غالباً ما نسمع ونقرأ عن رصد جوائز لمصلحة الثقافة والمبدعين. بالنسبة الى الدول غير النفطية يعاني كثيرون من المثقفين والاكاديميين من الاهمال واللامبالاة. وشخصياً لي تجربة في هذا المجال فقد نشرت كتابي الاول، وهو في الاصل اطروحة دكتوراه، بمساعدة الجامعة التي انتسب اليها. ولكن هل تعرفون قيمة المساعدة؟ الف دينار تونسي، واستدنت اربعة آلاف لطبع الكتاب، ووزعته للحصول على جزء من التكاليف. ثم اصدرت كتاباً ثانياً بعد أربع سنوات، على نفقتي الخاصة، وموضوعه"تطور الخطاب السياسي في تونس ازاء القضية الفلسطينية 1920-1955"، وطرقت أبواب بعض المؤسسات وبعض رجال الاعمال وبعض البنوك فقط لشراء نسخ من الكتاب، ولكن لم يلتفت الي أحد. ولم أتمكن حتى الآن من سداد الدين الذي قدمه لي احد الزملاء المترفهين، وتحولت الى بائع كتب وجامعي. وزارة الثقافة في تونس وعدت بشراء مئة نسخة من الكتاب، ولا أزال حتى اليوم انتظر. اما ابناء الخليج فمحظوظون والله رزقكم من نعمته وخيراً فعلتم عندما يخصص بعضكم جزءاً منها للثقافة والعلوم والتربية. الدكتور عبداللطيف الحناشي - تونس - بريد الكتروني