أكد الاستطلاع السنوي للمشهد العام في إسرائيل الذي يجريه منذ 19 عاماً "المركز لبحوث الأمن القومي" معهد جافي للبحوث الاستراتيجية سابقاً ان الإسرائيليين عام 2007"فقدوا الرجاء من تحسن الأوضاع السياسية والأمنية، ويعتريهم اليأس فيبحثون عن الخلاص لدى اليمين الإسرائيلي". كما بيّن الاستطلاع التخبط في مواقف الإسرائيليين إلى درجة قول الأمر ونقيضه، فهم لا يثقون بنيات الفلسطينيين التوصل إلى سلام مع إسرائيل وغالبيتهم ترفض مبدأ"الأرض في مقابل السلام"، لكن نحو نصف الإسرائيليين يؤيد"إقامة دولة فلسطينية وإخلاء المستوطنات المبعثرة في أعماق الضفة الغربية وتسليم الأحياء العربية في القدسالمحتلة للسلطة الفلسطينية". كما فقدت غالبية الإسرائيليين ثقتها بالجيش، لكنها ما زالت تعتمد على هذا الجيش. وفي مقابل دعوة الغالبية لمنح العرب المواطنين في إسرائيل حقوقاً متساوية، فإن غالبية أكبر ترفض إشراكهم في القرار السياسي وتتوقع رحيلهم الطوعي. وفي تلخيص لنتائج الاستطلاع، لفت أحد معديه إلى حقيقة ان الإسرائيليين يجنحون أكثر نحو اليمين في أعقاب فشل"فك الارتباط"الأحادي الجانب عن قطاع غزة وفوز حركة"حماس"في الانتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني وبعد الحرب الثانية على لبنان. وأضاف انه في أعقاب تطورات العامين الأخيرين"حل التشاؤم محل الأمل الذي راود الإسرائيليين عام 2005". وتراجعت نسبة المؤيدين لمبدأ"الأرض في مقابل السلام"من 48 في المئة قبل تنفيذ"فك الارتباط"عن قطاع غزة عام 2005 وصعود"حماس"إلى الحكم، إلى 28 في المئة فقط في مقابل 58 في المئة من المعارضين. وانخفضت نسبة الذين يعتقدون ان الفلسطينيين معنيون بالسلام من 58 إلى 44 في المئة فقط في مقابل31 في المئة فقط يرون إمكان التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين، على رغم ان 55 في المئة يؤيدون إقامة دولة فلسطينية لم يشر معدو الاستطلاع إلى طبيعتها وحدودها. وتراجعت نسبة المؤيدين لانسحاب أحادي من الضفة الغربية من 51 في المئة قبل عام إلى 28 في المئة بعد الحرب على لبنان. لكن مع ذلك فإن 47 في المئة من الإسرائيليين يؤيدون الانسحاب من مستوطنات مبعثرة في أعماق الضفة في مقابل نحو 75 في المئة يعارضون الانسحاب من التكتل الاستيطاني"غوش عتسيون"جنوبالقدس وغور الأردن ومحيط المسجد الأقصى المبارك. وعن الحرب على لبنان، قال 69 في المئة إنها مشروعة ورأى 51 في المئة أنها انتهت بلا غالب ولا مغلوب، فيما رأى 24 في المئة ان إسرائيل هي التي انتصرت في مقابل نسبة مماثلة منحت النصر ل"حزب الله". وأقر 46 في المئة بأن ثقتهم بالجيش الإسرائيلي تراجعت بعد الحرب على لبنان في مقابل نسبة مماثلة قالت إن ثقتها لم تتغير. ورأى 53 في المئة ان قدرات الردع الإسرائيلية تراجعت في أعقاب الحرب، لكن مع ذلك فإن 82 في المئة ما زالوا يعتمدون على قدرات الجيش. وأكد الاستطلاع عدم ثقة الإسرائيليين بقيادتهم السياسية الحالية وقال ثلثاهم إن الحكومة الحالية ليست قادرة على اتخاذ قرارات صائبة في مسائل تتعلق ب"الأمن القومي"أو في قضايا مصيرية. وبمنظور المتشائم يرى 76 في المئة من الإسرائيليين احتمالاً قوياً لنشوب حرب أخرى في غضون السنوات الثلاث المقبلة. وأشار معدو التقرير إلى أن غالبية الإسرائيليين باتت ترى في الأعوام الأخيرة"المسألة الديموغرافية"أهم من"المسألة الجغرافية"، إذ قال 57 في المئة إن ضمان غالبية يهودية في إسرائيل هي القيمة الأولى على جدول اهتماماتهم تليها"الديموقراطية"ف"السلام"وفي المرتبة الرابعة 9 في المئة"مسألة أرض إسرائيل الكبرى". وتعني"دولة ذات غالبية يهودية"بنظر غالبية الإسرائيليين 72 في المئة عدم إشراك العرب المواطنين في إسرائيل في"حسم قضايا قومية"، وهناك 62 في المئة ما زالوا يتوقعون"رحيلاً طوعياً"للعرب من وطنهم، وإن أيد 57 في المئة منحهم حقوقاً مدنية متساوية. وأبرز الاستطلاع حقيقة أن الإسرائيلي الفرد راضِ ومتفائل لجهة مستقبله الشخصي، لكنه قلق على مستقبل الدولة العبرية. ورغم هذه الأرقام، كما يقول أحد معدي التقرير، فإن الإسرائيلي يشعر بخيبة أمل وإحباط من تطورات السنوات الأخيرة"لكنه لم يفقد الأمل نهائياً بإمكان حل الصراع العربي - الإسرائيلي بتسوية سلمية".