افتتحت السلطة الفلسطينية رسميا امس معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر والذي سيسمح لسكان غزة بالسفر الى الخارج بحرية للمرة الاولى منذ ان احتلت اسرائيل هذا القطاع عام 1967. وقال الرئيس محمود عباس في مراسم الافتتاح"انه حلم ان نرى انفسنا الان امام معبر رفح نحتفل بافتتاحه حرا بيننا وبين اشقائنا في مصر". واضاف:"نطالب المجتمع الدولي... ان يبقى داعما لعملية السلام حتى تستمر وتنطلق لان الجمود سيؤدي الى انفجار". واكد ان"يدنا ممدودة الى السلام المبني على الشرعية الدولية وخريطة الطريق ورؤية بوش باقامة دولتين"، مطالبا"بدولة فلسطينية متواصلة قابلة للحياة"، ومؤكدا:"لا نقبل بأقل من ذلك". وقال:"نحن ممتنون لكل من وضع لبنة معنا كي نتقدم خطوة الى امام من اجل ان نحقق حلما مهما كان بسيطا حتى نصل الى دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، عندها يهدأ بالُنا وارواح شهدائنا وننعم بالحرية والاستقرار". وقال في ختام خطابه:"كل من يحمل في جيبه جواز سفره، فليتفضل في عبور المعبر بالشكل الذي يريد ومتى يريد". وستنهي اعادة فتح المعبر عزلة 1.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة الذي انسحبت منه اسرائيل نهائيا في 12 ايلول سبتمبر بعد احتلاله 38 عاما. وتشكل مصر نقطة عبور اجبارية لفلسطينيي قطاع غزة الذين يريدون التوجه الى الخارج لان اسرائيل تمنعهم من عبور اراضيها الا في حالات استثنائية. وقام مراقبون من الاتحاد الاوروبي بجولة في المعبر للتحضير للسماح لاول مسافرين بالعبور اليوم السبت، علما ان مراقبين اوروبيين سيشرفون على الحركة في المعبر في اطار اتفاق تم التوصل اليه بوساطة اميركية بعد انسحاب اسرائيل من غزة. وستحتفظ اسرائيل بسبب مخاوف امنية بالاشراف على حركة المرور من خلال وصلة فيديو اقيمت في اطار الاتفاق. ويمثل الانتشار في رفح أول دور مراقبة للاتحاد الاوروبي في الاراضي الفلسطينية. وصرح مبعوث الاتحاد الاوروبي للشرق الاوسط مارك اوتي:"اعتقد انه يوم بالغ الاهمية. الفلسطينيون سيديرون حدودهم. وهذه مهمة كبيرة. اعتقد ان هناك ارادة للمحاولة". وسيسمح للمسافرين الراغبين في السفر الى مصر بالمرور خلال المعبر لمدة اربع ساعات يوميا حتى يصل مفتشو الاتحاد الاوروبي البالغ عددهم 70 ربما بحلول منتصف الشهر المقبل. والى ان يحدث ذلك، سيتمكن نحو 500 مسافر فقط من استخدام المعبر يوميا. واثناء سنوات الاحتلال الاسرائيلي، كان يصطف المسافرون ساعات طويلة فيما يقوم افراد الامن الاسرائيليون بتفتيش حاجاتهم واستجوابهم. وكان المعبر اثناء الانتفاضة يغلق لاشهر بسبب التوتر في رفح التي كانت من اكثر النقاط اشتعالا. الزهار يشارك... بتحفظ وحضر القيادي في"حركة المقاومة الاسلامية"حماس محمود الزهار مراسم الافتتاح وان كان قال انه لديه تحفظات في شأن اتفاقية رفح. وتخوض"حماس"للمرة الاولى الانتخابات التشريعية الفلسطينية المقرر ان تجري مطلع العام المقبل. وقالت الفلسطينية فتحية النجار 50 عاما التي حضرت مراسم افتتاح المعبر ان الفلسطينيين عانوا بما فيه الكفاية، وكفى ما تعرضوا له من اذلال نتيجة للسيطرة الاسرائيلية على المعبر.