تواصل أجهزة الامن البريطانية بحثها عن"المشتبه الخامس"بتهمة تزويد"خلية لندن"بالمتفجرات والدعم اللوجيستي الذي عرفته أجهزة الامن باسم"العراب". ولم تعقد قيادة الشرطة مؤتمراً صحافياً كانت وعدت به بعد 24 ساعة من الكشف عن التوصل الى معرفة اسماء 4 من"الجناة"الذين فجروا الخميس الماضي 3 قطارات وباصاً في شوارع لندن ما أسفر عن سقوط 52 قتيلاً و700 جريح. وتعتقد الشرطة البريطانية، ان الارهابي الخامس قد يكون جند"انتحاريين بريطانيين آخرين"لضرب أهداف اضافية في العاصمة لندن او غيرها قد تقع في ذكرى مرور أسبوع على"الخميس الدامي"وعلى مصرع الارهابيين الاربعة الذين قتلوا قبل سبعة ايام. وتعتقد الشرطة ان الشخص الخامس هو"العقل المدبر"لاعتداءات لندن، وقد يكون خبير متفجرات صنع العبوات الناسفة التي استخدمها الانتحاريون البريطانيون من أصل باكستاني. راجع ص 8 ولم تتوافر معلومات عن هذا"الرجل الغامض"في المخطط الذي لم يشارك في تنفيذه، لكن تقارير أفادت أن الشرطة تبحث عنه خارج لندن. جاء ذلك في وقت أفيد بأن الباكستاني الذي اعتقل في ويست يوركشاير أول من أمس، هو صديق للانتحاريين وربما يملك معلومات عن المطلوب الخامس الفار الذي لا يزال يشكل خطراً، وقد يكون على اتصال بانتحاريين آخرين لتنفيذ عملية جديدة. وفي هذا الإطار، قال وزير الداخلية البريطاني تشارلز كلارك في بروكسيل، حيث اجتمع مع وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي أمس، إن التحقيق في الاعتداءات يتركز على"الأشخاص الذين يوجهون وينظمون ويحركون"الذين"يفجرون أنفسهم"في وسائل النقل العام. وتكهن ناشطون إسلاميون في بريطانيا بأن يكون مرتكبو الاعتداءات أرادوا الذهاب إلى العراق للقتال، وتحولوا بعد ذلك إلى مهاجمة لندن باعتبارها الهدف الأسهل أو"أقصر الطرق إلى الخلاص". وقال مدير المرصد الإسلامي في لندن ياسر السري في اتصال مع"الحياة":"من الممكن أن يكون اثنان من منفذي الاعتداءات تدربوا في باكستان التي زاروها قبل فترة وجيزة من العملية". لكنه لم يستبعد احتمال أن يكونوا تدربوا"محلياً"ف"هذه المجموعات تكون عادة متقوقعة على نفسها ولا ترتاد المساجد"التي لفت رئيس"اللجنة الإسلامية لحقوق الإنسان"مسعود شجرة إلى أن قضايا تحظى باهتمام المسلمين الشبان، مثل الشيشان والعراق"ممنوع النقاش فيها، ما يدفعهم إلى البحث فيها سراً". ونقلت صحيفة"إيفنينغ ستاندرد"اللندنية عن مصادر قريبة من التحقيق في اعتداءات لندن، أن منفذي الاعتداءات أرادوا أن يحاصروا العاصمة البريطانية بالنار من الجهات الأربع، عبر تفجير أربع قنابل في شمال المدينة وجنوبها وشرقها وغربها. ولاحظ المحققون أن منفذي الاعتداءات تعمدوا أن يحملوا بطاقات هوية وبطاقات ائتمان لأنهم"أرادوا أن يعرف الناس هويتهم وأن يصبحوا شهداء". وربط بعض المحققين بين هذه النظرية والبيان الصادر عن"تنظيم قاعدة الجهاد في أوروبا"الذي تبنى الاعتداءات يوم حصولها. وجاء في البيان أن"المجاهدين الأبطال ... قاموا بغزوة مباركة في لندن، وها هي بريطانيا الآن تحترق من الخوف والرعب والفزع في شمالها وجنوبها وشرقها وغربها". إلى ذلك، نقلت صحيفة"فايننشال تايمز"عن خبير قوله إن المتفجرات التي استخدمت في اعتداءات لندن صنعت على الأرجح في دول الكتلة السوفياتية السابقة، وقد تكون من نوع"سيمتكس"البلاستيكي القوي جداً، الذي كان يستقدمه الجيش الجمهوري الإيرلندي من تشيخيا، واستخدمه في اعتداءاته في التسعينات. ودار جدل بين وزير الداخلية البريطاني تشارلز كلارك ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في شأن إعلان الأخير أن أحد منفذي التفجيرات اعتقل وأطلق سراحه العام الماضي. ونفى كلارك أن يكون أبلغ ساركوزي بذلك، فيما أعلن الأخير أن فرنسا قررت تفعيل فقرة تتعلق بالأمن في اتفاق شنغن للحدود المفتوحة، تمكنها من إعادة فرض الرقابة على الحدود مع دول الاتحاد الأوروبي، في ضوء تفجيرات لندن. وتزامن ذلك مع نشر فرنسا حوالى خمسة آلاف شرطي في ذكرى سقوط الباستيل اليوم، كما شنت الشرطة في ايطاليا حملة دهم واعتقالات تناولت نشطاء اسلاميين أمس.