في مقاله المنشور في صحيفة"الحياة"بعنوان:"خطة بوش لتحويل الصراع في العراق في 10 شباط فبراير 2007 يحاول الكاتب الفلسطيني حسين حردان إقناعنا بان الاحتلال الأميركي للعراق هو السبب ولا سبب غيره في الكوارث التي ألمت بالعراق ويتغافل عن مجرد الإشارة إلى سياسات النظام السابق ومغامراته العبثية التي لم تنزل الدمار بالعراق فحسب بل مهدت الأرضية الخصبة لاندلاع الشقاق والنزاع المذهبيين فتصفية الرموز المعارضة، السياسية والدينية، وشن الحرب على إيران وحملات الأنفال واحتلال الكويت، أعمال أدت كلها إلى تغذية الشعور بالمهانة وعدم الانتماء والغربة داخل الوطن، وبالتالي فإن السقوط المحتوم للنظام كان لا بد أن يؤدي إلى تناحر مختلف التنظيمات والأحزاب السياسية والى تنافس بين الطوائف والنحل المختلفة التي تؤلف بمجملها النسيج الاجتماعي العراقي. لعل مشهد سقوط تمثال صدام الذي يذكر الكاتب انه من إخراج أميركي الدليل الساطع على مدى الحرمان والقهر الذين عانى منهما العراقيون وسرورهم البالغ بانهيار حكم صدام الشمولي. أما اتهام الاحتلال بجرائم تبنتها التنظيمات التكفيرية فهي مفارقة ينبغي التوقف عندها حيث إن جرائم مثل تفجير المرقدين العسكريين وتفخيخ السيارات والهجمات الانتحارية بالأحزمة الناسفة غالباً ما يعلن تنظيم"القاعدة"مسؤوليته عنها ولا أظن إن لهذا التنظيم بعد احتلال أفغانستانوالعراق على الأقل أية علاقة بالاحتلال من قريب أو بعيد، كما لا يمكن لعاقل أن يصدق أن عمليات التصفية والخطف المتبادل والقتل على الهوية والفوضى العارمة تصب في مصلحة الاحتلال والرئيس الأمريكي الذي يخوض حروباً على جبهات متعددة لإقناع الآخرين بجدوى إسقاط نظامي طالبان وصدام فاعلية الحرب التي يشنها على الإرهاب. وفيما يتعلق بأعمال المقاومة التي يثني عليها الكاتب لا أظن إن المواطن العادي يعول عليها لإخراجه من خضم دوامة العنف اليومي الدامي إذ اختلطت أوراقها بأوراق عصابات القتل والجريمة وأصبحت كلها تنظيمات خارجة عن القانون لا تؤدي أعمالها في أفضل الأحوال سوى إلى المزيد من عدم الاستقرار وانعدام الأمن وسبل العيش الكريم لاستحالة تقديم الخدمات للمواطنين ومن ثم فإنها تقدم الذرائع لإطالة أمد الاحتلال. أتمنى لو يحاول كتابنا العرب التحلي بالموضوعية في تحليلاتهم وتقويمهم للمأزق العراقي الراهن، وأعتقد بأن دعوة مختلف الفصائل للتفاوض وإلقاء السلاح الانخراط في العملية السياسية وحث مختلف الطوائف على التسامح ونبذ العنف هي أفضل خدمة يستطيع هؤلاء تقديمها للشعب العراقي، أما مسألة اتخاذ مواقف مبنية على أساس الكراهية لأمريكا والغرب فلا أظن إنها تخدم أحداً على الإطلاق. رعد الجواهري - بريد الكتروني