حمادة عزو شخصية جديدة يعوّل عليها الفنان الكبير يحيى الفخراني هذا العام في السباق الرمضاني، الا انها أثارت جدلاً كبيراً منذ اليوم الاول بين المشاهدين. إذ استنكر كثيرون تجسيد الفخراني شخصية هزلية تفتقر إلى الاحترام بعدما عرف بأدائه للشخصيات الجادة التي تناقش قضايا اجتماعية وسياسية مهمة مثل الباشا سليم البدري في"ليالي الحلمية"والدكتور ربيع الحسيني في"نصف ربيع الآخر"وجابر مأمون نصار في"للعدالة وجوه"، وسواها من الشخصيات التي لا تزال عالقة في اذهان الناس. ورأى بعضهم أن شخصيته الجديدة هذه، تقدم دعوة إلى تحريض الأبناء على الآباء. وأعرب سعيد عبد الغفار مدير مدرسة سابق، عن اندهاشه من هذا الدور، وقال:"الشخصيات في مسلسل"يتربى في عزو"بعيدة من الواقع. والمفترض بالفخراني أن يقدم أدواراً تتلاءم مع المرحلة العمرية التي يعيشها، ومع المكانة التي وصل اليها عند الناس. فكيف عليّ كمشاهد ان اتعاطف معه وهو في الستين ويتعامل بعقلية وطيش شاب لم يتجاوز السابعة عشرة من العمر. اين خبرة الحياة؟ واين رعايته لأبنائه؟ أضف الى ذلك ان شخصية"ماما نونة"تجسدها الفنانة كريمة مختار ابنة الثمانين سنة المتفرغة طوال الوقت لتدليل ابنها والدفاع عنه وتبرير اخطائه غير المنطقية. ثم أن المسلسل يقدم صورة سلبية للابن ضابط امن الدولة الذي يتهجم على والده ويوبخه من حين لآخر على تصرفاته الخاطئة، ولديه مبرراته التي يتعاطف معها الكثيرون الى درجة اننى فؤجئت بحفيدي 18 سنة وهو طالب في كلية التجارة، يصرخ عقب مشهد توبيخ الابن ياسر جلال لابيه يحيى الفخراني، قائلاً:"يستاهل". ألم يكفنا ما حدث في الماضي من مسرحية"مدرسة المشاغبين"التي حرضت اجيالاً كثيرة على اهانة المدرس والسخرية منه؟". الكلام ذاته يردده سيد فؤاد موظف، ويضيف:"المسلسل يحتوي، إضافة الى مشاهد عدم احترام الابن لأبيه، مشاهد اخرى قمة في السخرية، مثل محاولة حمادة عزو التحرش بالممرضة في المستشفى من دون ان ينال عقابه، او تناوله للمنشطات الجنسية وتضحيته بكل شيء في سبيل ملذاته. كل هذا يعد بمثابة دعوة صريحة للكثيرين من المعجبين بالفخراني كنجم الى تقليده في تصرفاته". وفي الإطار ذاته تقول عزة شحاتة موظفة وأم لأربعة ابناء في سن الشباب:"لا يجوز ان يعرض التلفزيون مسلسلاً شخصيته الرئيسة أب مستهتر. والمفارقة أن من يقوم بهذا الدور نجم مثل الفخراني الذي يحبه جمهوره ويحترمه". وفي مقابل هذه الاعتراضات ذهب آخرون الى تناول المسلسل على انه مجرد عمل للتسلية، ومنهم علياء سيد، وهي طالبة في كلية السياحة. تقول:"اعجبت كثيراً بشخصية"ماما نونة"، وتمنيت ان تكون لي ام مثلها، خصوصاً ان امي وابي يعملان في الامارات منذ 10 سنوات، ولا التقيهم الا في فترة الاجازة الصيفية فقط، وهما دائماً مشغولان في العمل ولا نجلس معاً الا نادراً". وقال عماد بائع ألبسة:"بصراحة، ما اعجبني في حمادة عزو حياته الهادئة البعيدة من التعقيد، فهو خلافاً لغالبية الشعب المصري، لا يتأثر بمشكلات الغلاء وارتفاع الاسعار ولا الجري وراء الاوتوبيس". ويتساءل:"معقول في حد في مصر عايش بالشكل ده؟". سؤال، يحيلنا الى آخر:"إلى متى ستبقى الدراما في بلادنا بعيدة من الواقع؟".