قوبلت جريمة اغتيال النائب انطوان غانم بموجة استنكار من جميع الأطراف السياسيين في لبنان. ودانها رئيس الجمهورية إميل لحود "بشدة"، مشيداً بمزايا النائب الراحل. وقال:"ليس من الصدفة انه كلما لاحت في الأفق تطورات إيجابية لحل الأزمة السياسية الراهنة وجمع اللبنانيين حول الخيارات التي تعطي وطنهم قوة وحضوراً، تمتد يد الغدر لتنفذ فصلاً جديداً من فصول المؤامرة المحاكة ضد لبنان وشعبه ودوره. ولعل الجريمة البشعة، رسالة واضحة تستهدف التقارب بين اللبنانيين من خلال التجاوب مع المبادرات السياسية التي برزت أخيراً، والمواقف الداعمة لها التي أعلنت تباعاً وكان آخرها موقف المطارنة الموارنة في ندائهم الثامن". وقال رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري في إفطار غروب أمس:"عاد غانم من الامارات لأنه مؤمن بنظامنا الديموقراطي، وبأن حضور الجلسة، وممارسة دوره كنائب ممثل منتخب من الشعب واجب على كل نائب، وليس مجرد حق يختار النائب أن يمارسه". وأضاف الحريري:"ستة نواب استشهدوا خلال سنتين ونصف السنة لكننا لسنا خائفين ولن نخاف ولم نخف يوماً الا من الله سبحانه وتعالى. ونحن مستمرون بنظامنا البرلماني، ولن يثنينا احد عن ذلك، وسنحافظ على الدستور ونحافظ على اتفاق الطائف". وذكّر بأن كل النواب الذين استشهدوا بدءاً من الرئيس الحريري جميعهم من قوى 14 آذار وجميعهم ممن يطالبون بالسيادة والحرية والاستقلال والعروبة، ومن القاتل؟ القاتل واحد. بعدما قصفت الطائرات الاسرائيلية سورية ردوا عليها بقتل اللبنانيين". وزاد الحريري:"الرئاسة ليست ملكاً لسعد الحريري او حسن نصر الله او لنبيه بري او لميشال عون أو لأي حزب بل هي ملك للبنانيين"، وأكد ان"المحكمة الدولية ستحاسب هؤلاء القتلة المجرمين، وستحاسب هؤلاء الذين يعطلون رئاسة الجمهورية". وقال:"نحن مستمرون، لن يوقفنا شيء، سنحفظ الدستور والطائف والديموقراطية، وسنذهب الى الاستحقاق الرئاسي موحدين متضامنين". واعتبر ان"أعداء لبنان يريدون تعطيل انتخابات الرئاسة لأنهم يريدون قتل لبنان". ودان رئيس تكتل"التغيير والإصلاح"النائب ميشال عون"استهداف الشخصيات السياسية والمواطنين"، موجهاً العزاء لأهالي الضحايا"الذين لا نعرفهم بعد". وأمل ب"أن لاّ تستخدم الجريمة في التوظيف السياسي خصوصاً الاستحقاق الرئاسي كما وظفّت الجرائم السابقة". واعتبر رئيس الهيئة التنفيذية لپ"القوات اللبنانية"سمير جعجع أن"الجريمة تأتي في السياق نفسه للجرائم التي بدأت بمحاولة اغتيال الوزير مروان حمادة مروراً باغيتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وصولاً الى الشهداء بيار الجميل ووليد عيدو وانطوان غانم"، وقال ان"الجريمة ستزيدنا قناعة بما نقوم به في 14 آذار وتجعل عزيمتنا أقوى بكثير لإيصال لبنان الى الهدف المنشود". وقال إن"هذه الجرائم تظهر أن فريق 14 آذار سدّ منيع في وجه أعداء لبنان الذين يحاولون أخذه مجدداً". واعتبر جعجع أن"هذه الجرائم ما كانت لتحصل لولا وجود اختراقات في بعض الأجهزة الأمنية، وحصول هذه الجريمة هدفه واضح جداً هو إنقاص الأكثرية من أكثريتها"، آملاً ب"ان لا تستثمر الجريمة سياسياً من بعض الأفرقاء". ودعا جعجع الجميع الى إسقاط السجال المتعلق بموضوع النصاب المطلوب لانتخاب رئيس للجمهورية وپ"التوجه الى المجلس النيابي لانتخاب رئيس جديد"، معتبراً أن"أي نائب يقاطع الانتخابات يساعد مرتكبي سلسلة الجرائم بشكل غير مباشر". ورأى أن"عندما يصل الاغتيال السياسي الى هذا الحد فان مصير البلد كله في خطر". واتهم عضو"اللقاء النيابي الديموقراطي"النائب وائل أبو فاعور النظام السوري ب"الجريمة". وقال:"بشار الأسد وحلفاؤه لديهم هدف واحد هو إسقاط الأكثرية لمنع انتخاب رئيس جديد". وشدد على"ضرورة المشاركة في جلسة الانتخابات". واعتبر وزير الصحة المستقيل محمد جواد خليفة أن"هذه الجريمة تصيب الوطن في الصميم وتصيب إرادة الحياة التي ندعو اليها كل يوم". وتقدم من أهل الضحايا بالتعازي، متمنياً للجرحى"الشفاء العاجل مع التأكيد ان معالجتهم ستتم على حساب وزارة الصحة".