علمت"الحياة"ان وزارة الخارجية البريطانية تدرس إمكان توجيه دعوة الى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي لحضور قمة برشلونة اليورو-متوسطية في 27 و28 تشرين الثاني نوفمبر الجاري. وتُعقد هذه القمة وهي الأولى على مستوى زعماء الدول والحكومات، في ذكرى مرور عشر سنوات على انطلاق"الشراكة الأوروبية - المتوسطية"في مؤتمر برشلونة عام 1995. وتضم الشراكة 38 عضواً: 25 دولة من الاتحاد الأوروبي، ثلاث دول مرشحة لعضوية الاتحاد رومانيا، بلغاريا وكرواتيا، وعشر دول متوسطية هي الجزائر، مصر، اسرائيل، الأردن، لبنان، المغرب، السلطة الفلسطينية، تونس، سورية وتركيا. وعلى رغم ان ليبيا ليست عضواً في"عملية برشلونة"، إلا انها تتمتع بصفة مراقب دائم الى جانب موريتانيا والجامعة العربية. وقالت مصادر موثوق بها ان الليبيين يرغبون في ان توجه بريطانيا التي ترأس الاتحاد الأوروبي حالياً، دعوة الى العقيد القذافي للحضور شخصياً، وهو أمر من شأنه ان يكرّس تحسن العلاقات بين ليبيا وأوروبا بعد سنوات من العزلة بسبب قضايا مرتبطة بدعم عمليات ارهابية، بينها تفجير ملهى"لا بيل"في برلين الغربية عام 1986، وتفجير طائرة"بان ام"الأميركية فوق لوكربي عام 1988، وتفجير طائرة"يوتا"الفرنسية فوق النيجر عام 1989. وسوّت ليبيا كل هذه الملفات في السنوات القليلة الماضية. وأوضحت المصادر ذاتها ان الخارجية البريطانية ما زالت في طور درس توجيه الدعوة الى القذافي، لكن لم يصدر قرار بعد في شأن ذلك. ويُتوقع ان يتضح هذا الأمر قريباً جداً، مع توجيه الدعوات الى الدول المشاركة في القمة. وإذا ما حضر القذافي، فإن لقاءه رئيس الحكومة البريطانية توني بلير سيكون تحصيل حاصل بلا شك. وسيكون اللقاء الثاني بينهما بعد زيارة بلير لليبيا في آذار مارس 2004، غداة إعلان طرابلس التخلي عن برامجها لتطوير اسلحة دمار شامل. وكان ايجاد تسوية لقضية الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني المدانين في ليبيا بتهمة نشر الفيروس المسبب للإيدز بين أطفال في مستشفى بنغازي في التسعينات، سيساهم بلا شك في دعم التوجه الى دعوة الزعيم الليبي. ولم ينجح اجتماع عُقد في لندن قبل ايام في تحقيق اختراق يسمح بإيجاد تسوية"انسانية"لقضية الممرضات والطبيب المحكومين بالإعدام وأيضاً لقرابة 400 طفل وأم ليبيين مصابين بمرض الإيدز ويحتاجون الى رعاية طبية طويلة الأمد. وأرجأت المحكمة العليا الليبية هذا الأسبوع اصدار قرار في شأن استئناف قدّمه الفلسطيني والبلغاريات لإلغاء حكم الإعدام ضدهم.