أغارت الطائرات الاميركية على الفلوجة لليوم الرابع على التوالي، وأسفر القصف عن مقتل عراقي واصابة اثنين على الاقل بينما قتل آخران في اشتباكات بين الحرس الوطني وأنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذين خرجوا بتظاهرة في بغداد تأييداً لزعيمهم اثر انتهاء صلاة الجمعة واحياء ذكرى الإمام موسى الكاظم، وواصلت القوات الاميركية امس تطويق مدينة تلعفر. في غضون ذلك هدد خاطفو اربعة عناصر من الشرطة في النجف بقتلهم اذا لم تتوقف القوات العراقية والاميركية عن ملاحقة عناصر "جيش المهدي". ذكر عامل تنظيفات عراقي ان زميلاً له قتل امس بصاروخ اطلقته طائرة اميركية على الفلوجة. وقال محمد جبار الذي كان على بعد 20 متراً عن شاحنة جمع القمامة ان "طائرة اطلقت صاروخاً على حي الشهداء مما ادى الى مقتل سائق شاحنة لجمع القمامة يدعى عمرو ابراهيم خلف" وجرح اثنان. وقتل عراقيان واصيب خمسة آخرون في اشتباكات بين انصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر وعناصر من قوات الحرس الوطني في بغداد امس. وأفاد شهود ان المئات من انصار الصدر كانوا عائدين من ضريح الإمام موسى الكاظم اشتبكوا مع عناصر الحرس الوطني في منطقة الاعظمية. وقال علي حسين ان "انصار الصدر استفزوا عناصر الحرس الذين كانوا متمركزين على جانبي الجسر في منطقة الاعظمية ما ادى الى حصول تلك الاشتباكات التي استخدم فيها الحرس الاسلحة". واكد الطبيب أنس جعفر من مستشفى النعمان ان "المستشفى استقبل جثتي قتيلين وسبعة جرحى جميعهم من الرجال". واوضح ان "القتيلين أصيبا بعيارات نارية". وكان عشرات الآلاف من الشيعة احتفلوا امس الجمعة بذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم. ونقلت قناة "الجزيرة" عن جماعة عراقية تهديدها بقتل اربعة من افراد الشرطة احتجزتهم في النجف ما لم تتوقف الشرطة عن تعقب المقاتلين وممارسة ضغوط على الصدر. واضافت "الجزيرة" عارضة لقطات فيديو لافراد الشرطة ان "الجماعة تتهم الشرطة بملاحقة المجاهدين ومضايقة مقتدى الصدر". وواصل الجيش الاميركي امس تطويق مدينة تلعفر في شمال العراق حيث اوقعت عمليات القصف التي شنها الخميس 45 قتيلاً واكثر من ثمانين جريحاً. وحلقت طائرات على علو مرتفع فوق المدينة في مهمات استطلاعية لكن لم تسجل اي عملية قصف لكنها مطوّقة بحاجز اول للحرس الوطني العراقي يليه حاجز ثان للجيش الاميركي. ولا يمكن سوى لسيارات الاسعاف دخولها او الخروج منها بعد خضوعها للتفتيش. وانتشر عناصر الشرطة العراقية في الشوارع حيث لم يلاحظ اي وجود للمسلحين. واكدت القوات المتعددة الجنسية في بيان انها تواصل بالتعاون مع قوات الامن العراقية "العمل لاحلال الامن والقضاء على النشاطات الارهابية التي دفعت مئات الاشخاص الى الفرار من بيوتهم"، مشددة على انها "ضمنت امن الطريق حول تلعفر". وتابع البيان ان "قوات الامن العراقية اقامت نقاط مراقبة عند مداخل المدينة وتساعد الهلال الاحمر في ايواء النازحين". وكانت اشتباكات وقعت الخميس بين الجنود الاميركيين وعناصر مسلحة في حي حسن كوي وحي سراي وسط المدينة، وغادرها بعض الاهالي خصوصاً من النساء والاطفال. ويفترض ان يقيم الهلال الاحمر مخيماً لإيواء هذه العائلات، كما صرح نائب المحافظ ابراهيم عرفات. وتحدثت مصادر طبية في مستشفى المدينة بعد 13 ساعة من القصف عن "تسلّم 45 جثة ... واستقبال اكثر من ثمانين جريحاً". واوضح قائد شرطة المدينة احمد محمد ان "13 شرطياً قتلوا او جرحوا" ونقلوا الى مستشفيات الموصل التي تبعد 80 كيلومتراً. وبين الجرحى قائمقام المدينة محمد امين الذي نقل الى مستشفى الموصل لكن حياته ليست في خطر.