سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عباس يدرس خياراته ويستعد لاتخاذ "قرارات حاسمة" لتشكيل حكومة تلتزم الشرعية العربية . والدولية الازمة الفلسطينية نحو الحسم بعد العيد وهنية يرفض اي تحرك لعزل الحكومة
بدا امس ان الأزمة الفلسطينية تتجه نحو مرحلة الحسم. ففي اعقاب اعلان الرئيس محمود عباس انه سيتخذ قرارات حاسمة لتشكيل حكومة تلتزم الشرعية الفلسطينية والعربية والدولية، رد عليه رئيس الوزراء اسماعيل هنية برفض اي تحركات لعباس من شأنها عزل الحكومة، معتبرا انها لن تكون ذات جدوى. في الوقت نفسه، وصف وزير خارجيته محمود الزهار اسرائيل ب"جسم خبيث زرع في ارضنا"، مضيفا:"لا اعتراف بها مهما كان الثمن". راجع ص 5 وجاءت هذه التصريحات في وقت أحيت دول وشعوب اسلامية عدة"يوم القدس العالمي"الذي كان الزعيم الايراني الراحل اية الله الخميني الى احيائه في يوم الجمعة الاخير من شهر رمضان الكريم. وخرج الآلاف في لبنان وايران والعراق وفي الازهر وغزة في تظاهرات مناهضة لاسرائيل ومؤيدة للفلسطينيين، في وقت ادى آلاف الفلسطينيين صلاة"الجمعة اليتيمة"في المسجد الاقصى، وسط دعوات الى تعزيز الوحدة ونبذ الخلافات بين حركتي"فتح"و"حماس". في هذا الصدد، قال نبيل عمرو المستشار الاعلامي لعباس، انه في حال عدم التوصل الى اتفاق مع"حماس"على تشكيل حكومة وحدة، فان الرئيس سيتحرك لاخراج الفلسطينيين من هذا المأزق. ونقلت وكالة"رويترز"عن أحد كبار مساعدي عباس قوله انه يتوقع أن يتخذ الرئيس قراره بعد عيد الفطر. واعطى عباس مؤشرات، هي الاقوى والاوضح، في شأن نياته تجاه حكومة"حماس". اذ اعلن في كلمة امام حشد من رجال الدين المسيحيين والمسلمين وممثلي البعثات الاجنبية في رام الله ليل الخميس - الجمعة ان"أمامنا مهمات، نعلم جيداً أنها بحاجة إلى قرارات حاسمة، وسنأخذها، في شأن تشكيل حكومة تلتزم قرارات الشرعية الفلسطينية والعربية والدولية لرفع الحصار". كما كان لافتاً اللقاء الذي عقده عباس اول من امس مع رئيس لجنة الانتخابات المركزية الدكتور حنا ناصر ومديرها العام الدكتور رامي الحمد الله. وقال مقربون من الرئاسة ان اللقاء جزء من عملية درس الخيارات، علماً ان اي قرار باجراء انتخابات مبكرة او استفتاء شعبي على حكومة"حماس"او على المبادرة العربية، لا يمكن تبنيه من دون لجنة الانتخابات. في الوقت نفسه، استقبل عباس اخيرا اعضاء لجنة الحوار الوطني واصحاب مبادرة حكومة"التكنوقراط"واستمع الى ارائهم. وكان ممثلون عن"فتح"و"حماس"توصلوا منتصف ليل الخميس - الجمعة في غزة الى اتفاق لوقف العنف والتحريض بينهما وينص على تنفيذ الاتفاقات السابقة بينهما وتشكيل لجنة مشتركة لمتابعة الاشكالات الامنية الميدانية والاعلامية. من جانبه، قال هنية في خطبة الجمعة انه سيرفض أي تحركات من جانب عباس لعزل حكومته، معتبرا ان اي تحرك من هذا القبيل لن تكون له جدوى لأن أي حكومة طوارئ يشكلها عباس لن تحظى بموافقة البرلمان الذي تهيمن عليه"حماس". وزاد ان الحركة سترفض الدعوة الى انتخابات مبكرة، مضيفا:"كل هذه الخيارات لن يكون كفيلا بتحقيق الاستقرار والهدوء، ولن يكون مخرجا من الازمة". وكان موكب هنية تعرض الى اطلاق نار في غزة امس، لكن مسؤولا في مكتبه نفى ان يكون رئيس الحكومة هو المستهدف، مؤكدا ان تبادل اطلاق النار وقع بين عناصر من"القوة التنفيذية"التابعة لوزارة الداخلية والتي كانت تؤمن موكب هنية، وبين افراد عائلة قتل احد افرادها في اشتباكات مسلحة قبل اسبوعين في غزة.