غادر المستشار الألماني غيرهارد شرودر برلين مساء أمس الى طرابلس الغرب، في اطار جولة قصيرة تشمل الجزائر وتستمر يومين. ومن المقرر ان يلتقي شرودر الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي ليلاً، على ان يتابع محادثاته معه اليوم. ويرافق شرودر وفد اقتصادي كبير يضم 25 ممثلاً عن الشركات الألمانية، اضافة الى الخبير في شؤون الشرق الأوسط الوزير السابق هانس يورغن فيشنيفسكي الذي كان صلة الوصل بينه وبين القذافي في فترة المفاوضات على دفع تعويضات لضحايا متفجرة ملهى "لابيل". وهذه أول زيارة لمستشار الماني لليبيا. وذكرت مصادر قريبة من المستشارية الألمانية ان شرودر يريد، خلال محادثاته مع القذافي والمسؤولين الليبيين، "توجيه نظره نحو المستقبل وعدم التطلع كثيراً الى التوترات التي كانت تشوب العلاقات الثنائية". وسيؤكد المستشار في الجزائر "دعم حكومته النهج الاصلاحي الذي يسير عليه الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة". وقالت المصادر ان التركيز "موجه حالياً نحو دعم التطورات الايجابية الحاصلة في ليبيا وجعلها حسب المستطاع غير قابلة للانتكاس". مشيراً الى ان للشركات الألمانية "اهتمامات اقتصادية كبيرة" في ليبيا. وسيبحث المستشار الألماني مع العقيد القذافي في "كيفية ربط علاقات ليبيا بصورة أقوى مع الاتحاد الأوروبي والدول المغاربية الأخرى"، اضافة الى كيفية توسيع العلاقات الاقتصادية مع أوروبا على قاعدة "مؤتمر برشلونة" للعام 1995 مع دول الحوض الجنوبي للبحر المتوسط، والتي لا تزال ليبيا عضواً مراقباً فقط فيه. ولم تستبعد مصادر المستشارية ان يتطرق شرودر مع القذافي الى موضوع المهاجرين الأفارقة الى أوروبا والوسائل التي يمكن اعتمادها لمواجهتها. وكانت برلين اقترحت انشاء معسكرات في شمال افريقيا لمنع الهجرة. وذكرت ايضاً ان المستشار سيبحث مع القذافي مصير الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني المعتقلين منذ خمس سنوات، والمحكومين بالاعدام بتهمة حقن نحو 400 طفل في بنغازي بدم ملوث بمرض الايدز.