المصارف الإسلامية حديثة النشأة نسبياً، وهي مؤسسات مالية تقوم بالمعاملات المصرفية واستثمار الأموال في ضوء الشريعة الإسلامية، ولها ضوابطها التي تنظم أعمالها بحيث استطاعت ان تكون فاعلة على الساحة الدولية. ويقدر خبراء في القطاع المصرفي الإسلامي معدل النمو السنوي في قطاع المصارف الإسلامية بحوالى 20 إلى 25 في المئة. وتظهر البيانات المتوافرة إلى ان عدد المؤسسات المالية الإسلامية بلغ نحو 300 مؤسسة تدير حالياً أصولاً تجاوزت 300 بليون دولار. وتقدم المصارف الإسلامية خدمات مالية وتلبي احتياجات المودعين من خلال إعطاء قروض حسنة من دون فوائد إضافة إلى أنها تعنى بعقود المضاربة والمرابحة والتوفير الاستثماري وتساهم في خدمة المجتمع وتنمية الاقتصاد معتمدة تطبيق أسلوب المشاركة في الأرباح والخسائر تحت رقابة لجنة شرعية، وملتزمة بالصفات التنموية في معاملاتها الاستثمارية والمصرفية، فهي تجمع الادخارات غير المستخدمة وتوفر بدورها التمويل اللازم للنشاطات الأكثر نفعاً للأفراد والشركات. ولا بد من التأكيد على وجود تحديات تواجه قطاع المصارف الإسلامية، خصوصاً في عصر العولمة ومنها المنافسة الحادة من قبل المصارف التقليدية من حيث سعر الخدمات وجودتها، وضعف اقتصاداتها وبطء نموها نتيجة صغر حجم رؤوس أموالها وندرة الاستثمارات طويلة الأجل فيها، وعدم القدرة على الاستفادة من القروض المقدمة من المصارف المركزية لأنها تتطلب دفع فوائد، وندرة الكادر البشري المؤهل في مجال الصيرفة الإسلامية، إضافة إلى فرض ضرائب مرتفعة تؤثر سلباً في أرباحها. ويتعين على المصارف الإسلامية مواجهة هذه التحديات باتخاذ عدد من الخطوات المهمة لمواكبة الصناعة المصرفية العالمية وتحقيق التوازنات المالية لجذب اكبر عدد من العملاء والسعي إلى إظهار قدرة اكبر على جذب رؤوس الأموال والالتزام بالقواعد والمعايير المصرفية العالمية بدءاً من تحديث الأنظمة الإدارية والمالية والتقنية وإدخال الوسائل التكنولوجية الحديثة في إطار مبادئ العمل المصرفي والابتكار وتقديم خدمات جيدة وتطوير المنتجات المصرفية لوجود منافسة مع المصارف التقليدية، وتنظيم سوق للأوراق المالية الإسلامية الدولية. وإضافة إلى أهمية التعاون مع السلطات النقدية والمؤسسات المالية العالمية لحل مشكلة إدارة السيولة من طريق الاندماج فيما بينها، ولعل من الضروري إنشاء مركز معلومات متطور تستفيد منه كل المؤسسات المالية، والعمل على تطوير الموارد البشرية من خلال الاستعانة بمعاهد ومؤسسات تعليمية وخبراء في تقنية المعلومات لتدريب كوادر جديدة من العاملين وإرسالهم في بعثات تدريبية لاستيعاب الجديد في أدوات التقنية الجديدة. ومن الواضح ضرورة تكثيف الجهود في ما بين المؤسسات المالية الإسلامية واستكشاف فرص النمو في شكل دائم وتحسين الأداء والمهارات من اجل الارتقاء بمستوياتها لتكون في مستوى المنافسة العالمية.