في حادث هو الاول من نوعه، خطف مسلحون مجهولون فلسطينيون ديبلوماسياً مصرياً يعمل في مكتب تمثيل مصر لدى السلطة الفلسطينية في مدينة غزة، في خطوة دانتها الرئاسة الفلسطينية باعتبارها عملاً"خارجاً عن اعراف شعبنا الفلسطيني وتقاليده"، واثارت تساؤلات الشارع الغزي عن الجهة التي تجرؤ على خطف ديبلوماسي مصري في غزة. واعلنت القاهرة انها على اتصال بالسلطة الفلسطينية لمتابعة حادث خطف الديبلوماسي حسام الموصلي. وقال شهود ومصادر محلية ل"الحياة"ان سبعة مسلحين انزلوا الديبلوماسي الموصلي من سيارته على بعد امتار قليلة من مقر مكتب تمثيل مصر في غزة صباح امس واقتادوه الى سيارة مدنية من نوع"فولكس فاغن غولف"وانطلقوا به الى جهة غير معلومة، على رغم وجود حراسة دائمة من الشرطة الفلسطينية على مقر المكتب. ولم يعلن اي طرف فلسطيني المسؤولية عن عملية خطف الموصلي الذي يعمل ملحقا عسكريا في مكتب تمثيل مصر لدى السلطة، او حتى الدوافع وراء عملية الخطف، او أي مطالب أخرى. وفي وقت لاحق، اعلنت مصادر امنية فلسطينية ان الشرطة عثرت على السيارة التي يشتبه في ان المسلحين استخدموها في عملية الخطف، في احد مخيمات غزة، مشيرة الى اعتقال فلسطيني مشتبه فيه بالمشاركة في عملية الخطف. واصبحت قضية خطف الديبلوماسي المصري حديث الشارع الفلسطيني في القطاع الذي اصيب بصدمة جراء خطف اول ديبلوماسي عربي، في خطوة تعتبر غريبة على الفلسطينيين. وعلى رغم انها المرة الاولى التي يخطف فيها مسلحون مجهولون ديبلوماسياً عربياً، الا ان عشرات الصحافيين والخبراء الاجانب خطفوا في القطاع ابان الاعوام الثلاثة الماضية واطلقوا من دون ان يمسهم أي سوء. وجاءت عملية خطف الموصلي بعد اقل من 24 ساعة على مغادرة وفد قيادي من"حركة المقاومة الاسلامية"حماس برئاسة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل القاهرة بعدما اجرى محادثات مكثفة مع مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان والمستشار السياسي للرئيس المصري الدكتور اسامة الباز تتعلق بتشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة في اعقاب فوز الحركة الكاسح بغالبية مقاعد المجلس التشريعي. وتعتبر ظاهرة الانفلات الأمني والفوضى المنظمة في الاراضي الفلسطينية احد اهم التحديات التي تواجه الحكومة الجديدة و"حماس"التي لن تجد سبيلاً سوى القضاء على هذه الظاهرة التي أرقت المجتمع الفلسطيني وشوهت صورته على المستوى الدولي. وجاء خطف الموصلي بعد ساعات قليلة على خبر نشرته صحيفة"هآرتس"العبرية مفاده ان البعثة الامنية المصرية التي اشرفت على تدريب قوات الامن الفلسطينية ابان عملية الانسحاب الاسرائيلي من القطاع الصيف الماضي غادرت القطاع اخيرا بناء على تعليمات من سليمان خوفاً من فوز"حماس". كما جاء خطف الديبلوماسي المصري ليقلب الصورة رأسا على عقب، نظراً لان مصر عملت خلال الاعوام الماضية على الوساطة بين الفصائل والسلطة في غزةورام اللهوالقاهرة ودمشق بهدف تقريب وجهات النظر بين الطرفين الى ان تم تتويج الحوارات باعلان القاهرة اواسط آذار مارس الماضي. واربك خطف الموصلي السلطة والرئيس محمود عباس والاجهزة الامنية التي طالما وقفت عاجزة عن وضع حد لهذه الظاهرة، فيما تساءل كثير من المواطنين عن الجهة التي تجرأت وخطفت ديبلوماسياً مصرياً. ورفضت السلطة ومكتب تمثيل مصر في غزة التعقيب على عملية الخطف، في حين قامت الجهتان بتحقيقات واتصالات مكثفة لاطلاقه او معرفة مصيره. وقال الرئيس محمود عباس في بيان انه"اصدر تعليماته للاجهزة الامنية بالتحرك الفوري والسريع لاعتقال الجناة وتقديمهم الى العدالة"، مؤكدا ان"من قام بهذا العمل خارج عن الصف الوطني". وقال رئيس الحكومة احمد قريع في مستهل اجتماع الحكومة في رام الله:"ندين كل عمليات الخطف لانها تسيء الى الشعب الفلسطيني"، مضيفا ان خطف الملحق العسكري المصري"عمل مدان بشدة خصوصا لان مصر الشقيقة تدعمنا وتقف معنا". وقال الناطق باسم وزارة الداخلية توفيق ابو خوصة ان"غرفة عمليات مشتركة من الاجهزة الامنية والشرطة شكلت للبحث عنه، كما وضعت حواجز على كل مداخل المدن والشوارع الرئيسة".