قبل 21 عاماً، وتحديداً في 1984 رفع صخرة الدفاع الان هانسن ورفاقه كأس ابطال اوروبا للمرة الرابعة في سبع سنوات، كانت تعتبر الفترة الذهبية في عمر ليفربول. وقبل 4 اشهر، وتحديداً في مطلع العام 2005 وصف هانسن فريق ليفربول الحالي بقيادة الاسباني رافائيل بنيتيز في برنامجه الرياضي التحليلي"ماتش اوف ذا داي"، على انه الاسوأ في 40 عاماً... اما اليوم فهو يغني"لن تسير وحيداً ابداً"مع آلاف"السكاوزرس"من مشجعي ليفربول، وهي الاغنية الشهيرة والشعار الذي يرفعه النادي دائماً في نجاحاته وخيباته. كيف تغيرت الحال بهذه السرعة؟ الجواب بسيط: الجميع يعشق الوجه الجميل لاي شيء كان وينبذ"الوجه القبيح"، وليفربول تألق هذا الموسم في ابراز الوجهين على اشد جماله وقباحته. لكن مدربه اثبت"مكره"وحسن اختياره لخطط تعطل فاعلية الخصوم وتحقق الانتصار المطلوب، لكن هذا يتم فقط في مباراة فردية، اي في مباريات الكؤوس. فمن يتغلب على افكار الداهية جوزيه مورينيو فلا شك انه"ثعلب ماكر". بكل هدوء وترو قاد بنيتيز ليفربول الى المباراة النهائية في دوري الابطال ضد ايه سي ميلان، فمنذ تسلمه مهمة تدريب الفريق في مطلع الموسم لم"يشعل الساحة"بعروض نارية او قوية، وعلى النقيض فان بعض عروض الفريق وصفت بانها الاسوأ في تاريخ النادي منذ زمن طويل. لكن بنيتيز قوي الشخصية وصاحب ارادة صلبة، والاهم انه يعشق مسابقة الكؤوس التي عادة ما يتألق فيها، فهو يجيد وضع الخطط التكتيكية التي تلائم كل مباراة وكل موقف وكل ظرف، مثلما اكتشف فابيو كابيلو وفريقه يوفنتوس ومورينيو وتشلسي في الدورين السابقين. وعلى غرار مورينيو، فان بنيتيز ذاق النجاح بكل انواعه، اذ قاد فالنسيا الموسم الماضي الى احراز بطولة الدوري الاسباني للمرة الثانية في ثلاثة مواسم، واضاف اليها ايضاً كأس الاتحاد الاوروبي. ولد بينتيز 44 عاماً في العاصمة مدريد، وهو متزوج من مونتسيرات، وله منها ابنتان، وهو يعترف انه في الآونة الاخيرة بدأ يزعجها في منامها عندما تستيقظ عليه وهو يصرخ بتعليمات للاعبيه في حلمه، فعشقه لعمله وهمه على فريقه لا ينتهي بانتهاء يوم العمل. والده صحافي رياضي، زرع حب اللعبة في ولده الذي ترعرع وهو يعشق ليفربول في السبعينات، والذي اعتبره افضل فريق في العالم، وعليه بنى فلسفته الكروية والتدريبية. وايضاً على غرار مورينيو فانه تعلم العلوم الرياضية ودرس مادة التربية البدنية، بعدما اكتشف ان فرصة بروزه كلاعب محدودة بمحدودية قدراته. واخذ فرصته الكبيرة عندما عرض عليه ريال مدريد ان يكون ضمن هيئته التدريبية في فريقه الثاني بي تيم، ولعب دوراً بانتاج مواهب ابرزها راؤول. وبعدما ذاع صيته محلياً، فانه خاض تجارب عدة اعتبرت عادية وفاشلة، مع بلد الوليد واوساسونا، لكنه قاد اكسترمادورا الى الدرجة الاولى في العام 1997، ما اعتبر انجازاً كبيراً، وكرر هذا الانجاز مع تينيريفي في 2001 قبل ان يستغيث به فالنسيا، الذي صُدم جمهوره لهذا الخيار، معتبرين ان بنيتيز من"الوزن الخفيف"مقارنة بالاسماء الكبيرة التي قدمت طلبات لشغر الوظيفة، لكن بنيتيز كانت له الافضلية عند ادارة فالنسيا، لسبب بسيط، هو ان ما طلبه راتباً سنوياً كان متواضعاً جداً مقارنة بما طلبه الاخرون من الاسماء الكبيرة. ورغم الشكوك الكثيرة في قدرته على دفع ليفربول الى مصاف النخبة محلياً واوروبياً، الا ان الوصول الى المباراة النهائية لكأس المحترفين خسرها امام تشلسي 2-3، والى الدور النهائي من دوري الابطال يعد اشارة ايجابية مشجعة لقدراته على نشل النادي من سباته الذي طال نحو 15 عاماً. لكن العلاج الاول يجب ان يكون بمواراة"الوجه القبيح"للفريق في الدوري، والابقاء على"الوجه الجميل"الذي يظهر في مسابقات الكؤوس، وهذا يأتي باستقرار لاعبي الفريق الجدد الاسبان وابرزهم تشافي الونسو وفيرناندو مورينتيس ولويس غارسيا، والحفاظ على النجوم وعلى رأسهم ستيفن جيرارد، والعمل على ايجاد بديل للحارس المتواضع جيرزي دوديك. لكن كل المؤشرات تقول ان جيرارد سيكون لاعباً في تشلسي الموسم المقبل، والمهاجم ميلان باروش سيرحل، ليشكل مورينتيس والفرنسي جبريل سيسي القوة الضاربة في خط الهجوم. فهل كان الوصول الى المباراة النهائية لدوري الابطال"ضربة معلم"ام"ضربة حظ"؟ الجواب: الاثنان معاً.