أفادت دراسة نشرتها المفوضية الأوروبية ان شركات الاتحاد الأوروبي تُحرم من فرص عمل في الصين قيمتها نحو 20 بليون يورو 26 بليون دولار على الأقل سنوياً، بسبب حواجز تجارية غير التعرفات الجمركية. وأفادت الدراسة، التي أجراها استشاريون لمصلحة المفوضية، ان الصين تقدم فرصاً ضخمة للشركات الأوروبية، خصوصاً في قطاعي الخدمات والتكنولوجيا الصديقة للبيئة، لكنها أضافت ان الصين لا تفي بتعهداتها في إطار منظمة التجارة العالمية"في مجالات عدّة، خصوصاً في تنفيذ اللوائح من جانب السلطات الإقليمية وفي حقوق الملكية الفكرية، ما يجعل الصناعة الأوروبية تعاني. وقال المفوض التجاري الأوروبي بيتر ماندلسون في معرض تقديمه للدراسة:"يرى كثير من الأوروبيين ان الصين تشكل مصدر فزع للعولمة، لكن الدليل الاقتصادي الذي تقدمه هذه الدراسة لقطاعات أساسية في الصناعة والخدمات الأوروبية، يشير إلى أن الصين قصة نجاح فعلياً بالنسبة لأوروبا، في ما يتعلق بالعولمة التجارية". وبالإشارة إلى أن التجارة بين الصين وأوروبا"لا تسير وفقاً لشروط متساوية فعلياً"، أضاف ماندلسون:"تظهر هذه الدراسة ان الحواجز الصينية غير التعرفات تكلّف شركات الاتحاد الأوروبي ما لا يقل عن 21.4 بليون يورو سنوياً من الفرص التجارية الضائعة". وأوضحت الدراسة ان النمو في قطاع الخدمات، الذي يتميز فيه الاتحاد الأوروبي بأهم ميزة تنافسية، يفوق القطاعات الأخرى، لكنه أيضاً أحد المجالات التي تعاني من العقبات أمام التجارة والاستثمار. وأضافت ان حاجة الصين للخدمات والتقنيات الصديقة للبيئة، تقدم فرصة هائلة أمام مصدري الاتحاد الأوروبي، تتمثل في سوق متوقع ان تصل قيمتها إلى 98 بليون يورو بحلول عام 2010. وذكرت الدراسة ان الشركات الأوروبية تُقبل باطراد على إنشاء وحدات إنتاج في الصين، ليس لتصدير سلع منتجة ارخص سعراً فحسب، إنما للمنافسة في السوق المحلية الصينية. وقدم الاتحاد الأوروبي، الذي انضمت إليه الولاياتالمتحدة، أول شكاوى إلى"منظمة التجارة العالمية"ضد الصين في العام الماضي، في شأن معاملة غير كفوءة للمؤسسات الأوروبية في مجال قطع غيار السيارات في الصين. وعددت الدراسة مجالات أخرى تتعرض للمعاملة غير المتكافئة، مثل معدات قطاع البناء وقطاع المال والاتصالات، وأوضحت ان مشتريات الحكومة الصينية غالباً ما تبقى"غير شفافة وتمييزية". ودعت الدراسة"السياسة التجارية الأوروبية الى ان تضغط على الصين، لتنفذ تماماً فحوى التزاماتها لمنظمة التجارة العالمية، وتدعم بدرجة اكبر تحرير اقتصادها". وأوصت بپ"الحوار وتطويق الخلافات وتقديم المساعدة الفنية، بدلاً من الإجراءات الحمائية أو اللجوء للقضاء لمعالجة المشاكل التجارية مع حكومة بكين". تحذير ألماني ومن ناحية أخرى، حذّر كلاوس كلاينفيلد، رئيس شركة"سيمنس"الألمانية العملاقة للإلكترونيات من التطورات السريعة في القوى الاقتصادية الناشئة، مثل الصين، خصوصاً في مجال الابتكار. وأضاف كلاينفيلد إن الغرب يواجه تحديات كبيرة، مشيراً إلى أن تقليد المنتجات والقرصنة التجارية في السلع الاستهلاكية لا يزالان يلعبان دوراً مهماً في الطفرة الاقتصادية في هذه الدول النامية الصاعدة، لكنه يصبح هامشياً أمام"الصحوة الفنية الحقيقية"فيها. ورأى كلاينفيلد أن تحدي اللحاق بركب التقدم الذي تتبناه دول مثل الصين، تتضح ملامحه في الأعداد الكبيرة من المهندسين الذين يتم تدريبهم سنوياً، الذين يفوق عددهم 400 ألف مهندس، مقابل 40 ألف مهندس سنوياً في ألمانيا أكبر اقتصادات أوروبا. وتوقع رئيس"سيمنس"اشتداد حدّة المنافسة وسرعتها، لكنه أعرب عن تفاؤله إزاء إمكانية صمود الغرب أمام المنافسة العالمية الحامية، مطالباً الغرب في الوقت نفسه بپ"مزيد من السرعة للحفاظ على الصدارة".