مدينة الحجاج بحالة عمار تواكب وداع ضيوف الرحمن العائدين إلى أوطانهم    200 ألف طالب وطالبة في 1400 مدرسة بالطائف يؤدون اختبارات نهاية الفصل الثالث    أمير منطقة جازان يستقبل مفوض الإفتاء بالمنطقة    من أعلام جازان.. محمد منصور بهلول مدخلي رحمه الله    الإحصاء: استقرار معدل التضخم في السعودية عند 2.2% خلال مايو    توقيع 11 اتفاقية لانضمام شركات ومراكز بحوث هولندية للتحالف السعودي لتقنيات الزراعة والغذاء    أجواء شديدة الحرارة ورياح مثيرة للغبار على عدة مناطق بالمملكة    الأخضر يفتتح مشواره في الكأس الذهبية بمواجهة هايتي    تحطم طائرة مروحية شمال الهند    باحثون يابانيون يطورون جهازًا يحاكي الرؤية البشرية بدقة عالية وذاتية التشغيل    ولي العهد يُعزي رئيس وزراء الهند في ضحايا تحطم الطائرة    طهران تمتلك 20 ألف صاروخ لن تتحملها تل أبيب    35 قتيلاً قرب موقع توزيع مساعدات.. مطالبات بالتحقيق في مجازر الاحتلال بغزة    وزير الخارجية العماني: محادثات واشنطن وطهران لن تعقد    ولي العهد يُعزي رئيس وزراء جمهورية الهند في ضحايا حادث تحطم طائرة الركاب الهندية    ناقش تداعياتها على الأمن والاستقرار الدولي.. وزير الخارجية يستعرض مع نظرائه في خمس دول التطورات الإقليمية    كالزادا الرئيس التنفيذي لنادي الهلال: واثقون في فريقنا.. والمطالب"الجنونية" عطلت التعاقدات    المملكة تعرب عن تعازيها ومواساتها للهند في ضحايا حادث سقوط الطائرة المدنية    الاحتفاظ ب820 ألف أضحية بتقنيات التجميد الصناعي    "التخصصي " يستضيف اجتماع مستشفيات العيون العالمية    الإطاحة ب4 متورطين في سلب حقيبة امرأة    1.3 مليار عملية استعراض للبطاقات الرقمية ب"توكلنا"    توعية الحجاج المغادرين ب 6 لغات في مطار المؤسس    فنون الطهي السعودي ترسو في معرض تذوق بلندن    الخوف والحظر ايام لا تنسي    هيئة الأفلام تشارك في مهرجان شنغهاي السينمائي الدولي    «أرويا كروز» ترسّخ مكانة السعودية السياحية    تقديم تجربة مريحة للقاصدين وتسهيل حركة المصلين.. 1.2 مليون مستفيد من الفرق الراجلة بالمسجد الحرام    طبيبة تحذر من جفاف الجسم في الطقس الحار    وزارة النفط الإيرانية تعلن إصابة خزانين للوقود بضربات إسرائيلية    النصر ينهي علاقته ببيولي بالتراضي    سيتي وريال أبرز المستفيدين من الانتقالات الاستثنائية    الأخضر تحت 23 عاماً يواجه فرنسا في نهائي بطولة تولون الدولية    مختار علي يُعدد مكاسب الكأس الذهبية    ثول تحتفل بالاتحاد بحضور نخبة من نجوم الرياضة والإعلام    الأردن يعلق حركة الطيران في أجواء البلاد حتى إشعار آخر    64.5% من القروض الزراعية للشركات الكبرى    11.8 مليار ريال حجم سوق التصنيع بالأحساء    منظومة متكاملة    ضبط 9639 مخالفًا للإقامة والعمل وأمن الحدود    أنفاسك تحدد هويتك بدقة    مفارقة صحيّة لافتة    من النفط إلى الغاز: إسرائيل توسع مسرح عملياتها    فيلم «Memento» يطلق في المملكةط للمرة الأولى    نجاح استثنائي.. حلول مبتكرة ومستدامة    هيئة الأفلام تشارك في مهرجان شنغهاي السينمائي    النقوش والخطوط على جدران المسجد النبوي تجسدان إرثاً حضارياً    ولي العهد يعزي الرئيس الإيراني ويجدد إدانة المملكة للاعتداءات الإسرائيلية    3 كراتين مياه زمزم للفرد عبر تطبيق نسك    غدًا.. تعليم جازان يستقبل أكثر من 257 ألف طالب وطالبة لأداء اختبارات نهاية الفصل الدراسي الثالث لعام 1446ه    دعوات سعودية بريطانية تركية: خفض التصعيد وحل الخلافات بالحوار    المملكة آمنة من مخاطر المنشآت النووية الإيرانية    بالصور مدينة الأخدود الأثرية بمنطقة نجران تاريخ من الآثار والتراث العريق    حاج سوداني أول القادمين وآخر المغادرين عبر منفذ الرقعي    صوت العصر السعودي الجديد    التوتر اضطراب طبيعي واستمراره لفترة طويلة دون تدخل يكون ضارًا    توصيات طبية: تجنب الشاشات قبل النوم بساعتين لحماية النظر    خادم الحرمين يوجه بتسهيل كافة احتياجات الحجاج الإيرانيين حتى تتهيأ الظروف لعودتهم إلى وطنهم سالمين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هامش التحقيقات في اغتيال الحريري يتقلص تعاون دمشق كان مرضيا واللجنة استجوبت 11 بينهم مسؤولون قسم أول
نشر في الحياة يوم 26 - 06 - 2013

قدم القاضي البلجيكي سيرج براميرتز رئيس اللجنة الدولية المكلفة التحقيق في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أمس تقريره الجديد الذي شدد على ان"هامش التحقيقات يضيق"، مشيراً الى ان تعاون سورية مع اللجنة"كان مرضياً عموماً".
وأكد أن اللجنة أرسلت 27 طلباً الى 11 دولة وهيئة لتوفير الدعم، وكشف انها عقدت"اجتماعات منتظمة مع مسؤولين سوريين كبار"، ولا تزال"تحصل على ضمانات من الحكومة السورية بتحقيق مطلبها في الوقت المحدد".
وأوضح براميرتز ان التحقيقات التي أخّرتها"الحال الأمنية"في لبنان خلال الحرب الإسرائيلية، عززت فرضية اغتيال الحريري بواسطة شاحنة مفخخة قادها انتحاري. وأشار الى اكتشاف اسنان لشخص يُعتقد بأنه فجّر الشاحنة ويتراوح عمره بين 20 وپ25 سنة، واستُنتج من التحقيقات ان نحو 1800 كيلوغرام من مادة"تي ان تي"استُخدمت في التفجير.
وتحدث القاضي البلجيكي عن استجواب 11 شخصاً بينهم مسؤولون حكوميون سوريون، لافتاً الى ان التحقيقات تعزز مؤشرات الى وجود رابط محتمل بين 14 اعتداء نُفّذت في لبنان بين تشرين الأول اكتوبر 2004 وكانون الأول ديسمبر 2005.
في ما يأتي نص التقرير الخامس للجنة التحقيق الدولية المستقلة التي أنشئت بموجب قرارات مجلس الأمن 1595 عام2005 و1636 2005 و1644 2005، والذي سلمه سيرج براميرتز رئيس اللجنة الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أمس:
"طلب القرار 1644 الصادر في 15 كانون الأوّل ديسمبر 2005 من لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة إعداد تقرير للمجلس حول التقدم الذي أحرزته، وحول التعاون الذي تلقته من السلطات السورية، كل ستة أشهر.
يلخص هذا التقرير التقدم الذي حققته اللجنة في أنشطتها الاستقصائية بين 15 حزيران يونيو و15 أيلول سبتمبر 2006. وشهدت هذه الفترة النزاع وحالة عدم الاستقرار الأمني في لبنان، ما أدى إلى نقل اللجنة موقتاً إلى قاعدة في قبرص في 21 تمّوز يوليو 2006 بناء على طلب الأمم المتحدة. وبذلت الجهود كافة من أجل السيطرة على الأثر الذي خلّفه نقل مقر اللجنة على عملها، واستؤنفت العمليات في شكل فوري عند وصولها إلى قبرص. وبدأت عملية نقل فريق العمل الدولي في شكل تدريجي إلى لبنان.
وفي الوقت الذي واجهت اللجنة التأخير والمصاعب اللوجستية في الوصول إلى الشهود والمعلومات نتيجة النزاع في لبنان، تم التقليل من شأن هذه المشاكل، بالتالي تم إحراز تقدم في أقسام التحقيق كافة، وتواصل التحقيق بنحو منهجي ومكثف على كل الخيوط المحتملة. كما تواصل اللجنة تفاعلها الوثيق مع السلطات اللبنانية حول كل المسائل المرتبطة بتفويضها وهي تثمّن الدعم الذي تتلقاه منها.
واستمرت اللجنة أيضاً في توفير الدعم الفني إلى السلطات اللبنانية في التحقيق الذي تجريه في اعتداءات أخرى ارتُكبت في لبنان منذ الأول من تشرين الأوّلأكتوبر 2004. وقد مكّن التفويض الموسّع الذي حصلت عليه اللجنة في القرار 1686 2006 اضطلاعها بدور أكبر في هذه القضايا، ما أسفر عن إحراز تقدم ملموس في القضايا المستقلة وارتباطها المحتمل ببعضها البعض.
ويبقى الدعم الذي تحظى به اللجنة من دول، بالغ الأهمية لتقدّم التحقيق، لا سيما انه يطوّر مسائل التحقيق الأكثر تعقيداً. أما التعاون الذي تلقته اللجنة من الجمهورية العربية السورية فكان مرضياً عموماً، وتواصل اللجنة طلب دعمها الكامل في توفير المعلومات وتسهيل المقابلات مع الأفراد القاطنين على الأراضي السورية.
المحتويات
الجزء الأول - المقدمة
الجزء الثاني - التقدم المحرز في التحقيقات
الجزء الثالث - التعاون الخارجي
الجزء الرابع - الدعم التنظيمي
الجزء الخامس - الاستنتاجات
الجزء الأول ? المقدمة
1- رفع هذا التقرير بموجب قرار مجلس الأمن 1644 2005 الصادر في 15 كانون الأوّل ديسمبر والذي طلب فيه المجلس من لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة "اللجنة" إعداد تقرير كل ثلاثة أشهر حول التقدم المحرز حول التحقيق ومسائل التعاون، فضلاً عن التعاون الذي تتلقاه من السلطات السورية. ويشير التقرير إلى التقدم الذي أحرزته اللجنة في تطبيق تفويضها كما نصت عليه قرارات مجلس الأمن رقم 1595 2005 و1636 2005 و1644 2005 و1686 2006 منذ تقديم آخر تقرير لها في 10 حزيران يونيو 2006 S/2006/375.
2- واصلت اللجنة التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري و22 شخصاً آخرين "التحقيق في مقتل الحريري" وعززت مستوى الدعم الفني الذي توفره للسلطات اللبنانية في التحقيق الذي تجريه حول بعض الاعتداءات الأخرى في لبنان منذ الأول من تشرين الأوّل أكتوبر 2004. وعلى رغم ان عمل اللجنة تأثر بالحالة الأمنية غير المستقرة في لبنان خلال فترة إعداد التقرير، والحاجة لاحقاً إلى إخلاء فريق عمل اللجنة إلى قاعدة موقتة في قبرص، أحرِز تقدم في كل أقسام التحقيق الرئيسية. وتواصل اللجنة تفاعلها الوثيق مع السلطات اللبنانية في كل المسائل المرتبطة بتفويضها وهي تثمّن الدعم القوي المتواصل، خصوصاً في ضوء الحالة الأمنية الصعبة في لبنان خلال فترة إعداد التقرير.
3- وفي التحقيق في اغتيال الحريري، يجري العمل على 20 مشروع وموضوع تحقيق وتحليلاً استقصائياً رئيسياً، مقسمة إلى العديد من المشاريع الفرعية. وهي تشمل التحقيق في ساحة الجريمة وموكب السيارات، وإجراء المقابلات مع شهود أساسيين ومصادر حساسة والتحقيق في الاتصالات والهيكلية التنظيمية والروابط وتحليلها. ويتولى ملاحقة كل مشروع فريق عمل متعدد الاتجاهات مؤلف من أفراد يتمتعون بالمهارات الملائمة.
4- في الوقت الذي ركّزت اللجنة اهتمامها في التقرير الأخير على نتائج المعاينات الجنائية لساحة الجريمة والتفجير الذي قتل الحريري و22 شخصاً آخرين، ركّز التقرير خلال هذه الفترة أيضاً على التحقيق مع الذين شاركوا على مستويات مختلفة في تنفيذ هذه الجريمة. وأدى هذا الأمر إلى توضيح مهام جنائية إضافية، على غرار البحث عن الحمض النووي وتحليله، بالإضافة إلى معاينة الأجهزة الإلكترونية والاتصالات الرقمية وتحليلها، والبحث عن بصمات الأصابع وتحليلها عبر مقارنتها، وتحليل الاتصالات الخليوية وأخيراً الفحص الجنائي للوثائق.
5- مع مراعاة التفويض المعدّل الذي منحه مجلس الأمن في القرار 1686 2006، وسّعت اللجنة الدعم الفني الذي توفّره للسلطات اللبنانية في التحقيق الذي تجريه في اعتداءات أخرى ارتُكبت في لبنان منذ الأول من تشرين الأوّل 2004. وركّزت اللجنة في شكل خاص على ثلاثة مجالات: التحقيق والتحليل الجنائي، وتحليل الاتصالات، وإجراء المقابلات. ويكمن العنصر الأساسي في هذه الأنشطة الثلاثة في الحصول على أدلة في ما يتعلق بالروابط الأفقية في القضايا المختلفة، بما في ذلك أي قواسم مشتركة مع قضية الحريري. وسمح هذا الدعم المتزايد بتحقيق تقدم في الاستقصاء في هذه القضايا الأخرى، مع تركيز اللجنة في الدرجة الأولى على الحالات المتعلقة باعتداءات على أفراد محددين.
6- ولا يزال الدعم الذي توفره دول ضرورياً لنجاح عمل اللجنة. وخلال فترة إعداد التقرير، أرسلت اللجنة 27 طلباً لتوفير الدعم إلى 11 دولة وهيئة، بالإضافة إلى الطلبات الموجهة إلى لبنان. ونتيجة لذلك، تمتعت بدعم واسع ودقيق من عدد من الدول في مجموعة شاملة من المجالات الاستقصائية والتحليلية. ويبقى تعاون الجمهورية العربية السورية مع اللجنة عنصراً مهماً في العمل المستمر، وكان خلال الأشهر الثلاثة السابقة مرضياً في شكل عام، مع عقد اجتماعات عمل منتظمة مع مسؤولين سوريين كبار من أجل إدارة تسلسل توقيت الأجوبة وتسهيل المقابلات مع الشهود وتوفير المعلومات. ولا تزال اللجنة تحصل على ضمانات من الحكومة السورية بتحقيق مطالب اللجنة، في الوقت المحدد وبنحو مرضٍ.
7- واصلت اللجنة خلال فترة إعداد التقرير تطوير إجراءاتها الداخلية، بمقتضى قرار مجلس الأمن 1595 2005، وتابعت إجراء عملها ضمن معايير موحدة، خصوصاً في ضوء إمكان إنشاء محكمة ذات طابع دولي.
8- وفي ما يخص تمديد مجلس الأمن تفويض اللجنة إلى 15 حزيران 2007 بموجب القرار 1686 2005، زادت اللجنة في شكل تدريجي قدراتها ومواردها من أجل استيفاء موجباتها الاستقصائية والقانونية والتحليلية الأساسية، إضافة إلى تطوير ومراعاة الأمن والخدمات اللغوية والإدارة والاستخدام والدعم اللوجستي الملائمين اللذين على صلة بتفويضها. وكجزء من مهامها الإدارية، تم إعداد وتقديم مقترحات جديدة للموازنة من أجل ضمان استمرار التخطيط وتنفيذ الأهداف الإدارية.
الجزء الثاني - التقدم المحرز في التحقيقات
9- خلال فترة إعداد التقرير، انصب تركيز اللجنة الاستقصائي في قضية اغتيال رفيق الحريري و22 شخصاً آخرين، على ثلاثة أهداف رئيسية: مواصلة العمل على ساحة الجريمة والأعمال ذات الصلة، وتوسيع المعلومات والأدلة في شأن أوجه العلاقة ومرتكب الجريمة في القضية، وتطوير مشاريع جديدة.
10- في ما يتعلق بالقضايا الأربع عشرة، باشرت اللجنة إجراء مقابلات عقب توسيع تفويضها من مجلس الأمن في حزيران، وركّزت أولاً على ست قضايا منها، لا سيما تلك المتعلقة باعتداءات استهدفت أشخاصاً محددين. ويبقى واجب اللجنة التوصل إلى نتائج حقيقية لمعيار مرتبط بالقرائن في أفضل جدول زمني ممكن.
11- وتقدم اللجنة كما فعلت في تقريرها السابق،"نبذة"عن عملها المتواصل على أقسام القضية المختلفة، مع توفير أكبر قدر ممكن من التفاصيل، مع الأخذ في الاعتبار الحاجة الأساسية للحفاظ على سرية العمل والأدلة الاستقصائية.
أ- التحقيق في جريمة اغتيال الحريري
1. ساحة الجريمة والمسائل ذات الصلة
التفتيش الجنائي في ساحة الجريمة
12 - عقب العملية الأخيرة لجمع الأدلة الجنائية التي قامت بها اللجنة في ساحة الجريمة، والتي انتهت في حزيران يونيو 2006، تم التوصل إلى عدد من النتائج تسمح بالتأكيد على نظرية القضية قيد التحقيق في ما يتعلّق بساحة الجريمة وما يتعلّق بها، إضافةً إلى توفير خيوط جديدة للتحقيق. علاوةً على ذلك، تُعدّ اللجنة لائحة جنائية شاملة وقاعدة بيانات تشمل كل العينات المتوافرة في حوزة السلطات اللبنانية، وتلك المتوافرة في حوزة اللجنة.
13 - في حزيران 2006، تم العثور على 56 عينة من البقايا البشرية، إضافةً إلى أربع عينات أخرى استحال تحليلها بسبب حالتها. كانت العينات متناثرة على مساحة واسعة، اذ تم العثور على أشلاء بشرية في المناطق الست الثانوية المحددة في ساحة الجريمة. تشير تحاليل مركبات الحمض النووي التي أجريت على هذه البقايا إلى 27 هوية من الحمض النووي mitochondrial و14 هوية من الحمض النووي nuclear. تم رفع ثلاث هويات مستقلة جديدة من الحمض النووي من عينات عثر عليها في ساحة الجريمة: الأولى مأخوذة من بقع دم لطّخت مبنى"بيبلوس"، والثانية وجدت على سطح مبنى تابع لفندق"سان جورج". أما الثالثة فهي تتمتع بأهمية لافتة اذ تم رفع العينة من آلية إطلاق الانفجار على مقربة من المبنى المطلق عليه اسم"مبنى 367"القريب من مبنى"بيبلوس"، الذي قد تكون له علاقة بالأدلة ذات الصلة قرب مكان الانفجار. وتقوم اللجنة بالخطوات المناسبة للتأكد من أن هذه العينات الجديدة تعود إلى الأشخاص الجرحى المحددة هويتهم أو أنها تعود إلى أشخاص لم يتم التعرّف عليهم بعد، يرجح ان يكونوا أصيبوا جراء الانفجار.
14 - أما السن الذي عثر عليه في ساحة الجريمة خلال التحقيق الذي أجري بعيد الانفجار في العام 2005 فيعود إلى الشخص الذكر عينه الذي عثر على 27 جزءاً منه سابقاً. وتشير تحاليل طب الأسنان الى ان السن عبارة عن قاطع متوسط في يمين الفك الأعلى وهو يعود إلى رجل، يرجح أن يكون في مطلع العشرينات من دون ان يتجاوز الپ25 من العمر، يتسم بعلامة مميزة في الجزء الأعلى فوق اللثة، وهي سمة قلّما يتصف بها اللبنانيون. من جهة أخرى، تم العثور على سن آخر كامل خلال التحقيقات الأخيرة في ساحة الجريمة في حزيران 2006 في البقعة عينها حيث تم العثور على الأجزاء الپ27 العائدة إلى الشخص المذكور. ويتم إجراء المزيد من التحاليل الجنائية بغية تحديد المنطقة الجغرافية التي يتحدر منها الشخص المذكور.
إلى ذلك، تم العثور على بقايا بشرية خمسة في البقعة عينها تطابق كلها مركبات الحمض النووي في الپ27 جزءاً من الشخص الذكر نفسه، كما عثر على عدد من أشلاء العظام تعود كلها إلى هيكل عظمي تم العثور عليه في المنطقة عينها. وعلى رغم انها كانت محروقة أيضاً، مما يجعل استخراج الحمض النووي منها لفحصه مستحيلاً، الا ان اللجنة تعتقد انها تعود إلى الرجل عينه الذي يفترض أنه فجّر القنبلة وليس إلى رجل آخر لم يتم التعرف إليه بعد.
15 - شارف تحليل العينات الحسية والبيولوجية على الانتهاء. وبهدف تحقيق هذه الغاية، توضع اللمسات الأخيرة على إعادة تركيب ساحة الجريمة بشكل ثلاثي الأبعاد، فوق الأرض وتحتها، كما سيتم ربطها بقاعدة البيانات الخاصة بلائحة العينات. أما الغرض من هذا التمرين فهو تحديد موقع حاملة القنبلة التقريبي، أي شاحنة"الفان"من طراز"ميتسوبيشي"، مكان التفجير، وموقع الشخص الذكر الذي يرجح أنه فجر العبوة الناسفة. وتشير سلسلتا الاختبارات المستقلتان، اللتان أجريتا بهدف المساعدة على فهم مواصفات الانفجار وملابساته، الى ان الفجوة وكرة النار وتطاير الأجزاء في الجوّ بشكل أولي أو ثانوي واصطدامها بالمركبات الآلية والأبنية متشابهة جداً بتلك الخاصة بالانفجار الذي حدث في 14 شباط فبراير 2005.
16 - سيساعد الحصول على الوثائق والمعلومات التقنية حول شاحنة"ميتسوبيشي- فوزو"من اليابان اللجنة على تحديد أجزاء المركبة الآلية والأجزاء الحديد التي يزعم انها تعود إلى"ميتسوبيشي"التي تم رفعها من ساحة الجريمة. إلى جانب ذلك، سيتم التعرف في شكل نهائي على أجزاء مركبات آلية في ساحة الجريمة بمساعدة خبير خارجي، عبر مطابقة الأجزاء إلى رسوم تقنية لها ولأجزاء مماثلة أخرى لم يتم استعمالها بعد من مركبة آلية غير مستعملة من الطراز ذاته والصنع ذاته والعام ذاته.
17 - من شأن هذه الأجزاء المعدنية الأساسية، التي قد تكون سطح سيارة تم العثور عليه 50 متراً فوق الأرض تقريباً ملتصقاً بمبنى في ساحة الجريمة مبنى"بيبلوس" وآلة تفجير القنبلة التي تم رفعها بالقرب من المبنى 367 وجهاز تشغيل مركبة آلية عثر عليها مزروعةً في الأرض على عمق 40 سنتمتراً تقريباً، ان يتم تحليلها كما ستخضع لعملية تحديد نهائية لتقويم صلتها بالقضية. أما الأجزاء الأخرى، على غرار تلك التي تم رفعها من موقع التفجير وهي عبارة عن 48 جزءاً أو مركباً إضافياً من المعدن أو غير معدني يعود إلى مركبة أو مركبات آلية موجودة، وبعض الأجزاء التي عثر عليها بين حطام ساحة الجريمة، إضافةً إلى العثور على أجزاء مرآة خلفية وضوء وأسلاك كهربائية ولوحات أرقام سيارات وأجهزة إلكترونية وأجزاء معدنية أخرى غير متعارف عليها، ستخضع كلها إلى عملية تحديد نهائية وتقويم صلتها بالقضية.
مواصفات الانفجار
18 - ساهمت الاختبارات المستقلة التي أجريت في مكانين مستقلين في مطلع العام الجاري، إضافةً إلى الاختبارات لتحديد الانفجار، في تثبيت الحقائق التي تقصتها اللجنة في ما يتعلق بمواصفات وطبيعة الانفجار الذي حدث في 14 شباط 2005، أي شاحنة فان الپ"ميتسوبيشي كانتر"التي كانت تقل قنبلة كبيرة جداً لا يقل وزنها عن 1200 كيلوغرام من الپ"تي أن تي"يرجح انه تم تفجيرها من شخص تعود إليه الأجزاء البشرية الپ32 التي عثر عليها في الفان أو في قبالته. وأكدت ذلك طبيعة كرة النار وضغط الانفجار ومواصفات الشاحنة والآثار التي خلفت في الجوار، بما في ذلك الآثار على المركبات الآلية المحاذية للمباني والطريق، والحقائق ذات الصلة بالمسار وكمية المتفجرات المستعملة وطبيعة الفجوة وحجمها. وثمة نظرية جديدة تشير إلى انه تم استخدام السبيل الجوي لتفجير القنبلة، قدّمت مؤخراً إلى اللجنة، وهي قيد الدرس والتدقيق للتأكد من صحتها. الا ان اللجنة عاجزة في هذه المرحلة عن استنتاج ما إذا كانت تؤثر بأي شكل على الحقائق التي تم التوصل إليها حتى الآن في ساحة الجريمة، والتي يتم التأكيد عليها عبر سلسلتين من التحاليل والاختبارات المستقلة.
19 - بنت اللجنة الحقائق التي توصلت إليها تماماً بحسب الطريقة التي يمكن ان تكون القنبلة قد وضعت في"الفان"بهدف تحقيق النتيجة المرجوة وكيف يمكن ان يتم ربط المتفجرات لتفجيرها بالطريقة التي حصلت. وأدت الاختبارات على متفجرات وضعت بطرق مختلفة إلى فهم كيفية ومكان وضعها في"فان"الپ"ميتسوبيشي"وكيف تم تفجيرها عبر الجهاز.
20 - في التقرير المنصرم، ناقشت اللجنة احتمالات متباينة حول كمية المتفجرات المستعملة لتنفيذ الاعتداء. واقترحت ان الكمية المستعملة لإحداث فجوة بحجم تلك التي أحدثها تفجير 14 شباط 2005 تبلغ 500 كيلوغرام تقريباً منپ"تي أن تي"في حال وضعت العبوة الناسفة على عمق 1.7 متر تحت الأرض، أو 1200 كيلوغرام منپ"تي أن تي"في حال وضعت على سطح الأرض، و1800 كيلوغرام منپ"تي أن تي"في حال وضعت على مسافة 0.8 متر فوق الأرض. وتم التأكيد على هذه البيانات عبر سلسلة من الاختبارات المستقلة المتعلقة بوضع المتفجرات في مواقع مختلفة: فوق الأرض وعلى سطحها وتحتها. على صعيد تحليل المسار، تم الانتهاء من إعادة تركيب ساحة الجريمة بالأبعاد الثلاثة وتحليل المسار وتحليل فيلم الفيديو والتحديد الرسمي لكل أجزاء سيارة فان"ميتسوبيشي"، وستتمكن اللجنة من تحديد ارتفاع العبوة عن سطح الأرض نتيجةً لكمية المتفجرات المستعملة. بعد التوصل إلى النتائج النهائية، ترجح اللجنة ان تقارب كمية المتفجرات المستعملة 1800 كيلوغرام أكثر منها 1200 كيلوغرام.
الطريق الذي سلكه الموكب
21 - شارفت عملية مقابلة أو إعادة مقابلة أعضاء جهاز أمن رفيق الحريري كلهم، بمن فيهم أعضاء موكبه الذين بقوا على قيد الحياة، والمسؤولين عن أمنه والمسؤولين عن أمنه الشخصي، على الانتهاء. وحددت اللجنة الطريق الذي سلكه الموكب وتوقيت رحلته ومواعيد انطلاقه ووصوله وتوقيت الطريق الذي اختار الموكب سلوكه، كما حددت استعمال واحدة أو أكثر من سيارة مرسيدس - طراز"بينز S600"المصفحة في الموكب يوم الاعتداء وقبله، وأنماط التحرك التي تشير إلى انه تم اختيار طريق السان جورج مسبقاً واستخدام مضادات التدابير الإلكترونية.
22 - ركز بعض الأشخاص الذين قابلتهم اللجنة إلى ان الترتيبات الأمنية الحكومية الخاصة برفيق الحريري كان تم تقليصها في ما يتعلّق بالتفاصيل الأمنية وأجهزة الموكب في الفترة التي أعقبت استقالته من منصب رئيس وزراء لبنان. وتقوم اللجنة ببحث تداعيات هذا الأمر في الإطار السياسي ومن وجهة نظر عملانية.
23 - تقوم اللجنة بالتدقيق في المعلومات والفرضيات ذات الصلة بالتحقيق والقائلة إن رفيق الحريري تعرض مسبقاً لرصد تحركاته من قبل الفريق الذي قام بالتفجير، بما في ذلك مراقبته وموكبه وتسجيل المواقع المختلفة. وتملك اللجنة أيضاً معلومات تشير إلى انه برز عدد من الفرص الأخرى لاغتيال رفيق الحريري الا ان الفريق المتورط لم ينتهزها لأسباب تتابع اللجنة التحقق منها.
24 - على سبيل المثال، حصلت اللجنة على معلومات من انه تم رصد تحركات رفيق الحريري خلال شهر شباط 2005 من قبل الفريق المتهم باغتياله تحضيراً للقيام بذلك أو محاولةً لتنفيذه وقتها. يعتبر هذا الجانب من التحقيق مهماً جداً لتحديد قدرات وآليات الدعم الفني ونية الفريق المتورط في الاغتيال، إضافةً إلى توفير معلومات حول توقيت اغتيال رفيق الحريري. وبسبب هذه التحركات السابقة المزعومة، توافرت خيوط تحقيق جديدة غير تلك المتوفرة وحدها في ساحة الاغتيال يوم 14 شباط 2005.
25 - يبدو جلياً أن طريقة العمل والآلية المرتبطة بها ذات الصلة بأمن رفيق الحريري خلال الفترة التي استقال فيها من منصب رئيس الوزراء شكلت عدداً من نقاط الضعف التي أفسحت في المجال لاغتياله بسهولة أكبر من السابق. على سبيل المثال، يوافق يوم الاغتيال موعد سلوك موكب الحريري من البرلمان إلى دارته الطريق الوحيد المتاح ليصل إلى موعه التالي.
26 - بشكل محاذٍ، ثمة فرضية تشير إلى ان الفريق المتورط كان على علم بالتدابير الالكترونية المضادة التي شكلت عنصراً في حماية الموكب والرئيس معاً. ويمكن من هنا القول ان الفريق اختار طريقة لتنفيذ الاعتداء عطلت عمل التدابير الالكترونية المضادة يوم تنفيذ الخطة.
27 - قد يشكل موقع الرئيس الحريري المعتاد في الموكب عنصراً مهماً لنجاح مهمة اغتياله، اذ انه كان يمكن توقعه لأنه هو عينه المعتمد منذ فترة قبل الاعتداء. وكان الحريري اختار قيادة سيارته بنفسه. اللجنة على علم بأن هذه التدابير ليست غريبة عن الحريري وانها سهلت التعرف عليه واستهدافه. وتستكمل اللجنة التحقيق في صلة هذا الجانب تحديداً بالجريمة.
28 - وتم توضيح مسائل أخرى ذات صلة بحسب طلب اللجنة. على سبيل المثال، تمت إزاحة المركبة التي يعتقد انها تتبع الموكب لدى مغادرته المقهى على مقربة من البرلمان من فرضيات العمل الحالية لكونها غير مرتبطة بالجريمة. وعلى غرار ذلك، التأخير غير المبرر الحاصل في مغادرة الموكب من خلال وجود مركبات وإشارات سير، اذ بدا أن المقابلات التي جرت مع أعضاء الموكب لم توضح هذا الدليل. بالإضافة إلى ذلك، ان طريقة عمل الفريق الذي قام بعملية التفجير لا يتطلب هذه العملية المعقدة والدقيقة في خطة العمل الشاملة.
29- ترى اللجنة أن الخطة كانت محترفة كفاية في تعقيدها ومرنة في تنفيذها، حيث أن التوقيت المحدد لتحرك الموكب في اتجاه السان جورج لم يكن أساسياً، ولم يكن نجاح العملية مرتهناً بالتحرك الدقيق للسيارات. ويقوم مثال على ذلك في الطبيعة غير المتوقعة نسبياً لتحركات الحريري لدى مغادرته البرلمان واجتيازه الطريق لزيارة مقهى محلي بدلاً من الرحيل مع موكبه على الفور.
30- دامت الاستراحة العفوية زهاء 15 دقيقة ولم يكن الفريق المفجّر المزعوم قادراً على توقعها. وكان تبادل الاتصالات ساكناً بين أفراد المجموعة المزعومين خلال هذه الفترة، و ولم يستأنف إلا عند خروج الحريري من المقهى وانطلاقه على الطريق المؤدي إلى مقر سكنه. وعليه، فقد نجح فريق التفجير المزعوم في التعامل مع المهلة الزمنية التي مرت قبل انطلاق رفيق الحريري في رحلة العودة إلى مقره، وبقي الفريق قادراً على تنفيذ المخطط.
شهود مسرح الجريمة
31 - أكملت اللجنة في شكلٍ كبير سلسلة مقابلات منهجية وإعادة مقابلات لأكثر من 52 شاهداً. وأصبحت اللجنة راضية الآن عن عدد من المسائل التي كانت غير واضحة سابقاً"ومن هذه المسائل على سبيل المثال، تحركات عربة ميتسوبيشي وتمركزها في شكلٍ دقيق خلال المراحل الأخيرة للعملية، والتوصل إلى أرضية مشتركة في فهم الوقائع عند وقت الانفجار ومن ضمنها ما إذا سُمع انفجار أو انفجاران.
32 - أقيمت تجارب لقياس التفجير وذلك من أجل الحصول على بيانات لتحديد ما إذا حدث انفجار واحد أو انفجارين، وما إذا تم الانفجار فوق الأرض أو تحتها. وكان الهدف وضع تصوّر للكرة النارية التي تكوّنت، وتقويم التأثير على البناء، وتقدير حركة الشظايا لدى تطايرها بسرعة كبيرة، وتقدير حجم الحفرة وشكلها، وتسجيل مستويات ضغط الصدمة وتسجيل مستويات ضغط الصوت بواسطة الميكروفونات عند مسافات مختلفة تجمع بين الموجات الواردة والموجات المرتدة من أي سطح عاكس. وستمكن عمليات المحاكاة العددية اللجنة من التثبت ما إذا كان موقع وحال كلّ شاهد لدى حدوث الانفجار منسجمين مع إمكان سماع انفجار واحد أو انفجارين لدى حصوله ومباشرة بعد حصوله. ولا بد من القيام بمرحلة مقابلات نهائية لاختتام هذا الجانب من التحقيق يتم فيها أمام كلّ شاهد إعادة تشغيل تسجيلات صوت الانفجار أو صوت تجارب الموجة، التي أقيمت لتحديد الصفات السمعية لصوت الانفجار المتصلة بموقع كلّ شاهد في مسرح الجريمة. واستناداً إلى هذه الحقائق، عند هذه المرحلة، رجحت اللجنة فرضية حصول انفجار واحد فقط، وظاهرة الصوتين اللذين سمعهما عدد من الشهود ممكن تفسيرها علمياً.
تسلسل أحداث حياة رفيق الحرير
33 - وسعت اللجنة تحقيقاتها لتشمل الأيام الأخيرة من حياة رفيق الحريري، ومددت فترة التدقيق لتعود إلى الوراء في الزمن. وتنبثق حتى الآن معلومات مهمة خلال المقابلات مع 15 شخصاً رافقوا الحريري في إطارٍ محدد خلال الشهور التي سبقت اغتياله. وتضم مجموعة هذه الأشخاص شخصيات ذات نفوذ داخل لبنان وخارجه على صعيد المنطقة، والذين كان لهم دور في إدارة شؤونه المهنية والشخصية ، والزوار الذين أتوا إلى حيث يقيم في بيروت وأمكنة الإقامة الأخرى، والعاملين في أمكنة إقامته، والأشخاص الذين كانت تربطهم به علاقات عمل وعلاقات سياسية.
34 - تقوم اللجنة بإعادة"بناء"حياة رفيق الحريري الممتدة إلى فترة اغتياله انطلاقاً من زوايا عدة ، وهي تتضمن تفحّص حاله السياسية وعلاقاته على الصعيدين المحلي والدولي، واجتماعاته بشركائه وأشخاص بارزين آخرين، وتحركاته داخل لبنان وخارجه، ومناقشاته الخاصة والشخصية مع الأصدقاء، وآراءه التي عبّر عنها، وأفكاره ومزاجه كما لاحظها الآخرون، وعلاقاته المهنية بما فيها إدارة مصالحه الإعلامية والتصوير الإعلامي لمصالحه ونشاطاته، والمسائل المالية ذات الصلة بما أنها كانت تؤثر على مركزه السياسي، وعلاقاته المهنية، وتسوياته الخاصة، إضافة إلى تحركاته الشخصية داخل مكان إقامته وخارجه.
35 - من الواضح وجود عوامل مهنية، وسياسية، واقتصادية وشخصية تلتقي لتشكّل إطار حياة الحريري خلال هذه الفترة. وإذا دمجت هذه العوامل مع جو التهديد المتنامي وقورنت بالنشاطات العملانية المفترضة لفريق التفجير، يؤدي ذلك إلى تكوين تصوّر عن الأسابيع الأخيرة من حياة الحريري انطلاقاً من زوايا عدّة. وفي شكل مماثل، تقوم اللجنة بالتعمق بهذه العوامل من أجل فهم ما إذا أدى أيّ منها إلى نشوء حالات حثّت على اتخاذ قرار اغتياله. وسيشهد هذا الجزء من عمل اللجنة المزيد من التعمق والتوسع، من خلال مقابلات إضافية ومجموعة معلومات تنظم على امتداد الفترة المقبلة لصوغ التقرير.
دلائل تحقيقات جديدة ومستمرة
36 - تمكنت اللجنة من تحديد عدد مهم من الخيوط الجديدة في التحقيق تتعلق بمسرح الجريمة، والمنطقة المجاورة له، والتحضير المباشر للجريمة. وبدأت اللجنة بعملٍ تحقيقي وتحليلي يتعلق بكل خيط من هذه الخيوط. وتتضمن النقاط التحقيق الظروف المحيطة ببعض الأشخاص على وجه التحديد وبعض عربات النقل في مسرح الجريمة قبل الانفجار، وخلاله ومباشرة بعد حصوله، اضافة إلى مواد أخرى ذات صلة بعد حدوث الانفجار، والتدقيق في ادعاءات بالتلاعب بمسرح الجريمة بعد حدوث الانفجار.
37 - نتجت دلائل التحقيقات هذه عن تحليل معلومات موجودة وجمع معلومات جديدة، وهي تتنوع بصلتها وأهميتها، ولكن، تحتاج كلها إلى تعمق كبير. وتتوقع اللجنة أنه ما أن يتم الانتهاء من ذلك، ستساهم المعلومات الإضافية المنبثقة من الجريمة بحد ذاتها ومن محيطها في تأمين روابط إضافية ترشد إلى الذين أعدوا الجريمة.
38 - وتواصل اللجنة تحقيقاتها في مظاهر أساسية للقضية، ومن بينها كيفية الحصول على عربة الميتسوبيشي، والمتفجرات، وكيفية تحضير العربة كحامل للأداة، وهوية وطريقة اشتراك الشخص الذي أطلق تفجير العبوة الناسفة،أكان ذلك من داخل عربة الميتسوبيشي أو بالقرب من مقدمتها.
2 - الأشخاص المتورطون في ارتكاب الجريمة
تحليل الاتصالات والتحقيق
39 - سخّرت اللجنة عدداً مهماً من الموارد للتحليل والتحقيق في الجانب المتعلق بحركة الاتصالات الواردة في القضية. وأثمرت هذه النقطة عن نتائج مهمة ومكّنت اللجنة من رصد روابط لم تكن واضحة من دون هذه الموارد. ومعظم هذا العمل ذو طبيعة تفاعلية، إلا أن جزءاً من العمل التحليلي ذو طبيعة استباقية وتخمينية، وهو مبني على وقائع معروفة ويتناول الموضوعات المتعلقة بالتحقيق. وقد أظهر العمل عدداً من الدلائل كما أنه يستمر بمساعدة اللجنة على فهم إضافي لروابط الاتصالات المتعلقة بالجريمة.
40 - والروابط التي تتم إقامتها من خلال عمل الاتصالات يظهر شبكة معقدة من حركة اتصالات تمت بين عدد كبير من الأشخاص المعنيين، وحصل ذلك أحياناً من خلال أرقام هاتفية أو مواقع وسيطة، كما حصل ذلك مباشرة في بعض الأحيان. وقد تم التوصل إلى سلسلة من خيوط التحقيق الرئيسة نتيجة هذه التحاليل، وتعتبر اللجنة هذه النتائج أولوية. ويتطلب كماً كبيراً من العمل المضني ملاحقة كل صلة فردية أو رابط لإعفائها من التحقيق أو الاستمرار في اعتبارها خيطاً فاعلاً. وفي شكلٍ مماثل، باتت اللجنة تفهم في شكلٍ أفضل الجوانب التحضيرية للهجوم من خلال تحليل الاتصالات"ويبقى هذا العمل مستمراً بالترابط مع التحاليل المتسلسلة، ما يشكل أحد المجالات المتعددة التي تتابع فيها التحاليل بالمقارنة مع القضايا الأربع عشر الأخرى. وعلى سبيل المثال فإن أنشطة حاملي بطاقات الهاتف المحمول الستة الذين يعتقد بأنهم جزء من فريق التفجير، على المستوى الجغرافي وعلى مستوى الاتصالات، باتت أوضح في شكلٍ مفصّل.
41 - كما توصلت اللجنة إلى ربط أشخاص بارزين في شكلٍ مباشر وغير مباشر، ينتمون إلى مجموعات متفرقة وهم على صلة من وجهة نظر التحقيق. ولا يبدو تفسير هذه الروابط جلياً في شكل فوري، وتعمل اللجنة على فهم علاقاتهم بالجريمة ذاتها، وعلاقتهم المحتملة، كما وعلاقتهم بأشخاص آخرين.
42 - ويستمر البعد الدولي لتحليل الاتصالات في تأمين خيوط التحقيق في وقت تسعى اللجنة إلى تعميق معرفتها بتعقيدات مسار المكالمات الدولية، كما تتلقى إجابات تتعلق بطلباتها من الدول حيث تم تعقب تبادل المكالمات الهاتفية. وإلى تاريخه، تعاملت اللجنة مع 17 دولة في هذا الجانب من عملها، وتلقت دعماً كبيراً وإجابات من عدد منها.
43 - وتخضع اتصالات هؤلاء الأفراد ذات الصلة الصادرة من لبنان أو من خارج البلاد والتي تسعى اللجنة إلى استجواب و/أو إلى الاستمرار في التحقيق بشكل منهجي، والنتائج تؤمن المزيد من خيوط التحقيق.
44 - وتستمر اللجنة في درس الصلات المحلية والإقليمية والدولية بين الأرقام المرتبطة بأحمد أبو عدس وغيره من الأفراد والبعض منها ذو أهمية خاصة. كما تستمر اللجنة في تحليل حركة الاتصالات الهاتفية الصادرة من هذه الأرقام التي يعتقد أنها استعملت من أولئك الذين يعتقد بأنهم متورطون في الهجمة قي يوم 14 شباط 2005.
أحمد أبو عدس والجوانب ذات الصلة
45- بعد الخطوات الاستقصائية المكثفة وتحليل البيانات الإلكترونية والوثائق والأغراض المصنوعة يدوياً وأدوات أخرى، تصبح هوية أحمد أبو عدس وأنشطته أكثر وضوحاً. وتتميز هويته بأنه يتمتع على ما يبدو باهتمامات أكاديمية وثقافية أكبر وتوجه فني أصغر من الذي يملكه أعضاء مجموعات إرهابية تشترك في الأوجه التنفيذية لأنشطة الإرهابية، أقله في لبنان.
46- تواصل اللجنة البحث الدقيق في كل وجه من أوجه اشتراك أحمد أبو عدس في الجريمة، بما في ذلك صحة تبنيه المسؤولية في رسالة تسجيل الفيديو. وتواصل عملها أيضاً على مساري استقصاء. الأول هو افتراض المشاركة بإرادته في الجريمة، والثاني افتراض إرغامه على تسجيل الرسالة. وتبقى الحالتان إمكانية فعلية في الوقت الراهن، وتستمر التحقيقات من أجل تأكيد النظرية الصحيحة.
47- تجري اللجنة تحقيقاً في الأحداث المرافقة لتسليم شريط التسجيل والإشارة إلى موقع في وسط بيروت، وفي المكالمات الهاتفية الخمس المرافقة التي أجريت مع"رويترز"و"الجزيرة"بعد تنفيذ عملية الاغتيال. وتبنت اثنتان من المكالمات مسؤولية الجريمة، في حين ان المكالمات الثلاث الأخرى متعلقة بشريط التسجيل والإشارة إلى المكان.
48- تم إنجاز التحليل الجنائي العام والبحث عن الحمض النووي وبصمات الأصابع والتحليل الجنائي والتدقيق في الشريط المسجل الذي يتبنى فيه أحمد أبو عدس مسؤولية الاعتداء، في عناصر أخرى ذات صلة والوسائل الفعلية لتسليم الرسالة. وتم جمع 32 بصمة أصابع أمكن تحديدها وثلاث بصمات راحة يد وحمض نووي هيولي الخلايا. وتقارن اللجنة هذه النتائج مع بصمات أخرى وتقوم بتقويمها، كما انها تعتزم إجراء المزيد من المقابلات مع أشخاص معنيين بهذا الوجه من القضية، فضلاً عن إجراء المزيد من التحاليل في المقارنة الجنائية.
49- وتأخذ اللجنة أيضاً في الحسبان الأفراد الذين عملوا في لبنان والمنطقة في الماضي القريب في سياق إجرامي، وتواصل تقييم أنشطتهم لإيجاد أية صلة أو إمكان مشاركتهم في الجرائم. كما تجري اللجنة أعمالاً إضافية أخرى ذات صلة بنظرية تقسيم تنفيذ الجريمة، وتنظر في ظروف وضع شريط التسجيل الذي احتوى على تبني أحمد أبو عدس مسؤوليته في تنفيذ الجريمة.
معرفة الجريمة
50- تقتفي اللجنة خيوطاً على صلة بأفراد يتمتعون على ما يبدو بمعلومات أكيدة بدرجات مختلفة من التفاصيل بشأن الاعتداء في المرحلة السابقة لتنفيذه. وموضوع التحقيق هذا يندرج في فئتين: فهناك من عرف بشأن الاعتداء القادم ضمن سياق معيّن ولم يقل أو يفعل شيئاً بشأن هذا الموضوع، وهناك من عرف شيئاً أو واطلع على بعض جوانب الاعتداء وحاول بطريقة ما تحذير الحريري أو شخص مقرّب منه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.