اعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس ان الشرطة العسكرية اعتقلت مساء الاحد شخصا في اطار التحقيق في شريط الفيديو الذي يظهر جنودا بريطانيين يضربون مدنيين في العراق. وقال ناطق باسم الوزارة"يمكننا التأكيد انه تم اعتقال شخص على علاقة بهذا التحقيق". لكنه رفض اعطاء تفاصيل أخرى أو تحديد مكان الاعتقال. الى ذلك رأت الصحف البريطانية أمس ان التجاوزات التي ارتكبها الجنود"هدية حقيقية للدعاية الاعلامية لاعدائنا". وجاء اقسى التعليقات في افتتاحية"ذي اندبندنت"يسار الوسط اللندنية التي كتبت ان ما يثير القلق اكثر هو اننا"اصبحنا مخدرين في السنوات الاخيرة في مواجهة هذه الاتهامات التي تستهدف الجنود البريطانيين. ان هؤلاء الجنود ليسوا بضعة سوقيين فالتين في شوارعنا ... بل ان سلوكهم يشير الى ثقافة عنف في بعض جيوب القوات المسلحة البريطانية". وتابعت انه"حان الوقت لنلغي الصورة الجميلة لقوات نقول انها مزيج من قوات حفظ السلام والكشافة والشرطة"، مطالبة"بعقاب نموذجي وسريع وقاس لكل المسؤولين"عن هذه الفضيحة. أما صحيفة"ذي تايمز"فكتبت"لا حاجة لان نكون خبراء في العلاقات العامة لتصور الاثر المدمر لهذه الصور عندما تبث في العالم العربي"، مشددة على تراجع النظام في صفوف القوات المسلحة البريطانية. وأضافت ان"اكثر ما يزعج في هذه الصور، الى جانب التعليق السادي الذي يرافقها،هو نية"مرتكبي هذه التجاوزات، مذكرة بأن"الضربات على الرأس واللكمات والركلات لم توجه في معارك". اما صحيفة"ديلي تلغراف"فأكدت ان لا مجال لأي تفهم لهذا الحادث. وزادت"اذا حاولنا البحث عن تفسير فإن التفسيرات ستتحول بسرعة الى اعذار". واوضحت ان"واحدة من الامور التي يتميز بها جنودنا عن جنود بعض حلفائنا هي انه يمكننا نشرهم في كل مكان ونحن على ثقة بأنهم لن يقوموا بتهريب المخدرات او بادارة شبكات دعارة او بترهيب السكان". وتابعت"من غير الوارد سماع اي سخافات، مثل الظروف التخفيفية ... لان قيمة جنودنا اكبر من ذلك". وكان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير صرح الاحد بان المعلومات عن تجاوزات الجنود جدية وتحتاج الى تحقيق.