أسدل الستار أمس على مسرح 2005 الذي لم يكن أوفر حظاً من العام السابق، فجاءت العروض أقل كماً ونوعاً، وسادت الحركة المسرحية حال من الركود الإنتاجي. فابتعد الجمهور عن المسرح واختفت من الخشبة أقلام المبدعين، وغطت سماءها ظلال التخبط والتدني. وجاء الحريق المروع الذي شب في مسرح قصر ثقافة بني سويف يوم 5 أيلول سبتمبر خلال مهرجان نوادي المسرح وذهب ضحيته عدد كبير من الكتاب والنقاد والمخرجين والفنانين، ليزيد الحزن على الأجواء المسرحية ويفسد فرحة أهل المسرح بتولي الفنان والمخرج اشرف زكي رئاسة البيت الفني للمسرح خلفاً لأسامة أبو طالب الذي شهدت فترة توليه مشاكل عدة في الإنتاج المسرحي. وفي حديث إلى"الحياة"، اعتبر المخرج شريف عبد اللطيف مدير المسرح القومي في عام 2005، أن مسرح القطاع العام أخذ دوره الحقيقي هذا العام وأعلن عن نفسه وقدم عروضاً جيدة مثل"رجل القلعة"، تأليف أبو العلا السلاموني، واخراج ناصر عبد المنعم وپ"الأميرة والصعلوك"تأليف الفريد فرج وبطولة واخراج نور الشريف وپ"قريب وبعيد"، بطولة سميحة أيوب وپ"حارة عم نجيب"بطولة وإخراج احمد حلاوة. وتراجع مسرح القطاع الخاص وأغلقت أبوابه طوال العام، ولم يقدِّم أي جديد باستثناء عرضين هما"آه يا غجر"وپ"إن كبر ابنك"اللذان لم يحققا أي نجاح. وأكد المخرج ناصر عبد المنعم أن عام 2005 هو"عام الكآبة والأحزان للمسرح المصري إذ فقد مجموعة من المسرحيين البارزين في عالم الكلمة والإخراج والتمثيل مثل مدحت أبو بكر، حازم شحاتة، أحمد عيد، صالح سعد، بهاء الميرغني في حادث بني سويف، لكن عزاءنا الوحيد هذا العام هو تولي الفنان أشرف زكي رئاسة البيت الفني للمسرح لكونه شاباً نشيطاً وعملياً ويواجه المشاكل بشكل حقيقي ويحاول بعث الحياة في كل الفرق المسرحية". وتوقع عبد المنعم أن عام 2006 سيشهد نهضة مسرحية وزيادة عدد العروض التي ستقدم. أما الناقد سيد الإمام فرأى أن أهم العروض التي قدمت هذا العام تمثلت في عرضي"الأميرة والصعلوك"وپ"حارة عم نجيب". فالأول، في رأيه، عرض نصاً وفكراً وحلل فكرة حرية التعبير وموقف المفكر من مجتمعه، والثاني قدم جديداً على مستوى تقنية التمثيل في إطار تجريبي واضح يحاول المزاوجة بين فن التمثيل البشري والتمثيل بالدمية، إذ أصبحت للدمية علاقة عضوية في تفسير النص الدرامي باعتبارها أحياناً تجسيداً لقوى غير واعية في الشخصية البشرية. ورأى المخرج سمير العصفوري أن عام 2005 كان عاماً فقيراً مسرحياً، وأن أهم حدثين شهدهما هذا العام كانا رحيل ألفريد فرج وتولي اشرف زكي رئاسة البيت الفني للمسرح. عروض وأحداث أبرز المسرحيات المصرية التي قدمت عام 2005 . - مسرحيات القطاع الخاص:"برهومة وكلاه البارومة"،"بودي غارد"،"آه يا غجر"،"إن كبر ابنك"،"دو ري مي فاصوليا". - مسرحيات القطاع العام: "الأميرة والصعلوك"،"رجل القلعة"،"أكرهك"،"الإدانة"،"الأم شجاعة"،"حب ما قبل الرحيل"،"قريب وبعيد"،"الناس النص نص"،"قاعدين ليه"،"المغامرون"،"القلم المغرور"،"الآنسة جوليا"،"حكايا لم تروها شهر زاد"، "المحاكمة". أما بالنسبة إلى أبرز المحطات التي شهدها المسرح خلال العام المنتهي، فهي: - تكريم الكاتبة هدى وصفي مديرة مسرح الهناجر في مهرجان قرطاج المسرحي. - تكريم نور الشريف، محمود ياسين، محسنة توفيق واحمد ماهر، في مهرجان المسرح العربي في القاهرة. - تكريم سهير المرشدي، عبدالرحمن أبو زهرة والناقدة فريدة النقاش في مهرجان المسرح التجريبي. - تعيين الكاتبة فاطمة المعدول رئيسة قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية، وهي أول سيدة يتم تعيينها في هذا المنصب. - خروج مصر من دون جوائز من مهرجان المسرح التجريبي وحصول العرض المسرحي السوري"فوضى"على جائزة أفضل عرض، وحصد مخرجها عبد المنعم الهابري جائزة أحسن مخرج. - حصول الكاتب لينين الرملي على جائزة الأمير كلاوس للثقافة والتنمية نظراً لمساهماته في المسرح والسينما والتلفزيون. - احتفال مركز الإبداع بتخريج أولى دفعات الاستديو وتقديم الخريجين لعرض"أيامنا الحلوة"الذي يحكي قصة انضمامهم للاستديو وأيام الدراسة التي استمرت قرابة عامين. -حصول توفيق عبد الحميد على جائزة أفضل ممثل مسرحي عن عرض"رجل القلعة"، بحسب استفتاءات مجلة"الأهرام العربي". - حصول نور الشريف على جائزة أحسن مخرج مسرحي، بحسب استفتاءات المجلة ذاتها.