أشار مسؤول في"المصرف الصناعي العراقي"، الذي يمتلك استثمارات واسعة في اكثر من 26 شركة في القطاع الصناعي المختلط، الى ان تضخم العمالة في تلك الشركات يعد واحدة من اهم المشاكل التي يواجهها القطاع حالياً مع تردي انتاجيته، بعدما كان مشهوداً له بالحيوية قبل الحرب. وقال المدير في المصرف محمد يعقوب:"اصبح تضخم العمالة في هذه الشركات عقبة تواجه العملية الانتاجية في ظل عدم قدرة الادارات على معالجة ما ينجم عن هذه العقبة من مشاكل، وفي مقدمها المطالبة المستمرة للعمال بالحصول على عائدات مالية على شكل رواتب اضافية، ما أثقل كاهل الشركات وجعلها غير قادرة على الموازنة بين الارباح المتحققة وبين مستلزمات الانتاج". ولمح الى ان شركة"الصناعات الغذائية"تعاني تضخماً كبيراً في العمالة، حالها حال شركات أخرى كشركة"الصناعات الخفيفة"وشركة"بغداد للمشروبات الغازية"، التي تنتج"بيبسي"و"سفن أب". وأضاف:"عدد العمال الفعليين العاملين في شركة الصناعات الغذائية لا يتجاوز 150 عاملاً فيما تشير السجلات الى وجود اكثر من 450 عاملاً يتقاضون رواتب شهرية". وأشار الى ان شركة"بغداد للمشروبات الغازية"، التي تعد من اكبر الشركات الصناعية المختلطة في البلاد، تعاني من"مشاكل تتعلق بطلبات العمال المستمرة لمنحهم رواتب اضافية تزيد على 600 مليون دينار شهرياً، وبشكل متكرر، وهو ما شكل عبئاً مالياً لا تقوى الشركة على الاستمرار في عملها في ظله، خصوصاً وان مجلس ادارتها قرر زيادة رأس مال الشركة إلى 60 بليون دينار، الامر الذي قد يجعلها عاجزة عن تحقيق اية نتائج متوقعة". وأوضح ان الدولة"كانت تمنح الشركات الصناعية، قبل سقوط النظام، قروضاً باحتساب الدولار الواحد ب 750 ديناراً، بدلاً من الفي دينار، وذلك في اطار الدعم لهذا القطاع وللنهوض به في اداء واجباته ولتجاوز معوقات التضخم، الذي كان يسود الحياة الاقتصادية، وكانت الشركات تستثمر هذا الدعم لتطوير خطوط انتاجها وشراء المعدات اللازمة لاستمرارها في العمل، الا ان هذا الدعم توقف حالياً، وحل مكانه تفاقم المشاكل التي يعاني منها هذا القطاع المهم". "المتحد للاستثمار" يبدأ"المصرف المتحد للاستثمار"في العراق، في غضون الايام القليلة المقبلة، صرف سندات اسهم جديدة لمساهميه تتضمن منحهم أسهماً مجانية بنسبة 150 في المئة، في اطار اتفاق شراكة ابرمه المصرف مع مؤسسة مالية قابضة كويتية ستصبح شريكاً في المصرف بنسبة 50 في المئة، ليبلغ رأس ماله 50 بليون دينار عراقي 35 مليون دولار. وقال المدير المفوض للمصرف قيس السويدي ل"الحياة":"عقد المصرف اجتماعاً موسعاً لحاملي الأسهم فيه الخميس الماضي وأقروا الاتفاق، الذي يعد خطوة مهمة في مسيرة المصرف نحو بلوغ المستوى الذي يساعده على تحقيق اهدافه للمرحلة المقبلة". واضاف ان المؤسسة الكويتية تضم مساهمين رئيسين، من بينهم"البنك الاهلي"و"البنك التجاري"الكويتيين، بالاضافة الى مصارف خليجية اخرى، الامر الذي يمنح الاتفاق مع"المتحد للاستثمار"قوة دفع كبيرة تعزز امكاناته وسعيه نحو تنفيذ خططه الاستثمارية على النحو الذي يخدم اهدافه المصرفية. ولفت الى ان زيادة رأس مال المصرف الى 50 بليون دينار،"هي جزء من طموح مجلس الادارة الذي وضع خطة شاملة للنهوض باعباء المرحلة، التي تزداد الحاجة فيها الى امكانات مالية تعزز فرص الاستثمار المتنامية لدى المصرف".