وسط تصاعد المخاوف الدولية من إمكان حصول تضخم مالي عالمي في ظل استمرار ارتفاع أسعار النفط، أشارت البيانات الرسمية الأميركية الى ان أسعار الاستهلاك المحلية قفزت 1.2 في المئة في أيلول سبتمبر الماضي، في أكبر زيادة تسجل خلال ال25 سنة الماضية منذ آذار /مارس 1980، بعد الاعصارين"كاترينا"و"ريتا"اللذين ألحقا أضراراً كبيرة في المنشآت النفطية والمصافي الأميركية وأديا إلى ارتفاع أسعار النفط عالمياً، كما طاول أثرهما الإنتاج الصناعي وثقة المستهلكين. وذكر تقرير وزارة العمل الأميركية ان الارتفاع الكبير في أسعار النفط دفع الأسعار العامة إلى الارتفاع 4.7 في المئة خلال سنة واحدة حتى أيلول سبتمبر الماضي، في أكبر قفزة لها منذ 1991. لكنه أشار الى انه باستثناء أسعار الغذاء والطاقة، كان ارتفاع الأسعار طفيفاً نحو 0.1 في المئة للشهر الخامس على التوالي، مما يشير بحسب الوزارة إلى"إمكانية تلافي التضخم المالي العام". وعلّق كبير المحللين الاقتصاديين في"بنك طوكيو ميتسوبيشي"في نيو يورك، كريس روبكي قائلاً ان"ارتفاع أسعار الطاقة لم يشكل عائقاً أمام الاقتصاد الأميركي"، معتبراً ان"التضخم المالي ما زال تحت السيطرة". وأشار تقرير حكومي مستقل الى ان مبيعات التجزئة الأميركية ارتفعت بنسبة أقل من المتوقع لها 0.2 في المئة في أيلول الماضي بسبب تراجع مبيعات السيارات. وأضاف انه باستثناء مبيعات السيارات، تكون مبيعات التجزئة ارتفعت عموماً نحو 1.1 في المئة. لكن ينسب أيضاً جزء من هذا الارتفاع في مبيعات التجزئة إلى ارتفاع أسعار الوقود، بعد ان ارتفعت مبيعات محطات الوقود 4 في المئة في الشهر نفسه. من جهة أخرى، أكد تقرير صادر عن مجلس الاحتياط الفدرالي المصرف المركزي الأميركي ان الإعصارين ألحقا أضراراً لم تقتصر فقط على صناعة الطاقة. وأشار الى ان الإنتاج الصناعي تراجع 1.3 في المئة في أيلول، في أكبر تراجع له منذ كانون الثاني يناير 1982. وأوضح ان الدمار الذي خلفه الاعصاران اقتطع نحو 1.7 نقطة مئوية من الإنتاج الصناعي، في حين ساهم إضراب عمالي في شركة"بوينغ"في اقتطاع 0.5 نقطة مئوية إضافية. وزاد الوضع سوءاً تراجع ثقة المستهلكين الأميركيين، إذ تراجع مؤشر"جامعة ميشيغان التمهيدي لثقة المستهلكين"بشكل غير متوقع في بداية الشهر الجاري إلى أدنى مستوى خلال 13 سنة. كما أظهر الاستطلاع الذي أجرته الجامعة في الشهر الجاري ان المستهلكين يتوقعون ارتفاع أسعار التضخم في السنة الجارية إلى 4.6 في المئة، من توقعات بلغت 4.3 في المئة في الشهر الماضي. لكن توقعاتهم للتضخم المالي الطويل الأجل بقيت مستقرة. كما أظهر تقرير أسعار المستهلكين ان أسعار الطاقة قفزت 12 في المئة في أيلول، مسجلة أعلى قفزة منذ 1957. وكانت قد سجلت مستوى قياسياً في الأسبوع الذي خلف الإعصار"كاترينا"مرتفعة 17.9 في المئة، في حين ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي والفيول 12 في المئة. ===