رسم عدد من المقربين من رئيس الوزراء البريطاني توني بلير صورة حقيقية صريحة عنه، ووصفوه بأنه مفتون بالثروة والجاه، طموح للغاية ويسعى إلى الوصول إلى هدفه أياً كان الثمن. وجاء ذلك في برنامج وثائقي تلفزيوني لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي من إعداد الإعلامي اللامع مايكل كوكريل. ويبرز برنامج"القصة الحقيقية"لتوني بلير أن رئيس الوزراء رجل محظوظ ينتمي إلى الطبقة الراقية، تلقى تعليمه في مدرسة خاصة وأصبح محامياً وهو أقرب إلى الفكر المحافظ الرأسمالي وليس العمالي على الإطلاق. ولذلك فإن بعض أقطاب التيار العمالي اليساري يشعرون بالخجل إزاء ولعه بالمال والثروة واقترابه من الاتجاهات التي يتبناها الرئيس الأميركي المحافظ جورج بوش. وفي البرنامج، اعترف نيل كينوك الزعيم السابق لحزب العمال وصديق بلير بأنه"معجب فعلاً بالثروة والانضباط وكذلك بضباط الاستخبارات والشخصيات الدينية". أما وزير التعليم آلان جونسون فقال إن بلير"ينتمي إلى الطبقة الراقية". وذكر حديثاً بحوار المدفأة مع بلير كان يتركز على أطفال كل منهما. وقال جونسون:"ذكرت له أنه مع بلوغي سن العشرين كنت رُزقت بثلاثة أطفال. فجاء رده: إنك فعلاً تعتبر من الطبقة العاملة". وكان جونسون عمل ساعياً للبريد قبل أن يبرز في صفوف النقابات العمالية. وبدوره كشف جون بريسكوت نائب زعيم حزب العمال ونائب رئيس الوزراء أنه كان يرى أن دوره يشبه دور"النادل"عندما كان يتدخل لإصلاح ذات البين بين بلير و"صديقه اللدود"وزير المال غوردون براون الذي يتعجل خلافته في الحكم. وقال بريسكوت:"كنت أجلس هناك وأصغي إلى ما يقولانه وأتحدث عن مصلحة الحزب وضرورة التخلي عن هذا النزاع والتوصل إلى اتفاق بينهما". ويذكر ان بريسكوت كان عمل كنادل في الباخرة الفاخرة"كوين إليزابيت"قبل أن يصعد نجمه في النقابات العمالية أيضاً. أما جاك سترو وزير الخارجية السابق فوصف بلير بأنه"أستاذ الغموض". وبدوره، قال بيتر مانديلسون صديق بلير الشخصي ومفوض الشؤون التجارية في الاتحاد الأوروبي، إن"بلير يمكن أن يصبح عنيداً وصلباً في طباعه، وكنت ضحية لذلك مرتين"يقصد بذلك إرغام رئيس الوزراء له على الاستقالة مرتين بعد تصرفات غير لائقة. وخلص هذا البرنامج الوثائقي الذي يقع في ثلاث حلقات أن بلير يعتقد"أن العناية الإلهية اختارته لكي يصبح زعيماً"كما يقول تريفور كافاناه المعلق البارز في صحيفة"ذي صن"الشعبية الواسعة الانتشار. ويتهكم المعلق على بلير قائلاً:"إن أحداً لا يمكنه إقناع بلير بأنه لم يحقق معجزات خلال حكمه". استطلاع على صعيد آخر، أوضح استطلاع جديد للرأي العام في بريطانيا ان وزير المال والخليفة المرتقب لبلير، عاجز عن إقناع الناخبين بأنه سيكون رئيساً للوزراء أفضل من زعيم حزب المحافظين المعارض ديفيد كاميرون. واشار الاستطلاع الذي نشرت نتائجه صحيفة"ذي غارديان"البريطانية وقامت بإجرائه مؤسسة"أي سي أم"، أن حزب المحافظين سيمكن من أن يفوز بغالبية كبيرة تمكن من تولي الحكم في الانتخابات المقبلة. وسجل المحافظون 13 نقطة أعلى مما حصل عليه العمال وذلك عندما سئل الناخبون عن الحزب الذي سيدعمونه في منافسة محتملة بين براون وكاميرون. ويدخل في هذه المنافسة أيضاً زعيم حزب الديموقراطيين الأحرار السير منزيس كامبل. وقالت الصحيفة إن حزب المحافظين سيحصل وفقاً لهذا الاستطلاع على نسبة 42 في المئة من أصوات الناخبين، بينما سيحتل حزب العمال المرتبة الثانية بنسبة 29 في المئة فقط. ويمكن مقارنة هذه النتيجة السيئة للعمال بما كان عليه الحزب عندما كان يتزعمه مايكل فوت عام 1983.