سجل النفط ثلاثة أرقام قياسية دفعة واحدة أمس، يدعمها ضعف الدولار ومخاوف من عرقلة في الإمدادات. وسجل الخام الأميركي الخفيف ومزيج برنت وسلة "منظمة البلدان المصدرة للنفط" أوبك مستويات تاريخية، إذ ارتفع سعر الخام الأميركي 1.54 دولار إلى 113.93 دولار للبرميل، فيما ارتفع سعر مزيج برنت إلى 112.14 دولار للبرميل. وأعلنت"أوبك"ان متوسط أسعار سلتها المعيارية ارتفع إلى 104.02 دولار للبرميل أول من أمس، من 103.67 دولار الجمعة الماضي. ولفتت في أحدث تقرير شهري عن السوق، أنها تضخ ما يكفي من الخام لتلبية الطلب وان تباطؤ الاقتصاد الأميركي قد يفضي إلى استهلاك أضعف من المتوقع في الربع الثاني من السنة. وأبرزت تعليقات في التقرير عزوف المنظمة عن ضخ مزيد من الخام لخفض الأسعار التي تعزوها إلى عوامل تتجاوز العرض والطلب. وأكد التقرير الذي أعده خبراء الاقتصاد في مقر الأمانة العامة للمنظمة في فيينا، ان"الصورة الأساسية في الربع الثاني من السنة 2008 تبدو منسجمة مع النمط الموسمي المعتاد لهذا الوقت من السنة. وسيكون الإنتاج الحالي لأوبك الذي يتجاوز 32 مليون برميل يومياً، كافياً لتلبية نمو الطلب والمساهمة في زيادة المخزون بدرجة أكبر". وتوقعت المنظمة تراجع الطلب العالمي على النفط 1.4 مليون برميل يومياً إلى 85.7 مليون برميل في الربع الثاني، عندما يتباطأ غالباً استهلاك النفط مع تراجع استخدام وقود التدفئة في النصف الشمالي للكرة الأرضية. لكن ضعف الاقتصاد في الولاياتالمتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم قد يسبب تراجعاً أكبر، وفقاً للتقرير. واجتمع وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي مع الرئيس التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية نوبو تاناكا وبحثا، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية"في"أوضاع السوق البترولية الدولية واستقرارها"، إذ تعادل حالياً العرض والطلب، وأصبح المخزون في مستوى مناسب". أما ارتفاع الأسعار"فيعود إلى أسباب كثيرة ليست مرتبطة بالضرورة بأساسيات السوق"كما ذكرت الوكالة. وقال تاناكا الأسبوع الماضي إنه يرى توازناً أكبر في أسواق النفط مع تراجع الطلب. والأسبوع الماضي، أجرت الوكالة التي تقدم مشورة في مجال الطاقة إلى 27 بلداً صناعياً، أكبر خفض في سبع سنوات على تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط جرّاء تباطؤ الاقتصاد العالمي.