طمأنت القوات الدولية العاملة في جنوبلبنان"يونيفيل"إلى أن لا داعي للقلق من تصعيد محتمل على رغم التوتر في الأيام الأخيرة. جاء ذلك بالتزامن مع استمرار الطائرات الحربية الإسرائيلية في خرق الأجواء اللبنانية وتنفيذها غارات وهمية وإجراء مناورة في المنطقة الحدودية. في موازاة ذلك، يزور لبنان منذ أول من أمس، وفد فرنسي من موظفي وزارة الخارجية والشؤون الأوروبية ووزارة الدفاع برئاسة مديرة قسم الأممالمتحدة والمنظمات الدولية سيلفي بيرمان وعضوية نائب مدير قسم مصر والمشرق في وزارة الخارجية لودوفيك بوي، بهدف الاطلاع على مهمة"يونيفيل"وفهم الوقائع الميدانية التي يتسم بها عملها. وقال المسؤول عن المكتب الإعلامي لپ"يونيفيل"فيراج سينغ:"على رغم ما شهدته الأيام الأخيرة من درجة عالية من التوتر والترقب لدى السكان المحليين في جنوبلبنان، لا وجود لأي سبب للقلق من أي تصعيد". وقال:"شاهدنا وضعاً مستقراً خلال ال18 شهراً الماضية، ونحن على اتصال دائم بجميع الأطراف الذين جددوا التزامهم التام القرار 1701 واستمرار مهمة"يونيفيل"مع القوات المسلحة اللبنانية لضمان استمرار الوضع المستقر". وأضاف سينغ:"من المهم جداً، ومن الواضح في هذه المرحلة، ومن خلال الاتصالات بكل الأطراف، أن لا أحد يريد حرباً أو تصعيداً في جنوبلبنان، وبغض النظر عن وقوع حرب أو أي أمر ممكن أن يحصل، عندما يتعرض السكان في منطقة عمليات"يونيفيل"لأي خطر محدق أو مباشر، فإن القرار 1701 يعطيها السلطة والمسؤولية للتصرف من أجل حماية هؤلاء المدنيين، إضافة إلى أن القرار 1701 خولها استعمال القوة من أجل حمايتهم". وأشار سينغ الى أن"التطورات الأخيرة أحدثت نوعاً من التحسب لدى المواطنين ودرجة عالية من التوتر في المنطقة، وپ"يونيفيل"تأخذ هذا الأمر في الحسبان في عملياتها التي زادت من وتيرتها على الأرض بالتنسيق مع القوات المسلحة اللبنانية عبر دوريات مشتركة أو من خلال عمليات مشتركة". وتابع سينغ:"هناك أمر مهم جداً يجب عدم نسيانه، هو أن مجلس الأمن أصدر القرار 1701 بالاتفاق مع الحكومة اللبنانية، إذ اتخذت كل قرارات مجلس الوزراء بين تموز يوليو وآب أغسطس 2006 في حضور جميع الأطراف السياسية اللبنانية وموافقتها، ومن ضمنها"أمل"وپ"حزب الله"اللذان كانا مشاركين في الحكومة، وكانت الموافقة بالإجماع على القرار 1701 الذي لا يزال على حاله ولم يتغير، على رغم أن بعض الأطراف لم يعد ممثلاً في الحكومة اللبنانية". وعن انسحاب الوحدة القطرية من جنوبلبنان والحديث عن انسحاب الوحدة الإسبانية، قال سينغ:"إن"يونيفيل"والحكومة القطرية أوضحتا هذا الانسحاب، وهو كان مخططاً له وليس مرتبطاً بالأوضاع، وهناك 3 ضباط قطريين في مركز القيادة. أما في ما يتعلق بالوحدة الاسبانية فان الحكومة الإسبانية وسفارتها في بيروت وپ"يونيفيل"أيضاً أكدت أن لا نقاش في انسحاب الوحدة الإسبانية، بالعكس اسبانيا ملتزمة أكثر من أي وقت مضى مهمتها وهي لا تفكر أبداً في الانسحاب، وهذا ينطبق أيضاً على كل الوحدات المشاركة في"يونيفيل"وهي من 28 دولة". وأوضح أن"مهمة"يونيفيل"واضحة جداً وتشمل المنطقة الواقعة بين نهر الليطاني والخط الأزرق، وپ"يونيفيل"لم تشاهد أي إثبات على نقل أي سلاح غير مصرح به تم نقله في منطقة عملها، إنما وجدنا بعض الأسلحة والمخازن القديمة خلال عمليات مشتركة مع الجيش اللبناني"، نافياً وجود إثباتات لپ"نقل أسلحة جديدة غير مرخص لها في منطقة عمل الطوارئ". ميدانياً، حلقت طائرات حربية إسرائيلية على علو متوسط فوق مناطق العرقوب وحاصبيا والبقاع الغربي وتومات نيحا وجزين وإقليم التفاح ومرجعيون. وقال الجيش اللبناني في بيان إن"طائرات استطلاع إسرائيلية معادية حلقت فوق بعض المناطق ثم غادرت باتجاه الأراضي المحتلة". كذلك، أجرى الجيش الإسرائيلي مناورة وتدريبات ليل ? الاثنين ? الثلثاء في مستعمرة المطلة ومحيطها، شاركت فيها وحدات من سلاح المدرعات والمشاة والقوات الخاصة، إلى جانب دبابات"ميركافا"تمركز بعضها في تلال مطلة على المطلة وبعضها في بساتين محاذية للسياج الشائك. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن"القوات الإسرائيلية كانت أمس موضوعة في درجة عالية من الاستعداد على مختلف المحاور في الشمال الفلسطيني المحتل وداخل مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة".