اجرى وفد من الكونغرس الاميركي يمثل الحزبين الديموقراطي والجمهوري برئاسة السناتور غاري اكرمان رئيس اللجنة الفرعية في العلاقات الخارجية لشؤون الشرق الاوسط وجنوب آسيا محادثات في بيروت ركزت على الاوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة قبيل تسلم الادارة الاميركية الجديدة مهماتها. ويضم الوفد الاميركي النواب: جيف فلايك جمهوري من أريزونا وجو ويلسون جمهوري من كارولينا الجنوبية وبراين هيغينز ديموقراطي من نيويورك ورون كلاين ديموقراطي من فلوريدا. لقاء سليمان والسنيورة والتقى الوفد رئيس الجمهورية ميشال سليمان. واوضح المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية ان البحث"تناول العلاقات الثنائية اللبنانية - الاميركية وسبل مواصلة تعزيزها مع الادارة الاميركية الجديدة بعد تسلم الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما سلطاته رسمياً، اضافة إلى الاوضاع في لبنان والمنطقة". وبعد اللقاء، قال اكرمان:"بحثنا مع الرئيس سليمان في العلاقات الثنائية بين الولاياتالمتحدةولبنان. وسررنا بالاستماع إلى وجهة نظره حيال الوضع في لبنان والمشاريع في المستقبل". واضاف قائلاً:"انني وكصديق للبنان في الكونغرس الاميركي، سأركز خلال زيارتي على ثلاث نقاط: الاولى هي ان انتخاب باراك اوباما لن يعني أي خفض لدعم الولاياتالمتحدةللبنان، وذلك لا على صعيد استقلاله، ولا بالنسبة لوحدة اراضيه او في ما يتعلق بسيادته. واود ان اعلن بوضوح، انه مهما كانت المخاوف او الشكوك، فعندما تتعلق الامور بلبنان، ثمة اجماع قوي من قبل الحزبين على دعمه، واتوقع جازماً ان سياستنا ستبقى ثابتة". وقال: ان القضية الثانية التي أريد التركيز عليها هي"ان اؤكد لاصدقائنا في لبنان، ان سياسة خارجية اميركية جديدة في الشرق الاوسط، اكثر تمسكا في اقامة ديبلوماسية ومفاوضات مباشرة، لن تعني بالمطلق ان لبنان سيكون ملحقاً لأي رزمة من العلاقات الثنائية، او ان الامن الاقليمي سيدفع ثمنه بالعملة اللبنانية. فمستقبل لبنان ليس للبيع". واعلن انه يتطلع"للعمل مع الادارة الجديدة لمواصلة وتعزيز جهودنا الراهنة لتطوير امكانات واعتدة القوى اللبنانية المسلحة". وقال:"الجيش اللبناني اثبت نفسه في المعارك ومسؤوليته في حيازة الاعتدة التي تلقاها من الولاياتالمتحدة. انه مؤسسة وطنية مهمة بامتياز، واني اؤمن بانه يستحق دعمنا ومساعدتنا وكذلك، دعم ومساعدة المجتمع الدولي". والتقى الوفد الاميركي، للغاية نفسها، رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في احدى القاعات الجانبية في القصر الجمهوري، قبيل حضور رئيس الحكومة جلسة مجلس الوزراء. المساعدات للجيش وزار الوفد قائد الجيش العماد جان قهوجي، في مكتبه في اليرزة، بحضور السفيرة الأميركية لدى لبنان ميشيل سيسون، وتركز البحث على موضوع المساعدات الاميركية للجيش اللبناني. وكان الوفد وصل الى بيروت قبل ظهر امس، آتياً من لارنكا على متن طائرة اميركية عسكرية، وكانت سيسون في استقباله في مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي. لقاء الحريري وزار اكرمان والوفد رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري في حضور النائب عاطف مجدلاني، والنائب السابق غطاس خوري، ونادر الحريري وهاني حمود. وبعد اللقاء توجه الحريري الى آكرمان بالقول:"نقدر دعمكم لديموقراطيتنا وحريتنا وسيادتنا وسعينا إلى تحقيق العدالة. كما نقدر دعم الولاياتالمتحدة للمحكمة الدولية". وقال اكرمان:"نحن نمثل مناطق مختلفة من الولاياتالمتحدة وأعيد انتخابنا خلال انتخابات الكونغرس الأخيرة. أتينا لسبب مهم جداً في هذه اللحظة الحاسمة من التاريخ، لأننا نعرف أن هناك قلقاً في كل أرجاء العالم حيال ما قد تعنيه التغييرات في الإدارة الأميركية لا سيما في الأماكن التي كانت تدعمها الولاياتالمتحدة والإدارة الأميركية. والأسئلة التي تثار بنوع خاص هنا تتعلق بما إذا كان هذا الدعم سيستمر أو سيتغير. أتينا إلى لبنان للقاء السيد الحريري بعد اجتماعنا برئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء وقائد الجيش وسفيرتنا التي نفتخر بها، لتوجيه رسالة وحدة وتضامن باسمنا كلنا كوننا نمثل كل شرائح الطبقة السياسية الأميركية، وأكدنا ان التزامنا بلبنان لا يتزعزع وسيبقى كما كان. وأننا نتعهد بأن هذا الالتزام سيصبح أفضل وأقوى". واضاف:"لبنان أكثر من مجرد مكان، إنه فكرة. فهو موجود في محيطٍ خطير وقاس جداً، تحيط به عناصر خطيرة جداً، البعض منها داخله، مما يثير قلقاً كبيراً لدينا. ان لبنان مثال لمكان حيث بإمكان الديموقراطية أن تزدهر في بحر من البلدان لا تشاطره المفهوم نفسه. انه بلد متعدد الثقافات والطوائف، انه مكان للتسامح حيث بوسع الناس أن يعبروا عن أنفسهم وعن وجهات نظرهم بطريقة سلمية ويحاولون كسب تأييد الأشخاص بقوة أفكارهم ومنطقهم والتزامهم بالعدالة. ان هذه القيم تتقاسمونها مع الكثيرين في العالم ومن بينهم بلدنا. اننا نقف إلى جانب لبنان لما يمثله هو وشعبه وللتضحيات التي بذلها اللبنانيون وهم على استعداد لبذلها في المستقبل". واكد ان الوفد جاء الى لبنان"ليتمكن من الاستمرار كبلد مستقل، وللقول لكم إن التزامنا لا يتزعزع وهو ليس رهناً بأي علاقة ثنائية أخرى قائمة أو قد تتطور أو تتغير. ان بلدكم لن يُضحى به لمصلحة أي علاقة أخرى أو اتفاق ثنائي أو محادثات، أو حتى أفكار قائمة أو قد يبحث بها يوماً ما. وأتينا لنعرب لكم عن مدى فخرنا بشعب لبنان وبتطور الجيش اللبناني المستقل الذي يخضع للدولة، والذي نما في سياق ديموقراطي وحسَّن قدراته وفعاليته وهو مستعد للمواجهة والقتال في سبيل مصالح شعب هذا البلد. اننا نتعهد بأن يحصل لبنان وجيشه على الأسلحة والمعدات المناسبة والضرورية، بغية تأدية مهمته كجيش لبنان الشرعي". وشكر اكرمان"النائب الحريري ورئيس الجمهورية ورئيس الوزراء على التزامهم بالقيم التي نتقاسمها كلنا ونشجعهم مع الشعب اللبناني على الاستمرار في المسيرة التي سلكوها والتي لا عودة عنها. كما جئنا لنُعلمكم بأن التغيير سيطرأ على الإدارة والأفراد وليس على الالتزام... الخطة الأساسية تقضي بمواصلة الحوار والسعي إلى تعاون أصدقائنا وحلفائنا الفعليين، الذين يعيشون في المنطقة ويشاطروننا قيمنا. وجئنا لمعرفة أفضل طريقة للمضي قدماً في الخطة الثانوية، أي الحوار مع الآخرين الذي أثبت أنه صعب للغاية في الماضي. لديكم تعهدنا بهذه العملية وبأن لبنان سيبقى في أفكارنا وصلواتنا وعلى رأس قائمة الدول التي تحظى بإعجابنا". المحكمة الدولية وعما اذا ستستمر الولاياتالمتحدة بدعم المحكمة الدولية بعدما فتحت قنوات اتصال مع سورية، قال:"أولاً إن طبيعة المحكمة هي دولية وبالتالي لا تخضع لسيطرة الولاياتالمتحدة وهذا يعني أنه لا يمكننا التخلي عنها حتى لو أردنا ذلك. دعوني أقول من دون أن أستخلص أي نتيجة إن هذه المسألة لا تتعلق في شأن داخلي لبناني وإلا لكانت محكمة لبنانية. هناك مخاوف عامة من أن بصمات هذا الحادث تتخطى الحدود اللبنانية لتصل إلى المجتمع الدولي. من هنا الاهتمام الدولي بها من دون استخلاص أي نتيجة. ان أي نقاش أو علاقة نأمل بتطويرهما بين الولاياتالمتحدة وأي بلد آخر في المنطقة. كانت لدينا صعوبات في التحدث معه سابقاً، لن يكون على حساب دمٍ لبناني. لن نتخلى عن المحكمة، إنها مسألة شرف وعدالة، وهو اهتمام لا تتقاسمه أميركا ولبنان فحسب، بل كل الشعوب المحبة للعدالة في العالم. يجب على القتلة أكانوا محليين أم دوليين، أن يدفعوا ثمن هذه الجرائم. لأنه عندما تقتلون شخصاً يمثل فكرةً وتياراً، فإن هذا العمل ليس فردياً، بل هو جريمة ضد إنسانية الشعوب المحبة للسلام على الأرض، وهذا جزء مهم من رسالتنا". 14 آذار وزار وفد الكونغرس مقر الأمانة العامة لقوى 14 آذار واجتمع الى اعضائها، وأبدى النائب سمير فرنجية ارتياح الأمانة العامة لمواقف الوفد الداعمة للبنان، وأوضح"ان الأمانة العامة أثارت مع الوفد مسألة الدعم الاميركي لتنفيذ القرار 1701 والذي يتطلب دعم الجيش اللبناني من جهة والاسراع في تأمين انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا من جهة ثانية". نشر في العدد: 16690 ت.م: 14-12-2008 ص: 11 ط: الرياض