صندوق الاستثمارات العامة يجمع أكثر من 1000 من أعضاء مجالس الإدارة وتنفيذيّ شركاته    الذهب يقفز بفعل تراجع الدولار وتهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية    وزير الخارجية يتلقى اتصالًا هاتفيًا من وزيرة خارجية النمسا    57٪ من أطفال السعودية يخفون نشاطهم الرقمي عن الأهل    كندا تعلق بعض الرسوم الجمركية المضادة على الولايات المتحدة    أمير الشرقية يستقبل رئيس وأعضاء جمعية "نور"    انطلاق فعاليات المؤتمر العالمي الأول للميتاجينوم والميكروبيوم    مبادرة طريق مكة تحظى بشرف خدمة أكثر من مليون مستفيدٍ من ضيوف الرحمن منذ إطلاقها    مجموعة فقيه للرعاية الصحية تحصل على اعتماد JCI للمؤسسات كأول مجموعة صحية خاصة في المملكة    وزارة الداخلية تدعو للإبلاغ عن كل من يقوم أو يحاول القيام بنقل مخالفي أنظمة وتعليمات الحج    أبناء علي بن محمد الجميعة يثمنون دور منتدى حائل للاستثمار 2025 م في الحراك التنموي    حرس الحدود بمنطقة مكة المكرمة ينقذ (10) مقيمين من الجنسية المصرية    حلول واقعية لمعالجة التحديات المعاصرة التربوية    تحالف استراتيجي بين "نايف الراجحي الاستثمارية" و"تي جي سي سي" لتنفيذ مشاريع رائدة في المملكة العربية السعودية    استشهاد 22 فلسطينيًا    1.89 مليون وفاة سنويًا بسبب الملح    لمسة وفاء.. الشيخ محمد بن عبدالله آل علي    وزير الحرس الوطني يرعى تخريج الدفعة السادسة من برنامج القيادة والأركان والدفعة الأولى من برنامج الدراسات العسكرية المتقدمة ويدشّن برنامج الحرب    الشؤون الإسلامية تُكمل استعداداتها في منافذ الشرقية لاستقبال الحجاج    ترقية محافظ الفرشة إلى المرتبة الثانية عشر    المملكة 2050.. حين أصبح الحلم واقعاً    ترامب يقول إنه "حزين" إزاء الإعلان عن تشخيص إصابة بايدن بالسرطان    بالميراس يوضح حقيقة ضم رونالدو في كأس العالم للأندية    وجبة مجانية تنهي حياة عصابة بأكملها    الحرب على الفلورايد تحرز تقدما    آل بابكر وخضر يحتفلون بزواج علي    إعلاميون ومثقفون يعزون أسرة السباعي في فقيدهم أسامة    الهند.. رفض شراء السجائر لرجل غريب فقتله    تصعيد في قصف معسكرات النازحين.. الجيش السوداني يسيطر على منطقة «عطرون»    143 مليون متر لمشاريع الاستثمار في حائل    محمد.. هل أنت تنام ليلاً ؟    هيئة الموسيقى توثق الإبداعات السعودية    مبادرات "عام الحرف" ترسو في مشروع سولتير بالرياض    مجلس إدارة مؤسسة «البلاد» يقر الميزانية العمومية    الأمير سعود بن مشعل يستقبل مجلس إدارة ولاعبي الأهلي    الفيفا يحدد موعد المباراة الفاصلة بين لوس أنجلوس وأمريكا.. من يحجز المقعد الأخير لمونديال الأندية؟    بعد 19 عاماً من النطحة الشهيرة.. بوفون يعترف: أنا السبب في طرد زيدان    " الموارد": تجربة" أنورت" لتعزيز تجربة ضيوف الرحمن    افتتح منتدى إدارة المشاريع..الحقيل: 133 ألف منشأة و1.6 مليون فرد بقطاع التشييد    عبدالجواد يدشن كتابه "جودة الرعاية الصحية"    صيام الماء .. تجربة مذهلة ولكن ليست للجميع    أطباء يعيدون كتابة الحمض النووي لإنقاذ رضيع    6000 حاج يتلقون الرعاية الصحية بالجوف    حفل جائزة فهد بن سلطان للتفوق العلمي والتميز.. الأربعاء    نائب أمير عسير يستقبل القنصل الجزائري    اختتام بطولة غرب المملكة للملاكمة والركل بمشاركة 197 لاعباً ولاعبة وحضور آسيوي بارز    «البيضاء».. تنوّع بيولوجي يعزّز السياحة    الشؤون الإسلامية تختتم الدورة التأصيلية الأولى في سريلانكا    تتويج الأخدود ببطولة المملكة تحت 15 عاماً "الدرجة الأولى"    قصائد فيصل بن تركي المغناة تتصدر الأكثر مشاهدة    نجوم الرياض وهوكي جدة يتوجان في بطولتي الهوكي للنساء والرجال بالمنطقة الغربية    مراقبة التنوع الأحيائي بساحل البحر الأحمر    رئيس جمعية «مرفأ» الصفحي يهنئ أمير جازان ونائبه على الثقة الملكية    مشائخ وأعيان وأهالي «الجرابية الكنانية» يهنئون أمير جازان ونائبه بالثقة الملكية    تعليم الطائف يستعرض خطة التحول في منظومة إدارات التعليم مع أكثر من 1700 مدرسة    بوتين: هدفنا من حرب أوكرانيا هو السلام    اعتدال: أكثر من 1.2 مليون رابطٍ للتحايل على آليات رصد المحتوى المتطرّف    "قمة بغداد" ترفض تهجير سكان غزة.. الجبير: رفع العقوبات عن سوريا فرصة للتعافي والتنمية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكدت مواصلة الولايات المتحدة ضغوطها من أجل الاصلاحات في الشرق الأوسط ... واستمرار الخيار العسكري ضد إيران إلى جانب الديبلوماسية . كوندوليزا رايس : على سورية أن تأخذ بخيار استراتيجي لا يبقيها عاملاً سلبياً في المنطقة
نشر في الحياة يوم 02 - 03 - 2005

اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ان"القضية لم تعد الآن بين سورية والولايات المتحدة، وانما بين سورية وشعوب المنطقة التي تطمح الى مستقبل أكثر ازدهاراً وديموقراطية".
وتطرقت رايس، في حديث الى مجموعة مصغرة من الصحافيين العرب في لندن، الى التطورات في لبنان وفلسطين. وجددت تأكيد التوافق مع الأوروبيين بشأن ايران والاصلاحات في الشرق الأوسط.
هنا نص حديثها:
كيف تقومين مسيرة الاصلاحات العربية. ذكر ان زيارتك لمصر هذا الأسبوع ألغيت، وأن لقاء لمجموعة الدول الثماني والجامعة العربية في مصر اُلغي ايضاً. كيف تنظرين الى هذا الاصلاح وما هي الاجراءات التي تفكر فيها الولايات المتحدة للضغط لدفع الاصلاح؟
- دعني ابدأ بايضاح انه كان يفترض عقد لقاء لمجموعة الدول الثماني مع جامعة الدول العربية، وعندما أُرجئ هذا الاجتماع رأيت ان من الأفضل ان أُرجئ حالياً زيارتي لمصر ايضاً على ان أعود الى المنطقة عندما تكون عندي فرصة. اعتزم القيام بذلك قريباً. واعتقد ان خطوة الرئيس مبارك في خصوص تعديل الدستور للسماح بانتخابات تعددية هي خطوة ايجابية وتسمح بالبدء في تغيير شروط العملية السياسية في مصر وتبدأ في اعطاء الناس شعوراً بأنه يمكنهم المشاركة في المنافسة السياسية، وهذا أحد أهم عناصر الطريق نحو الديموقراطية. نرحّب بذلك. وواضح انه يجب ان تكون هناك خطوات أخرى تتبع ذلك، وانني واثقة بأن الشعب المصري سيبدأ بالاستفادة من هذه الظروف المتغيّرة. ان الرئيس الأميركي يحض الاصدقاء على القيام بأقصى ما يمكنهم للبدء بترسيخ المبادئ الديموقراطية والسماح بازدهارها. دعا الرئيس في خطابه عن حال الاتحاد مصر التي قادت الطريق حقاً الى السلام، كي تقود أيضاً الطريق الى الديموقراطية في الشرق الأوسط. وآمل بأن يحصل المزيد من ذلك الاصلاح. الظروف لا تتيح لي زيارة مصر الآن بسبب معالجتنا لأمور عدة مختلفة.
وسأرى نظيري المصري هنا في لندن في شأن الموضوع الاسرائيلي - الفلسطيني واعتقد انني سأذهب الى مصر في وقت لاحق للتحدث عن هذا الموضوع. وسنعمل ايضاً على ضمان الجانب الأمني في المشكلة الاسرائيلية - الفلسطينية واتطلع الى زيارة المنطقة للقيام بهذا الأمر تحديداً. لدينا أجندة عريضة ومهمة مع مصر بما في ذلك الإصلاح، واتطلع الى مواصلة ذلك.
هل تعتقدين انه يمكن اجراء انتخابات تتمتع بصدقية في ظل قوانين الطوارئ واستمرار احتجاز السجناء السياسيين بما في ذلك النائب أيمن نور الذي طالبتم باطلاقه؟
- ليس عندنا موقف من قضية من يترشح أو لا يترشح للانتخابات في مصر. ولكن فتح النظام السياسي والسماح للآخرين بالمنافسة وبالوصول الى وسائل الإعلام، مثلاً، كي يعرف الشعب تنوعاً في المرشحين. كل هذه عناصر مهمة في تطور انفتاح العملية السياسية، ونحن نشجعها، وليس للولايات المتحدة ان تقول من يترشح او لا يترشح للانتخابات.
هل ما زلتم تتمسكون بمشروع مبادرة الشرق الأوسط الكبير؟ هل تغير اسم المبادرة؟
- لا، لا. الاسم لم يتغيّر، لا تزال مبادرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. لكن الاسم ليس مهماً. المهم ان هناك عدداً من الدول التي مرت حتى الآن بتغيير ديموقراطي، بعضها منذ زمن طويل مثل الولايات المتحدة أو حتى منذ زمن أطول مثل بريطانيا، وبعضها ما زال جديداً على العملية الديموقراطية وقد جُمعت هذه الدول من أجل محاولة تقديم دعم لبدء عملية سياسية ديموقراطية ومنفتحة في الشرق الأوسط. اساس ذلك هو اعتقاد الرئيس بوش ان ليس هناك مكان في العالم أبداً لا تشمله القيم العالمية في خصوص الحرية. لفترة طويلة افترض الغرب والولايات المتحدة حقاً انه يمكن غض النظر عن تراجع مساحة الحرية في العالم العربي والشرق الأوسط، وان الأمور ستكون على ما يرام. فعلنا ذلك على مدى ستين عاماً تقريباً، وكنا نفعل ذلك باسم الاستقرار. ولكن، بالطبع، لم نحصل لا على استقرار ولا على تغيير ديموقراطي. بدل ذلك نشأ جو سمح في خلق"القاعدة"والعقائد المتطرفة، والوسيلة الوحيدة لمحاربة هذه العقائد المتطرفة هي نشر الديموقراطية. وأود ان اشدد على ان ليس دور الولايات المتحدة وأوروبا ان تقرر طريقة نشر الديموقراطية، ولكن من حق هذه الدول ان تتحدث عن هذه المبادئ وتشجع تطور الديموقراطية في الشرق الأوسط وان تتعاطى مع أبطال الديموقراطية الذين يظهرون في الشرق الأوسط وان تساعد في منحهم صوتاً. ولكن كل تطور ديموقراطي وثورة ديموقراطية تكون لهما شخصية محلية في الدول التي تظهر فيها.
هل تعتبرين أيمن نور من أبطال الديموقراطية؟
- هناك بالطبع أشخاص عانوا بسبب مواقفهم ورفضوا ان يبقوا صامتين، وهذه هي الطريقة التي يبدأ بها تطور العملية الديموقراطية. واضح اننا كنا قلقين بسبب هذه القضية قضية أيمن نور وقلنا ذلك للحكومة المصرية.
هناك تصريحات للرئيس السوري بشار الأسد يشبه فيها السياسة الأميركية تجاه بلاده بتلك التي انتهجت ضد العراق قبل الحرب؟
- العراق كان قضية خاصة. خضنا حرباً مع العراق في 1991، وهو نظام كان استخدم اسلحة الدمار الشامل ضد شعبه وجيرانه. وصدر 17 قراراً من مجلس الأمن تدعو صدام حسين الى نزع اسلحته، لكنه تحدى مجدداً المجتمع الدولي الذي توحد كله في الاجماع على القرار 1441. العراق حالة خاصة. لكن من المهم ايضاً ان سورية تستجيب ايضاً الطلب العادل من المجتمع الدولي، فهناك القرار الدولي 1559 الذي يدعو السوريين الى سحب كل قواتهم من لبنان وان يتوقفوا عن محاولة التدخل في الانتخابات اللبنانية التي ستحصل. انه قرار مهم، ويجب ان تُقر بأن ليست الولايات المتحدة وحدها التي دعمت ذلك القرار، بل الولايات المتحدة وحلفاء الولايات المتحدة. ويجب أن يكون السوريون ايضاً متجاوبين في خصوص التساؤلات المتعلقة بالدعم الآتي من أراضيهم الى المتمردين في العراق. لنكن واضحين في شأن ما يفعل المتمردون: نعم نحن قلقون مما يقومون به ضد القوات الأميركية والحليفة، لقد قتلوا بالأمس اكثر من مئة عراقي بريء لأنهم مصممون على اعادة العراق الى الايام التي كان فيها صدام حسين يقتل ويعذّب الناس. هذا ما يريده المتمردون. هل سورية تريد ان تدعم هذا التمرد ضد الشعب العراقي؟ على السوريين ان يردوا على ذلك. وعلى سورية ان تتوقف عن دعم ارهاب من النوع الذي يحاول ان يمنع الشعب الفلسطيني من بناء مستقبل افضل في ظل حل من دولتين في الأراضي الفلسطينية يسمح بقيام اسرائيل وفلسطين جنباً الى جنب. السوريون يجب ان لا يغيّروا الموضوع هنا. الموضوع هو ما يقوم به السوريون من أجل زعزعة الشرق الأوسط وحرمان الشعب اللبناني والشعب العراقي والشعب الفلسطيني من مستقبل افضل. لا يمكنهم تغيير الموضوع والقول ان القضية هي قضية الولايات المتحدة وسورية، بل القضية هي ما تقوم به سورية في المنطقة.
لكن ما المطلوب من سورية بالضبط؟
- يعرف السوريون ما عليهم فعله. استمعنا على مدى اربع سنوات الى وعودهم في شأن ما هم مستعدون للقيام به: مستعدون لإقفال المكاتب الفلسطينية المتشددة ومنع القيام بهذا العمل الارهابي او ذاك. القضية قضية اقصى ما يمكن السوريين القيام به وليس اقل ما يمكنهم القيام به. على سورية ان تأخذ خياراً استراتيجياً. وهذا الخيار الاستراتيجي هو هل تريد ان تبقى عامل عدم استقرار وعاملاً سلبياً في شرق أوسط يتغير بشكل سريع، حيث الشعوب بدأت تؤكد حقها في حياة أكثر ازدهاراً وديموقراطية. على سورية ان تتوقف عن كونها حاجزاً أمام ذلك.
هل هناك خيار عسكري ضد سورية على غرار ما تلوحون به ضد ايران؟
- الولايات المتحدة تبقي دائماً هذا الخيار. ما قاله الرئيس هو ان طريق الديبلوماسية مع ايران أمامه وقت طويل ويمكنه ان ينجح خصوصاً اننا كنا هنا في أوروبا قبل ايام قليلة والرئيس اجرى نقاشات جيدة جداً مع نظرائه الأوروبيين واقترح ان تكون هناك جبهة واحدة مصممة على ان ايران يجب ان لا يكون عندها سلاح نووي، ونحن داعمون لما يحاول الأوروبيون القيام به من أجل حمل ايران على الالتزام بالتعهدات الدولية.
أما بالنسبة الى سورية، فقد كانت هناك مطالب من المجتمع الدولي لسورية عليها ان تلتزمها. وأود ان اشدد مرة أخرى على ان القضية ليست بين الولايات المتحدة وسورية، انها مسألة أمام المجتمع الدولي الذي يدعو السوريين الى افساح الطريق أمام الناس الذين يريدون حياة افضل. يجب ان تعرف ان الحكومة العراقية قالت ان سورية تدعم المتمردين، وان الناس في شوارع لبنان قلقون من تدخلات سورية ومن كذا وكذا. اذن هذه مسألة ليست بين الولايات المتحدة وسورية، بل هي سورية ضد شعوب في الشرق الأوسط تريد حياة افضل.
هل خيار تغيير النظام في سورية أحد خياراتكم؟
- سورية تأتي ضمن سياساتنا باعتبارها عقبة امام التغيير في الشرق الأوسط، وهي تدريجياً تُطرد من موقعها كعقبة أمام هذا التغيير في الشرق الأوسط. النظام السوري خارج صورة ما يحصل في سائر المنطقة. كنا نقول ان هناك بعض احتمالات الانفتاح في مصر، وبعض التغييرات المتواضعة في السعودية. الأنظمة يجب ان تتغير وفق شرق أوسط يتغير في شكل سريع.
بالنسبة الى ايران، الى اي مدى انتم مستعدون للذهاب في منع الايرانيين من امتلاك سلاح نووي؟
- الشرط الأساسي هو ان يكون المجتمع الدولي موحداً في شأن مطالبه من ايران. وفي هذا المجال اعتقد ان هناك وحدة هدف ووحدة رسالة: الايرانيون يجب ان لا يستغلوا غطاء البرنامج النووي المدني لبناء سلاح نووي. الأوروبيون يشاركون في مفاوضات مع الايرانيين تسمح لهم بأن يُظهروا للمجتمع الدولي انهم يلتزمون تعهداتهم في مجال النشاط النووي. لكن الولايات المتحدة لم تخف حقيقة انها تعتقد ان المجتمع الدولي لديه احتمال ان يأخذ ايران الى مجلس الأمن. هذا احتمال يمكن اللجوء اليه.
تأخذون حالياً بطريقة التعامل الأوروبية مع ايران؟
- اجرينا اتصالات مع الأوروبيين في شأن سياستهم ازاء ايران والجهود التي يقومون بها. اننا على اتصال وثيق معهم. الرئيس بوش اجرى نقاشات معمقة مع القادة الأوروبيين وسأواصل هذه النقاشات مع زملائي خلال وجودي هنا. لكننا قلنا منذ البداية انه اذا استطاع الأوروبيون اقناع الايرانيين بأن يوقفوا بطريقة يمكن التحقق بها من عملية تخصيب اليورانيوم وان نتأكد من انهم لا يحاولون بناء سلاح نووي تحت غطاء الطاقة النووية السلمية، فسنكون مؤيدين لذلك.
في التقرير الأخير للخارجية الأميركية انتقادات كثيرة للدول العربية، اذاً فأنتم غير راضين عن مسيرة الاصلاح؟
- نحن نتكلم عن وضع بدأ قبل اقل من سنتين، ونرى تغييراً سريعاً جداً في المنطقة. انه يُظهر ما يمكن ان يحصل. الرئيس بوش وآخرون يقولون انه لا يمكنهم قبول حرمان الآخرين من الحرية. حصلت انتخابات في افغانستان وفي العراق وفي الاراضي الفلسطينية وستحصل انتخابات في لبنان وهناك خطوات من الرئيس المصري في مجال الانتخابات الرئاسية المقبلة. وفي هذا الإطار، صحيح ان الانتخابات البلدية السعودية متواضعة، إلا أنها على الأقل خطوة. الهدف هو ان نشجع هذه الخطوات كي تتطور وتكبر مع مرور الوقت. لا يمكن ان تسير الأمور بالسرعة ذاتها في كل مكان. هناك اختلاف في الظروف والتقاليد. ولكن عندما قال الرئيس اننا نتوقع الكثير من اصدقائنا فقد كان يعني جميع اصدقائنا وليس بعضهم فقط. وهذه النقاشات يمكن ان نجريها مع الحكومات التي نملك معها علاقات قديمة تاريخياً وعلاقات جيدة. لذلك اقول ان السعوديين يقومون بأعمال في اطار مكافحة الارهاب لم يكونوا يقومون بها من قبل، مثل مكافحتهم لدور"القاعدة"في داخل المملكة.
ليس من الواقعي ان نلجأ الى عقوبات فهذه ليست دائماً الخيار الأفضل لتشجيع الاتجاهات الايجابية، اذ لدينا عقوبات ضد الاتجاهات السلبية، فالأمر مختلف هنا.
ولكن عندما ترى ان الحكومات بدأت تتيقن بأن هناك حاجة الى التغيير، عندئذ تجد ان عليك البدء بالبحث عن طرق لتشجيعها، وسنبحث عن طرق لذلك. واذا عدنا الى مشروع الشرق الأوسط الكبير، ومنتدى المستقبل، فإنني آمل بأنه اكتسب طاقة جديدة لأن بعض المجتمعات في تلك المنطقة ستقود تلك التغييرات، وليس الولايات المتحدة او المملكة المتحدة أو فرنسا بل المجتمعات المدنية في تلك الدول. منتدى المستقبل يعطي مجموعات المجتمع المدني في تلك الدول فرصة التواصل مع المجتمع المدني في خارج تلك الدول. لذلك اعتقد انه سيحصل دفع أكبر لعمل منتدى المستقبل. لكن ذلك لا يأتي كله مما تريد الحكومات القيام به، بل سيكون للمجتمع المدني دور مهم.
الى أي مدى ستذهبون في دعم تحرك المعارضة في لبنان؟
- التطورات الداخلية في لبنان أمر يعود الى اللبنانيين. الولايات المتحدة لا تختار حكومة اللبنانيين بل هذا أمر يعود الى اللبنانيين أنفسهم. ما سنحاول نحن والفرنسيون وآخرون القيام به هو خلق أجواء تسمح لهم اللبنانيين باتخاذ تلك الخيارات، من خلال ممارسة ضغط على سورية لسحب قواتها ووقف ضغوطها على الحكومة اللبنانية للتصرف بطريقة معينة. وعندما أتحدث عن القوات السورية أقصد أيضاً أجهزة الأمن السورية. بهذه الطريقة نساعد اللبنانيين. واضح انه يمكن ايضاً المساعدة من خلال مراقبة الانتخابات ومحاولة خلق ظروف يمكن من خلالها اجراء انتخابات حرة وعادلة. امور كثيرة يمكن ان يقوم بها المجتمع الدولي، لكن لا يمكنه ان يختار حكومات بل هو يساعد في ايجاد الظروف التي يمكن ان تكون فيها عملية اختيار الحكومات حرة.
إذا لم يكن خياركم تغيير النظام في سورية، فما الذي يمنع اتباع سياسة متوازنة كأن تدعموا مثلاً استئناف المفاوضات بين سورية واسرائيل؟
- على السوريين ان يتوقفوا عن ايجاد الأعذار والتوقف عن وضع الشروط ازاء ما يحاول المجتمع الدولي القيام به. اريد ان اكرر ان ما يحصل هو ان سورية بوصفها عقبة هي التي اختارت ان تكون حاجزاً أمام التغيير في الشرق الأوسط، هذا التغيير الذي بات مطلباً لشعوب الشرق الأوسط. هذا يعني انه عندما تدعم سورية الارهاب الذي يُضعف"أبو مازن"والسلطة الفلسطينية في وقت تحاول فيه ايجاد حكومة جيدة تتفاوض على السلام مع الاسرائيليين. السوريون لا يضعفون بذلك اسرائيل بل الفلسطينيون ايضاً. السوريون لديهم قوات أمنية وعسكرية في لبنان، ونرى اليوم في الشوارع معارضة لبنانية لوجودهم، فالمعارضة تقول ان سورية هي المشكلة. السوريون يسمحون باستخدام اراضيهم من قبل المتمردين العراقيين. انه الشعب العراقي الذي تُضعفه سورية. لقد حان الوقت لأن نقول انها مشكلة العالم مع سورية. الضغوط على سورية تأتي لأنها تنتهج سياسات مخرّبة للشرق الأوسط الذي بدأ أخيراً يحقق تقدماً.
كيف قوّمتم نتائج الانتخابات العراقية والخريطة السياسية التي نتجت عنها؟
- الديموقراطية معقدة دائماً. الانتخابات أعطت اشارة واضحة جداً من الشعب العراقي بأنه يرى مستقبله في عملية ديموقراطية سياسية ويريد السير في العملية السياسية على رغم المخاطر وتهديدات المتمردين له. العراقيون يحاولون الآن انشاء حكومة انتقالية توازن مصالح كل الاطراف المختلفة في العراق وتكون ممثلة وتحترم كل الاطراف العراقية. يجب ان نتذكر في هذا الاطار الزمني ان كثيراً من تلك الانقسامات استغلها صدام حسين. عندما تنظر الى الاضطهاد الذي عانى منه الشيعة وهم 60 في المئة من السكان الذين قمعوا في شدة، فإن المثير للاهتمام ان الشيعة عندما مُنحوا الفرصة قالوا: لا، العراق هو لكل سكانه. انهم لا يتحدثون الآن عن محاولتهم لقمع الآخرين. وانما عن عراق للجميع. انها عملية واعدة، لكنها معقدة وصعبة. وعلينا ان نعترف ونتوقع بأن العملية ستشهد صعوداً وهبوطاً كل يوم. السياسة فيها صعود وهبوط، أؤكد ذلك. هناك أمور لا يمكن ان تُحل. قد يحصل ان ينسحب شخص ما عند اتخاذ قرار ما. هذه هي السياسة عادة. انه لمثير ان نرى سياسة عادية تحصل في العراق بعد عقود من قمع صدام حسين، وهذه شهادة لمصلحة العراقيين بأنهم قادرون على التعامل مع بعضهم بعضاً بهذه الطريقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.