رصدت الاقمار الاصطناعية سحابة غريبة تشبه الفطر في الاجواء شمال كوريا الشمالية، كما سجلت الارصاد هزة ارضية بلغت قوتها سبع درجات على مقياس "ريختر" المفتوح ليل الاربعاء الخميس، ما اوحى بأن بيونغيانغ قامت بتجربة نووية. وعلى رغم هذين المؤشرين، استبعدت واشنطنوسيول رسمياً، فكرة التفجير النووي، باعتبار ان الظاهرتين رصدتا في مكان قريب من الحدود مع الصين. وقال وزير الخارجية الاميركي كولن باول امس، ان كوريا الشمالية "لم تقم بتجربة" نووية بحسب "المعلومات التي بحوزتنا". واضاف في حديث الى شبكة "سي أن أن" ان "من غير الممكن حالياً تحديد ما اذا كانت كوريا الشمالية مستعدة للقيام بتجربة نووية". وجاء ذلك على رغم ان صحيفة "نيويورك تايمز" قالت امس، إن ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش تلقت "تقارير استخباراتية اخيراً" في شأن مؤشرات يعتقد بعض الخبراء أنها تدل على تحضيرات كورية شمالية لاجراء أول تفجير نووي. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار تسنى لهم الاطلاع على المعلومات الاستخباراتية ان التقارير التي ارسلت الى بوش وكبار مستشاريه تصف سلسلة من الاعمال المثيرة للجدل قامت بها كوريا الشمالية. وقال عالم كبير يعنى بتقويم المعلومات النووية الاستخباراتية ان الادلة ليست دامغة غير أنها مثيرة لقلق محتمل. كذلك استبعدت سيول قيام كوريا الشمالية بتجربة نووية. ونقل ناطق باسم الحكومة الكورية الجنوبية عن وزير إعادة التوحيد شينغ دونغ يونغ قوله ان "الحادث ليست له علاقة على ما يبدو بأي اختبار نووي". ولم تتضح أسباب أو طبيعة الانفجار الذي تزامن مع يوم عطلة عامة في الشطر الشمالي لمناسبة ذكرى تأسيس جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية في التاسع من أيلول سبتمبر 1948. ونسبت وكالة انباء "يونهاب" الكورية الجنوبية إلى ديبلوماسيين في سيول قولهم إن الانفجار تسبب في سحابة كبيرة من الغبار يبلغ قطرها 3.5 كيلومتر على الاقل. وتوجد مستودعات لتخزين الصواريخ في تلك المنطقة الجبلية. وقال خبراء في الحد من التسلح ان المنطقة تضم قواعد صواريخ وربما مصنع تخصيب يورانيوم. وأفادت مصادر رسمية في سيول ان السلطات في الشطر الجنوبي تشك في ان بيونغيانغ اجرت تجربة نووية "في مكان قريب جداً من الحدود مع الصين"، مشيرة الى حاجة لاجراء مزيد من التحليلات لتحديد طبيعة الانفجار. وقال احد المسؤولين الكوريين الجنوبيين: "كان الجو ضبابياً بصفة عامة في ذلك الوقت ولكن ظهرت سحابة غريبة تختلف عن غيرها. ولا يمكننا ان نؤكد ان لها سمات السحب التي تظهر بعد التفجيرات النووية". ووقع الانفجار في مقاطعة كيمهيونغيك في اقليم يانغانغ شمال شرقي البلاد قرب الحدود مع الصين. ورأت مصادر ديبلوماسية انه في حال تأكد وقوع التجربة النووية فانها "تعني تصرفاً متهوراً يؤدي الى عزلة تامة لكوريا الشمالية حتى من جانب الصين". ويذكر ان الصين آخر حليف مهم لكوريا الشمالية وتحاول المضي قدماً في المحادثات النووية الرامية لانهاء طموحات بيونغيانغ النووية. وذكرت "نيويورك تايمز" أن المسؤولين أعلنوا أنه اذا كانت كوريا الشمالية أقدمت على اجراء تجربة، فربما تكون أجرتها بقنبلة بلوتونيوم صنعتها من ثمانية آلاف قضيب نووي من الوقود المستنفد الذي قامت بتخصيبه في الاشهر القليلة الماضية، وأعيدت معالجتها لتتحول الى وقود نووي.