عن دار الشروق في عمان ورام الله وبدعم من وزارة الثقافة الأردنية صدرت مجموعة شعرية جديدة وأهداها الشاعر للشاعر موسى حوامدة بعنوان "سلالتي الريح عنواني المطر"، الى أبيه وأمه اللذين رحلا في وقت واحد. ويحمل الغلاف لوحة للفنانة الفلسطينية جمانة الحسيني. وكتب المقدمة الروائي العراقي علي بدر وجاء فيها:"يسعى موسى حوامدة في كل شعره الى الشعر، وهو سعي الشاعر كما هو في كل شعر الى لغة لا يكون فيها المعنى إلا تكراراً للمخيلة، ولا يكون فيها الصوت إلا ابتكاراً للكلام الذي تفيض فيه نبراته على صواتاته، ولا تكون فيه الدلالات إلا بخروج المعنى عن العبارة، وبخروج الكلمات عن ملكوت الكلام، وهكذا لا تتجسد اللغة إلا وراء اللغة، ولا يظهر التفكير إلا وراء التفكير باللغة، ولا يتحدد العالم بخارجه إلا من خلال داخله. وهكذا نقترب نحن مع الشعر الى جوهر اللغة، كما تقترب اللغة من جوهرها نفسه، نقترب نحن من القوة الكامنة في نفسها، كما تقترب القصيدة من قوتها وتشكلها، حيث نرى بوضوح العالم كله في النص، أو على الورقة المنقوشة بالكلمات". ويكتب الناقد فخري صالح على الغلاف الأخير:"جاءنا موسى حوامدة من باب الصحافة العريض، إذ عمل في ثلاث على الأقل من الصحف الأردنية الكبيرة، متنقلاً ما بين تلك الصحف واضعاً نصب عينيه أن يكون شاعراً في الصحافة وصحافياً في الشعر. لكن هذه المهنة، التي أكلت من أعمارنا وما زالت، لم تجعل صديقنا موسى ينسى حلم الشعر الذي راوده على مقاعد الدراسة فأصدر متأخراً ديوانه الأول"شغب"عام 1988، ويوحي عنوانه برؤية العالم لدى موسى حوامدة وطريقة نظره الى المحيط من حوله، فالاحتكاك العاصف بالسياسة والمجتمع هو ديدن صديقنا الشاعر، والرغبة في خلخلة السائد في تلك العلاقة هي بغيته من الكتابة عموماً، ومن الشعر خصوصاً. ولعل دواوينه الشعرية التالية:"شجري أعلى"وپ"أسفار موسى: العهد الأخير"وپ"سلالتي الريح"توحي بهذه المقاربة المشاغبة للعالم وأحواله، فهي تخمش وجه السائد وتتحرش به وتتحداه. وهو ما يشير الى أن الشاعر في موسى انتصر على الصحافي فيه، والمتمرد في سلوكه قاده الى الاصطدام دوماً مع قوى الثبات في المجتمع والثقافة والأدب والشعر. إنه، كما يقول، من سلالة الريح وعنوانه المطر".