أظهرت دراسة جديدة تنشر خلال الشهر الجاري في الولاياتالمتحدة ان"عوارض حرب الخليج"، مجموعة الأمراض التي اصابت بعض الجنود الذين شاركوا في عملية"عاصفة الصحراء"في العراق عام 1991، لا تزال مستمرة لدى قدامى المحاربين الاميركيين. وحذر معد الدراسة ملفين بلانشار، من معهد الطب في جامعة واشنطن سانت لويس ميسوري، وسط، من ان هذه العوارض قد تصيب ايضا الجنود العاملين حالياً في العراق. ودراسة البروفسور بلانشار يفترض ان تنشر هذا الشهر في"اميركان جورنال اوف ابيديميولوجي". وأظهر تقويم طبي كامل لحوالي 2189 من قدامى المحاربين في حرب الخليج اجري بين 1999 و2001 ان 28.9 في المئة منهم يعانون من هذه العوارض. وفي المقابل، كشفت الدراسة ان 15.8 في المئة من الجنود الذين لم ينشروا على الأرض يعانون من عوارض غريبة، إلا ان حالتهم لا تعتبر خطيرة. واعتبر البروفسور بلانشار ان"ذلك يعني ان العارض غير مرتبط بحرب الخليج وحدها"وانه"على الأرجح عامل لدى عموم الشعب"لالتقاط العارض. وتشير نتائج الدراسة الى ان الجنود الذين يحاربون في العراق حالياً - والكثير منهم يقومون بمهمات اطول مما كان يقوم به الجنود الذين شاركوا في حرب الخليج - معرضون للاصابة بعوارض حرب الخليج. وقال بلانشار إن"الجيش يحاول ان يأخذ في الاعتبار بشكل افضل الصحة العقلية للجنود على الأرض، وذلك يمكن ان يعطي نتائج لكنني اتوقع ان أرى حالات بين الجنود العائدين من العراق". وتؤكد الدراسة ان الآثار البعيدة المدى يمكن ان تكون خطيرة لأن الذين يعانون من العوارض يواجهون مخاطر اكثر بمعدل الضعفين بتطور أمراض قلب أو سكري أو امراض في الكبد. وتتمثل عوارض حرب الخليج بمشاكل في الجهاز العصبي وآلام في الرأس والاحباط وفقدان الذاكرة او الارق وآلام في العضل وارهاق مزمن او حتى مشاكل في جهاز التنفس. وشخصت للمرة الأولى عام 1994 بعد عودة عشرات آلاف الجنود الذين انتشروا في الكويتوالعراق. وحسب البروفسور بلانشار، فإن أحد أسباب هذا المرض مرتبط بالتوتر خلال المعركة، ما يؤدي الى افراز هرمونات تسبب تغييرات في الوظائف الجسدية لدى الجنود. ويمكن للمرض ان يتطور ايضا في حال التوتر الاستثنائي مثلما يحصل في حالات طلاق او فقدان عمل او وفاة قريب. وأظهرت دراسات اخرى ان عوارض حرب الخليج قد تكون ناجمة عن"مجموعة عوامل"مثل تلقي حقن لقاحات ضد الجمرة الخبيثة او الطاعون واستخدام المبيدات في الخيم التي تؤوي الجنود، وتعرض بعض المقاتلين بشكل ضئيل لغاز الاعصاب او تنشق غبار اليورانيوم المنضب. واشتكى حوالي مئة ألف من اصل 700 ألف جندي اميركي شاركوا في الحملة لطرد القوات العراقية من الكويت عام 1991 من واحد على الاقل من عوارض حرب الخليج. واصيب بهذه العوارض ايضا جنود من بريطانيا وفرنسا وكندا. وفي تشرين الثاني نوفمبر بتت محكمة بريطانية للمرة الأولى بأن مقاتلاً سابقاً يعاني من عوارض حرب الخليج، وانه يجب ان يحصل على تقاعد بسبب العجز.