سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
امير الكويت التقى رئيس الحكومة ومسؤولين من المعارضة البريطانية وتناول الغداء مع الملكة . بلير : الانسحاب من العراق "وفق الظروف" ولا احد يفكر بضربات عسكرية الى ايران
استعرض امير الكويت الشيخ صباح الاحمد في لندن امس مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، اضافة الى العلاقات الثنائية، وتنشيط التعاون الاقتصادي، الموقف في العراق والازمة النووية الايرانية والقضايا الاقليمية مثل الوضع في لبنان والتطورات في فلسطين. واكد بلير ان الانسحاب من العراق سيتم "عندما تسمح الظروف" وان "احداً لا يُفكر بتوجيه ضربات عسكرية الى ايران". وشدد بلير في حديث الى وكالة الانباء الكويتية كونا على ان بريطانيا"تعتبر الكويتيين من بين اقرب حلفائنا في المنطقة"، كما ان حكومة الكويت"تقدم نموذجاً يحتذى به في الاعتدال والتسامح". وقال ان المحادثات مع امير الكويت تناولت خصوصاً"دعم الكويت للجهود البريطانية في جنوبالعراق والمساعدات الكويتية المقدمة للشعب العراقي لإعادة اعمار بلاده"اضافة الى البرنامج النووي الايراني وعملية السلام في الشرق الاوسط. وعن الموقف في العراق قال بلير ان المحافظاتالعراقيةالجنوبية، المتاخمة للحدود الكويتية حيث تتمركز القوات البريطانية،"تشهد تقدماً كبيراً"واعتبر ان معظم هذا التقدم"يعد مستحيلاً لولا المساعدات الكويتية في تسهيل تحرك امدادات التموين والقوات البريطانية المتجهة من العراق وإليه". وتفادى بلير تحديد موعد لانسحاب الجيش البريطاني من جنوبالعراق، وقال ان بلاده"ترفض السماح باتخاذ قرارات امنية في العراق بناء على جدول زمني"، وكرر العزم على"تسليم المسؤوليات الامنية المنوطة بالبريطانيين الى العراقيين عندما يكونوا مستعدين وعندما تسمح الظروف وليس قبل ذلك". وعن الازمة النووية الايرانية اوضح بلير ان بريطانيا ترى ان"ايران النووية ستكون خطراً فادحاً على منطقة الشرق الاوسط"، مؤكداً ان لندن كانت و"ستبقى راغبة في حل القضية عن طريق المفاوضات السلمية والديبلوماسية". وتعهد بمواصلة العمل، بالتعاون مع مجلس الامن والمجتمع الدولي، للضغط على النظام الايراني للوفاء بالتزاماته الدولية ومن ضمنها الوقف الكامل لبرنامج التخصيب النووي والتعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. واستبعد بلير توجيه ضربات عسكرية الى طهران، وقال"لا يوجد احد يتحدث او يعتزم التدخل عسكرياً في المسألة الايرانية على الاطلاق"مشدداً ان"هذا امر لا يرغب به المجتمع الدولي او بريطانيا". وحض ايران على"ان تدرك ان المجتمع الدولي لا يمكنه تقبل امرين اولهما تطوير القدرات النووية تحدياً لقرارات الاممالمتحدة وثانيهما تعمد التحريض الطائفي والصراع في المنطقة". وكان امير الكويت قال لصحيفة"ذي تايمز"، اول من امس، انه ابلغ الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان"الطاقة النووية اذا ما استخدمت لاهداف سلمية فنحن اول من يرحب بها، اما اذا كانت نية القيادة الايرانية استخدام الطاقة النووية لاهداف عسكرية فهذا امر مؤسف"، كما تحدث عن ان بلاده تتطلع الى بناء مفاعل نووي يخدم منطقة الخليج بأكملها". وأكد بلير ان العرض الاوروبي، الذي قُدم الى ايران في تموز يوليو الماضي،"لا يزال مطروحاً"، واستدرك"ان ايران فشلت في الالتزام بقرارات مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومطالب مجلس الامن الدولي المتكررة لوقف برنامج تخصيب اليورانيوم والانشطة الحساسة الاخرى، مما تسبب في خلق حالة عدم الثقة بنيات النظام الايراني الحقيقية". واعرب عن امله بادراك ايران ان التعاون مع مجلس الامن الدولي مهم جدا لمصالحها القومية. وعن تعهده بتكريس الفترة الباقية من ولايته لتحقيق تقدم في الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي اشار الى انه لمس لدى الجانبين خلال الزيارات التي قام بها اخيراً أملاً واحباطاً في الوقت نفسه. واوضح ان الامل قائم بتحقيق تقدم باتجاه تأسيس دولتين فلسطينية واسرائيلية جنباً الى جنب. واعرب عن اعتقاده بأنه"يمكن تحقيق ذلك في حال وجدت الارادة السياسية"مؤكدا عزمه على القيام بكل ما في وسعه لتحقيق ذلك. وعن الجهود المبذولة لمكافحة الارهاب و"المزاعم بتحولها الى حرب ضد الاسلام"قال بلير"ان مفهوم الحرب ضد الاسلام وليد فكر الاشخاص انفسهم الذين استغلوا الدين الاسلامي المتسامح والاخلاقي لتبرير الاعمال الارهابية المروعة التي يقومون بها". واشار الى ان المتطرفين يرغبون بوضعنا في مواجهة بعضنا بعضاً لاثبات صحة نظريتهم التي تزعم ان الاشخاص من ديانات وثقافات مختلفة غير قادرين على التواجد بسلام جنبا الى جنب. واوضح ان العرب والعالم الاسلامي عانيا كثيراً من العمليات الارهابية التي قام بها المتطرفون في دولة الكويت والمملكة العربية السعودية والاردن والعراق والمغرب وافغانستان ومناطق اخرى. وعن الموقف في لبنان ودعم المجتمع الدولي للحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة اكد بلير ان الدعم المقدم الى لبنان من خلال مؤتمر"باريس - 3"وفي مجالات اخرى هو"دعم لكل الشعب اللبناني". وقال ان بريطانيا تعتبر ان الحكومة اللبنانية المنتخبة بشكل ديموقراطي تمثل كل الشعب اللبناني معربا عن اسفه لاختيار عدد من الوزراء الانسحاب من تلك الحكومة. واشار الى ان الحل يتمثل في عودة هؤلاء الوزراء لاستئناف حوار هادف بين كل الاطراف لحل المشاكل العالقة. وكان الشيخ صباح، قبل ان يلتقي بلير في 10 داوننغ ستريت، استقبل مسؤولين من حزب المحافظين والليبراليين ثم تناول طعام الغداء الى مائدة الملكة، كما التقى عصر امس وزير الخزانة غوردون براون المرشح لخلافة بلير الصيف المقبل.