أفضل طريقة لتخسيس الوزن هي ان لا تأكل وزوجتك تحكي. ولكن اذا بقي الرجل سميناً بعد ذلك، فأنصحه بالذهاب الى مطعم هامبورغر لأنه سيجد فيه دائماً من هم أسمن منه. أعود الى السمنة كخدمة عامة للقراء، فهم من عليّة القوم، وبالتالي يعانون من زيادة الوزن، بعد ان قرأت عن عَقار جديد اسمه اكومبليا يهاجم ذلك الجزء من الدماغ الذي يتلذّذ بالأكل، ويترك شعوراً بالتخمة، ثم قرأت حملة على عارضات الأزياء والمقاس صفر في ثياب النساء، فالنحول الهائل مضرّ مثل السمنة الزائدة. أبقى مع السمنة، والأمر يتجاوز مجرد طلب قوام رشيق، فالذين يعانون من السمنة المفرطة يعانون معها من زيادة خطر الموت من السكري ومرض القلب والسرطان ثلاثة أضعاف ما يواجه الناس الأقل وزناً. بل ان الحكومة البريطانية درست أخيراً عدم مساعدة السمينات على الحمل لما في السمنة من خطر على الحامل والمحمول. وبما ان في الدول المتقدمة ضمانات صحية وطبية متكاملة، فهي تنفق بلايين الدولارات كل سنة على أمراض ذات علاقة بالسمنة، ويهمها مكافحتها مع الأمراض المرافقة، لذلك قرأت ان حبوب أكومبليا ستكون متوافرة قريباً للبريطانيين أملاً بأن توفر الحكومة بعضاً من سبعة بلايين جنيه في السنة تنفق على أمراض السمناء. والموضوع جدي للغاية، والى ان يكون الخبر الرئيس في جريدة راقية حذّرت من"قنبلة السمنة"كأن قنبلة سكانية لا تكفي إلا والسكان سمناء. وكنتُ بعد قراءتي الموضوع السابق بدأت أتابع المادة المتوافرة، وأعود الى ما جمعت عنه في الأشهر الأخيرة، وكان آخر ما قرأت تحقيقاً في صحيفة أميركية ينقل عن باحث دنمركي نتائج دراسة على 422 طفلاً كندياً تظهر ان النوم يفيد في تخسيس الوزن، لأنه يوقف الأكل ويضعف الشهية، مع ان الرأي السائد هو ان الإكثار من النوم يعني الراحة، أو البلادة، وزيادة الوزن. أستطيع ان أزيد من معلومات طبية غزيرة أمامي الا انني أخاف ان"يطفش"القارئ فأكمل ببعض الهذر الأميركي، فعندهم طرفة تبدأ دائماًُ بعبارة أمك سمينة الى درجة ان... - بعد سنة من الزواج أبوك لم يكن رآها كلها. - تظهر على رادار سلاح الطيران. - فصيلة دمها صلصة طماطم بندورة. - صورتها في جواز السفر أخذت من قمر اصطناعي، أو على صفحتين. - عندها مفتاح بريدي خاص بها. - هناك نائب في البرلمان يمثلها وحدها. - نفد البنزين من سيارتي وأنا أدور حولها. - تستيقظ على مراحل. - عندما وقفت على الميزان قرأت رقم هاتفها أي ان وزنها من ثمانية أرقام - هناك امرأة صغيرة تدور في فلكها. - ظلها يزن 50 كيلوغراماً. - عندما تذهب الى السينما جميع المتفرجين يجلسون قربها. - عندما تذهب الى البحر تحصل وحدها على لون برونزي. - مغطس الحمام لا يتسع لها وللماء في الوقت نفسه. وأهاذر القراء، ولا بد ان بينهم سمناء، لأنني لا أريد ان أثقل عليهم بما يعرفونه، فالكل يعرف فائدة الرياضة، والامتناع عن شرب مرطبات نصفها تقريباً سكّر، والتقليل من السكّر في القهوة والشاي، ومن أكل الخبز والفستق وما الى ذلك. ثم انني أحياناً أجد صعوبة في فهم المادة الطبية أو تصديقها، فأنا أعرف ان أكثر ما يسعد امرأة هو ان تجد صديقة لها أسمن منها. ثم قرأت ان السمنة تسبب الغباء في الرجال، ربما لأنها تخفض وصول الدم الى منطقة الدماغ. ولكن لماذا لا ينطبق هذا على النساء السمينات أيضاً؟ لم أفهم الرأي الطبي، ولن أقول: لأنهن غبيات أصلاً، فتجربتي مع النساء العربيات أنهن سمينات ونحيلات أو بين بين أذكى من الرجال كثيراً. ما نستطيع ان نتفق عليه هو ان السمناء يستهلكون كمية أكبر من الصابون، وان شعبيتهم في السوبرماركت أكبر من شعبية نحلاء لا يأكلون كما يجب. وعلى سبيل المساواة أتحدث عن رجل يدفع أجر شحن زائد في الطائرة من دون ان تكون معه حقيبة، وعن امرأة تسافر أو تؤمن على حياتها بسعر مخفض كمجموعة. مع ذلك أدرك ان الموضوع جدي للغاية، خصوصاً للذين يعانون من السمنة ويحاولون التخلص من الوزن الزائد، فالموضوع هو الصحة لا مجرد الرشاقة. وقرأت أنهم في بريطانيا والولايات المتحدة، حيث السمنة المفرطة مشكلة، ينبهون الأولاد الصغار في المدارس من أخطار السمنة. وأعرف ان السمنة منتشرة في بلدان عربية كثيرة، ربما باستثناء الصومال، وهناك حاجة الى مثل البرامج الغربية للتحذير من أخطار الأمراض المرافقة. أغرب ما قرأت على هامش الموضوع ان الملاكم القديم جورج فورمان كان ألّف كتاباً عن السمنة سنة 1995 بيع منه أكثر من 25 مليون نسخة، ويبدو ان محمد علي، الذي واجهه في كينشاسا سنة 1974 في ما عرف باسم"زمجرة الغاب"قرّر الآن ان يدلي بدلوه بين الدلاء، فقد صدر من تأليفه أخيراً كتاب للأطفال يحذر من السمنة. أعرف امرأة اعتقلتها الشرطة لأن قانون الطوارئ يمنع تجمع أكثر من ثلاثة أشخاص، وأقول لها ولكل القراء ان عبارة"يخسر من وزنه"خطأ فالانسان يربح اذا نقص وزنه، وقد أصبحت حالنا مزرية الى درجة اننا لا نربح الا اذا خسرنا.