العرب في اسرائيل وعددهم 151 أسيرا. وقال وزير شؤون الأسرى أشرف العجرمي ان القائمة لا تشمل أيا من الأسرى المعتقلين قبل اتفاق"اوسلو"وعددهم نحو 367 اسير. لكن الاشارة الجيدة لدى الفلسطينيين كانت في من شملتهم القائمة من اسرى بقي على نهاية محكومايتهم بين 3 و 9 سنوات، وعددعم 127 أسيرا. ودأبت اسرائيل في المناسبات السياسية والاعياد على اطلاق اعداد من المعتقلين الذين لم تبق على نهاية فترات حكمهم سوى اشهر. ويقول العجرمي ان هناك تغييرا في السياسية الاسرائيلية، لكنه تغيير طفيف ولم يصل الى مرحلة التحول، مشيرا الى ان التحول يحدث فقط عندما تغير اسرائيل المعايير التي تضعها في اطلاق الاسرى، والتي تحرم منها قدامى المعتقلين والمحكومين بالسجن فترات طويلة تحت ذريعة ان"ايديهم ملطخة بدماء يهود". وقال محمد ناجي 72 عاما والد الاسرى السبعة:"جميع ابنائي ينتمون الى حركة فتح، وقاتلوا عندما كان هناك قتال بين فتح واسرائيل، واليوم هناك مفاوضات سلام، لذلك يجب ان يطلق سراحهم". غير ان ناجي وهو لاجئ من قرية السوافر الشمالية قرب ميناء اسدود، لا يرى املا حقيقيا في مفاوضات السلام الجارية بين الفلسطينيين واسرائيل، ويقول:"عشت هذا الصراع منذ كنت طفلا وليدا، واذكر تماما فصوله، خصوصا بعد ان طردنا اليهود من بيوتنا وارضنا وزرعنا، وكنت في الثانية عشرة من عمري، حتى اليوم، وبينها فترة ستين عاما تنقلت فيها بين مخيمات اللاجين من قطاع غزة ومخيمات اللاجئين في الضفة، ولم ارى ما يجعلني اتفاؤل بحل سلمي مع اسرائيل". واضاف:"منذ جاءوا الى هذه البلاد وهم يضيقون علينا، يحتلون قطعة الارض تلو الاخرى حتى باتت مستوطناتهم تحاصر بيوتنا، فكيف اقتنع ان تغييرا قد حدث، وما الذي يجعل هذا التغيير في سياستهم يحدث؟". ويبدي الجمهور الفلسطيني الكثير من الشكوك ازاء فرص نجاح"مؤتمر أنابولس"المقبل، ويقول قاسم ابو خالد 48 عاما وهو نجار في مخيم الامعري:"لا اتصور اسرائيل تنحسب من المستوطنات وتعطينا دولة والقدس وتطلق الاسرى، هذا هو الحد الادنى المطلوب لاتفاق سلام، لكن اسرائيل لم ولن تقبله". ورغم الشكوك العميقة الا ان كثيرا من الفلسطينيين لا يعارض الذهاب الى"انابوليس"لعدم وجود ما يخسرونه هناك. ويقول انور قطوسة 39 عاما وهو موظف حكومي من قرية دير قديس في محافظة رام الله:"نحن لن نخسر شيئا من الذهاب الى انابوليس، واذا لم نكسب فاننا لن نخسر". ويتفاءل كثيرون بتحسن الوضع الاقتصادي بعد المؤتمر، ويرى عبدالاله بني عودة 33 عاما وهو حداد من قرية طمون قرب جنين:"قيادتنا ضعيفة، وقيادتهم الاسرائيليون ضعيفة ايضا، وربما ينتج عن المؤتمر دعم اقتصادي عالمي للسلطة الفلسطينية وفتح مناطق صناعية، لكن ليس اتفاق سلام ودولة مستقلة".