ان مادة البيتا- كاروتين من اهم المركبات المضادة للأكسدة، وهي التي تعطي اللون للكثير من الفواكه والخضروات، واذا صدقنا ما اورده بعض الباحثين الأميركيين، فإن هذه المادة تفيد في الحد من تدهور القدرات الإدراكية المرتبطة بالشيخوخة، ولكن هذه الفائدة لا يمكن الحصول عليها بين ليلة وضحاها، وانما على المدى الطويل. ففي دراسة شملت ستة آلاف شخص تمت متابعتهم من قبل الباحثين في جامعة هارفارد، على مدى فترات تراوحت بين ثلاث سنوات وعشرين سنة، تناول المشاركون فيها جرعة من50 ملغ من مادة بيتا- كاروتين بمعدل مرة كل يومين. وفي نهاية الدراسة خضع المشاركون لفحص القدرات العقلية، وبعد قراءة النتائج تبين ان الأشخاص الذين تناولوا أقراص بيتا- كاروتين لأطول مدة سجلوا نتائج أفضل على صعيد القدرات الإدراكية بالمقارنة مع نظرائهم الذين أخذوها لفترات أقصر. ما السر؟ الباحثون المشرفون على الدراسة قالوا ان مادة بيتا- كاروتين تحمي الخلايا، خصوصاً الخلايا الدماغية من ظاهرة الشدة التأكسدية التي تؤثر في القدرات العقلية، وبحسب رأيهم فإن تأثير المادة المذكورة يشبه فعل العقار دونيبزيل الذي يوصف للمصابين بداء الزهايمر، وبناء على ما ورد ذكره، فإن البحاثة يوصون بزيادة الوارد اليومي من مادة بيتا- كاروتين اعتباراً من سن الأربعين على اعتبار ان فعلها الواقي لا يظهر إلا على المدى البعيد. يذكر ان مادة بيتا- كاروتين هي المصدر الطبيعي للفيتامين أ في الأغذية النباتية، وكلما زادت كميتها في النبات، زاد اللون في هذا الأخير. ومصادر البيتا- كاروتين كثيرة من بينها الجزر والقرع والبطيخ.