تشهد مناطق مختلفة في اقليم كردستان توتراً أمنياً وسياسياً في أعقاب مهاجمة عشرات المسلحين مقراً تابعاً ل"الاتحاد الاسلامي الكردستاني"ثالث الأحزاب الكردية الرئيسية، في مدينة دهوك، في حين تعرضت مكاتب أخرى الى اعتداءات وأعمال شغب في أقضية أمدي وأكري وبردرش وشقلاوة وعقرة، ما أسفر عن مقتل ثلاثة من عناصر الاتحاد أحدهم قيادي. وأوضح العضو البارز في المكتب السياسي للاتحاد الاسلامي عمر صديق ل"الحياة"إن"مسلحين غوغائيين نظموا تظاهرة أمام المقر الرئيسي للاتحاد في دهوك، وحاولوا الدخول الى المكتب بالقوة، فيما أطلقت أعيرة نارية باتجاه المكتب بعد وصول قوات الطوارئ التابعة للبيشمركة الكردية، ما أدى الى مقتل العضو في المكتب السياسي للاتحاد مشير محمد. كما أصيب أربعة اشخاص من حراس المكتب وعدد من المواطنين وصحافي يعمل لدى قناة بي يو كي التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال طالباني". وحمّل"الحكومة الكردستانية والسلطات الأمنية مسؤولية سلامة وحماية مكاتب تنظيمنا. كما نطالب رئيس حكومة كردستان بإدانة الانتهاكات". وكانت الشرطة الكردية وقوى الأمن الأسايش حاولت التدخل لفض المتظاهرين الذين اعتبروا أن في الدعاية الاعلامية التي يشنها"الاتحاد الاسلامي في كردستان"وكركوك والموصل وديالى، والتي قرر فيها إنزال علم كردستان من على أسطح المقرات أو الاكتفاء بشعاره السياسي"إهانة لمشاعر جميع الأكراد". ودان رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني الاعتداءات، وقال:"لا نقبل بهذه التصرفات وندينها في شدة"، فيما أكدت برقية للبرلمان الكردستاني على أن"الحرية ممنوحة لكل طرف وشخصية سياسية، ولا يمكن حرمان أي حزب سياسي منها". في غضون ذلك، طالب بيان للمكتب السياسي ل"الاتحاد الاسلامي"طالباني وبارزاني"باتخاذ خطوات سريعة لوقف مثل هذه الاعتداءات وتقديم الجناة الى العدالة". وقال آزاد السيد ابراهيم مسؤول مكتب العلاقات في حزب بارزاني ل"الحياة":"اننا كحزب ديموقراطي كردستاني لا نقبل بهذه التصرفات اللامسؤولة ولا نشجع أو نحفز على العنف"، معتبراً أن"من حق الاتحاد الترويج لقائمته وفي الصورة التي يراها مناسبة". ودان"الاتحاد الوطني الكردستاني"الذي اعتبر الحادثة"اعتداء على جميع القوى والأحزاب والشخصيات السياسية الكردستانية"، اغتيال عضو المكتب السياسي للاتحاد. وكان"الاتحاد الاسلامي الكردستاني"بزعامة صلاح الدين محمد بهاء الدين أعلن مقتل ثلاثة من عناصره بينهم قيادي ومرشح للانتخابات المقبلة في هجمات تعرضت لها مقرات الحزب في محافظة دهوك أول من أمس. وأفاد الحزب في بيانه أن"القيادي في الاتحاد الاسلامي مشير أحمد ومرشحنا للانتخابات المقبلة قُتل مع اثنين آخرين من مركز زاخو للحزب وجُرح عدد آخر". وأضاف البيان أن"مقرات الاتحاد الاسلامي الكردستاني في كل من دهوك وزاخو وعقره وعمادية وشقلاوة وبرده تعرضت الثلثاء الى هجوم غوغائي سافر مُدبر ومُوجه في ظل تفرج غريب ومريب من السلطة وأجهزة الشرطة المعروفة بقبضتها الشديدة وسيطرتها على الأمن في كردستان". وأشار الى أن"الاتحاد الاسلامي"طلب من السلطات الكردية التدخل لكن من دون جدوى. وقال:"بعد الاتصال بالمسؤولين عن الأمن في السلطة للتدخل ومنع المهاجمين والحؤول دون ارتكاب هذه الجريمة البشعة التي تعد بحق إعداماً للديموقراطية في كردستان، لكن للأسف بدل ان يتدخلوا لمنعهم صدروا أوامرهم باستعمال العنف والسلاح". ويحظى"الاتحاد الاسلامي الكردستاني"ثالث أكبر الأحزاب الكردية في شمال البلاد والذي يتزعمه صلاح الدين بهاء الدين بقاعدة جماهيرية واسعة في الاقليم الكردي. ويُذكر أن الاتحاد الذي تعرض الى اعتداءات مماثلة ابان فوزه بالانتخابات الادارية التي خاضها كمنافس لحزب بارزاني، كان أعلن انسحابه من القائمة الكردستانية التي تضم الحزبين الكرديين الرئيسيين"الاتحاد الوطني"و"الحزب الديموقراطي"، مبرراً ذلك بالفساد الاداري وهيمنة الحزبين على البرلمان والادارتين الكرديتين في أربيل والسليمانية.