رفض مسؤول في قناة"سما دبي"، المتخصصة بالترويج لتراث وحياة مدينة دبيوالامارات، تصنيف برنامج ديني تنوي القناة عرضه في رمضان المقبل، وهو من انتاجها، بأنه"استغلال للمشاعر الدينية واقحامها في متاهة الربح والمسابقات". وقال عبد اللطيف القرقاوي، مدير التلفزيون، لپ"الحياة"أنّ البرنامج، الذي لم يطلق عليه اسم بعد، سيكون بمثابة مباراة جماهيرية بين المنشدين الدينيين، الذين سيتنافسون في ما بينهم، وسيكون للمشاهد الدور الرئيس في ترشيح متسابقين وإقصاء آخرين، عبر تصدير الرسائل الإلكترونية بواسطة الهاتف النقال. ويبدو أن الفكرة تشبه الى حد كبير برامج مثل"سوبر ستار"او"نجم الخليج"أو"اكس فاكتر"وغيرها، مما"تزخر"به الفضائيات العربية حالياً، إلا أن الطابع سيكون"دينياً"وليس ترفيهياً تجارياً. وقال القرقاوي أنّ الأرباح التي سيحققها البرنامج من خلال الرسائل الالكترونية، ستعود كلها لدعم النشاط الخيري، عبر مؤسسات متخصصة بذلك في دبي. واضاف:"وبالتالي فإن هدف البرنامج نبيل". وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي أطلقت فيه قناة"روتانا"اعلانات ترويجية لبرنامج يحمل الفكرة ذاتها ويركز على مواهب الإنشاد الديني ويتوقع عرضه في رمضان المقبل أيضاً. على صعيد آخر، قلل القرقاوي من أهمية أي دعوات متوقعة لانتقاد برنامج"الميدان"المستوحى من تراث اماراتي تقليدي، كونه يظهر متبارين من كباراًَ وصغاراً يحملون السلاح وان كان وهمياً احياناً ويستعرضون به، عبر حركات الخفة واظهار القوة، معتبراً أن"البرنامج حقق نجاحاً منقطع النظير، ولعبة اليولة من تراث الامارات ولا اتوقع انتقادات من جهات داخلية ولا خارجية". وفي السياق الاماراتي أيضاً، تتجه القناة الى المزيد من توطين الوظائف، أي جعل الوظائف حكراً على المواطنين الاماراتيين الذين يعدون الآن أكثر من 75 في المئة من مجمل القوى العاملة في"سما دبي". واعتبر القرقاوي أن الوصول الى نسبة 100 في المئة من التوطين"هدف رئيس بالنسبة الينا من دون الاستغناء بالطبع عن مشورة وتعاون الاخوة العرب الذين كان لهم فضل كبير في تدريب الاماراتيين على العمل الاعلامي". وأكد أن"سما دبي"خلال عام واحد من إنشائها حققت 30 في المئة فقط من أهدافها التي تدور حول خلق وتدريب كفاءات إعلامية إماراتية تواكب التطور الذي تشهده الامارات، وتحديداً دبي، على أصعدة مختلفة. ويعترف القرقاوي بأنه"ليس هناك اعلاميون اماراتيون نجوم حتى اليوم، ودورنا هو صناعتهم". وقال أن القناة تعمل جنباً الى جنب الجامعات الاماراتية للترويج لثقافة الاعلام لدى الشباب الاماراتي الذي كان الى وقت قريب"غير مكترث بالعمل الاعلامي، لكن الصورة تغيّرت خصوصاً في أوساط الفتيات، إذ يسيطر الجنس اللطيف على غالبية الوظائف الاماراتية في القناة، وهو أمر لم يكن"محبذاً"في المجتمع الاماراتي قبل سنوات قليلة:"لكننا قلبنا الصورة وأثبتنا أن الاعلام يليق بالفتاة الاماراتية كما وظائف أخرى". وتتحضر القناة، بعد مرور عام على بث صورتها الاولى في العشرين من حزيران يونيو العام الماضي، لبث أكثر من 18 برنامجاً جديداً، تم التعامل في جزء كبير منها مع شركات انتاج فني اماراتية،"رغبة منا بتشجيع هذا القطاع الذي لم يكن يجد فرصة تسويقية من قبل في محطات التلفزة العربية الأخرى". وسيكون بعض البرامج ناطقاً بالانكليزية ويركز على طبيعة حياة الجاليات التي تعيش في دبي أكثر من 180 جنسية مختلفة، ويتخذ الطابع الترويجي. كما ستعرض القناة خلال رمضان المقبل اربعة مسلسلات محلية وخليجية، اضافة الى أخرى تاريخية من انتاج سوري. وتغيب البرامج الثقافية بالمعنى"الثقيل"، اذ يعتقد القرقاوي أن هدف التلفزيون مخاطبة العائلة الخليجية عبر برامج ترفيهية تهم الأسرة. وفي هذا السياق"نتنافس مع محطات مثل"المؤسسة اللبنانية للارسال"وپ"المستقبل"وپ"ام بي سي"وغيرها على استقطاب الجمهور الاماراتي، وقد حللنا في المرتبة الاولى ضمن هذه الفئة بعد عام واحد على اطلاقنا". وفي سياق آخر، رفض مدير"سما دبي"المقولة التي تفيد بأن"سما دبي"كانت بمثابة رد على طابع"اللبننة"الذي ميّز التلفزيون الشقيق تلفزيون دبي في الفترة الاولى لاعادة هيكلته قبل ثلاث سنوات، الامر الذي دفع الجهات الحكومية الى انشاء تلفزيون آخر بطابع ومضمون وهدف اماراتي. وقال:"لكل منا أهدافه وسياسته وجمهوره المختلف. "تلفزيون دبي"يتوجه الى العائلة العربية ونحن تجربة متخصصة نتوجه الى العائلة الاماراتية. وپ"تلفزيون دبي"يبقى الشق الرئيس الذي يدخّل المال الرئيس الى المؤسسة حتى اليوم". ولفت القرقاوي الى أن"سما دبي"استنفدت 85 في المئة من الموازنة المخصصة للانفاق في السنة الاولى من عملها.