أسدلت الستارة فجر أمس على آخر فصول ما سمي"اختطاف عائلة أردنية"من أمام فندق البوريفاج في منطقة الرملة البيضاء في بيروت. وجاء الجزء الأخير من المسلسل ليكشف أن لا خلفية سياسية أو ابتزاز أو إكراه أو سرقة وراء اختفاء الأردنية هاجر أبو سليم وبناتها الثلاث اللواتي جئن مع رب العائلة معتز ياسين حمودة لقضاء إجازة عيد الفطر في لبنان، فاختفين في ثالث أيامه 2 تشرين الأول أكتوبر. ومع إسدال الستارة، تنفس لبنان الصعداء بعدما وضعته الحادثة الأخيرة التي تزامنت مع حادثة اختفاء الصحافيين الأميركيين ظهرا في دمشق أمام اختبار صعب، ظن فيه أنه عاد إلى أيام الخطف واحتجاز الرهائن. ومع حلول صباح أمس، كانت الرواية الكاملة ل"اختفاء"الأم الأردنية مواليد 1979 مع رجل لبناني كانت تعرفت إليه عبر الإنترنت اكتملت معالمها. وفي التفاصيل التي أفادت بها مصادر أمنية"الحياة"أن هاجر كانت تعرفت عبر الإنترنت الى رجل لبناني منذ أكثر من سنة، وأنهما كانا يتراسلان في شكل دائم، وأن الأخير زارها في الأردن مرتين، قبل زيارتها الأخيرة لبنان. وفي اليوم الثالث لعيد الفطر الذي اختارت العائلة الأردنية قضاءه في بيروت، صعد الزوج معتز الذي يعمل محاسباً في شركة مالية في عمان إلى الفندق ليحضر أوراقاً خاصة على أن تذهب العائلة فور عودته إلى مغارة جعيتا، غير انه وبعد نزوله من الغرفة، لم يجد السيارة وهي من نوع"بيجو"تحمل لوحة أردنية وفيها زوجته وبناته، فظن أن أحداً ما اختطفهم، لأسباب رجحت الأجهزة الأمنية منذ الساعات الأولى أنها"غير سياسية". ومع بدء التحقيقات واستطلاع إفادات الشهود في محيط الفندق، بدا واضحاً أن في الاختفاء لغزاً ما، إذ أظهرت الكاميرات المثبتة في محيط الفندق رجلاً من الخلف يصعد إلى السيارة الأردنية التي كان الزوج سجلها قبل عشرة أيام فقط من مجيئه إلى لبنان باسم زوجته. وجلس الرجل في مكان السائق وانطلق بهدوء من دون أن تثير العملية ريبة أو شكوك من كانوا في محيط الفندق ومن دون أن يسمع أحدهم صراخ المرأة وبناتها الثلاث أو استغاثتهن. ومع تكثيف التحقيقات والاستماع إلى إفادة شقيق الزوجة الذي أكد ما كان نفاه الزوج في الأيام الأولى، أي وجود خلافات زوجيه بين هاجر ومعتز، تمكن عناصر من فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي من التعرف الى مكان إقامة هاجر وبناتها والرجل اللبناني ورصد تحركاتهم. وتبين أن الجميع كانوا يقيمون في منزل والدة الرجل في منطقة صبرا. وهنا عمل العناصر على استدراج الرجل إلى خارج صبرا، عبر إقناعه بضرورة تغيير مكان سكنه بحجة أنه مراقب. اقتنع الرجل وغادر المنطقة بسيارته التي تحمل لوحة تسجيل لبنانية، تاركاً سيارة هاجر في صبرا، وحاملاً بسيارته كل ما يلزم إقامته مع هاجر وبناتها، فلحقت به دورية لفرع المعلومات وتمكنت من توقيفه في محيط المدينة الرياضية وبصحبته هاجر والبنات. وسلمت هاجر والرجل اللبناني إلى مفرزة تحري بيروت للتحقيق معهم، بينما سلمت البنات إلى السفارة الأردنية لتسليمهن إلى والدهن، وتبين أن الجميع بصحة جيدة. وعلى الفور، أصدرت شعبة العلاقات العامة في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بياناً أعلنت فيه أن"دورية مشتركة من شعبة المعلومات ومفرزة بيروت القضائية تمكنت من العثور على العائلة المفقودة والسيارة لدى إحدى العائلات اللبنانية في محلة صبرا - ضواحي بيروت". وأضافت أنه"بناء لإشارة القضاء المختص تم تسليم العائلة إلى السفارة الأردنية في بيروت، وهن بصحة جيدة ولم يتعرضن لأي اعتداء أو أذى، كما تم توقيف المدعو ح. ن مواليد 1976 لبناني لعلاقته بالحادث". ومع انتهاء الأزمة التي شغلت بال لبنانوالأردن، أجرى السفير الأردني زياد المجالي اتصالات بوزيري الداخلية زياد بارود والخارجية فوزي صلوخ وبالمدير العام لقوى الأمن الداخلي أشرف ريفي. كما تلقى صلوخ اتصالاً هاتفياً من نظيره الأردني صلاح البشير شكره فيه على"الجهود التي قامت بها السلطات اللبنانية والتي كانت حاسمة في جلاء مصير السيدة الأردنية التي اختفت مع بناتها الثلاث".