دعا رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري الى "الوحدة وترتيب اولوياتنا انطلاقاً من مواجهة التحديات والتهديدات، والى توحيد الطاقات والمبادرات على مساحة الشرق الاوسط الكبير المستهدف بحرب السيطرة". وكان بري يتحدث خلال حفل تدشين الآبار الارتوازية في بلدة يانوح الجنوبية في اختتام يوم جنوبي دشن خلاله مشاريع تربوية وانمائية. ونوّه بدور مجلس الجنوب وجعله "ان قبلوا او لم يقبلوا انموذجاً للعمل الحكومي"، معتبراً "ان المجلس يعيد ضخ الاموال الى خزينة الدولة اذا احسنت الوزارات المختصة ادارتها، علماً ان احداً لم يتسلم من المجلس ادارة مشروع باتوليه المائي مثلاً"، سائلاً عن مدى التزام الحكومة بخطط التنمية المستدامة. ولفت بري في كلمته الى انقضاء 50 شهراً على تحرير الجنوب وسأل: "من المسؤول عن عدم اعطاء اشارات التنفيذ لمشاريع لها علاقة بالمياه في قرى حدودية؟". وقال: "ليعلم الجميع، طالما ان مشروع الليطاني لم ينفذ وطالما هناك نقطة مياه لم يأخذ لبنان حقه فيها فاعلموا ان الجنوب ولبنان ما زالا محتلين". وأضاف: "في هذه اللحظة السياسية التي تتصاعد فيها اللهجة العدوانية والتحديات الاسرائيلية، من المسجد الاقصى الشريف الى الضفة وغزة ورفح الى الجنوب وسورية وايران، اذكر الجميع بأن وحدة الموقف اللبناني الرسمي والشعبي، والموقف العربي والاسلامي الذي اصطف خلف وحدتنا الوطنية خلال مسألة الوزاني جعلت اسرائيل تتراجع واستطاع لبنان ان يسجل انتصاره الاول دفاعاً عن حقوقه المائية، وليسمعوني جيداً، ستكون لنا مواعيد جديدة على الوزاني لأن الأممالمتحدة لم تتحرك لاعطائنا حقنا بضغط من اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية على رغم اعتراف الاخيرة بحقنا ب36 مليون متر مكعب في هذا المشروع. واليوم نحن إزاء العدو نفسه الذي لا يقيم وزناً للقرارات الدولية ولا للقانون الدولي والذي ضرب بعرض جداره الفاصل اجماع الجمعية العامة للأمم المتحدة على ادانة اجرامه العنصري والرأي القانوني القاطع لمحكمة العدل الدولية". وقال: "إزاء هذا العدو وصورة المشهد الدموي الذي يخلفه وراء عملياته العسكرية ضد الشعب الفلسطيني وعمليات الإرباك الامني الذي يستهدف لبنان عبر عمليات الاغتيال والذي يستهدف العالمين العربي والاسلامي وفي الطليعة سورية والعراقوايران فانني ادعو الى قراءة دقيقة ومتأنية للأحداث على خلفية التهديدات والمصالح والتي ستوضح ان الاصابع الاسرائيلية تحاول تعميم الفوضى والتوتر وتجعل المنطقة تعيش حالاً من التوتر مستثمرة ذلك لتحقيق غاياتها مساحة الوقت الفاصل عن الانتخابات الاميركية". ودعا بري "اللبنانيين في هذه المرحلة السياسية وإزاء الاستحقاقات المحلية والاقليمية والدولية الى التوحد خلف الثوابت الوطنية التي تشكل المقاومة طليعتها باعتبارها ضرورة لبنانية طالما ان اسرائيل لا تزال تحتل اجزاء عزيزة من ارضنا، وطالما لم تتراجع عن اطماعها في ارضنا ومياهنا وطالما تواصل خروقها الجوية والبحرية لحرمة سمائنا ومياهنا الاقليمية". وقال: "ان الوحدة الوطنية كانت ولا تزال عنصر القوة المعنوي والمادي لمقاومتنا، وهذه المقاومة التي تتشكل عناصرها من افراد الشعب بمختلف انتماءاتهم وطوائفهم وجهاتهم يجب ان تشكل الالتزام السياسي الثابت لأي استحقاق، كما ان الجنوب الذي يشكل خط التماس التاريخي والجغرافيا مع قضية المنطقة يجب ان يشكل الاستثناء الوطني في تعزيز صموده عبر تنميته وتعويضه سنوات العدوان والاحتلال الاسرائيليين طيلة نصف قرن، وكذلك الاهمال والحرمان طيلة عهود". وأضاف: "قبل انتهاء هذه السنة سواء مع الاستحقاق الرئاسي وغيره واستحقاق ضمان الشيخوخة وغيره كل هذا لن يمنعنا ابداً من اعطاء التعويضات لأهلنا في الجنوب وعن كل منزل هدم كائناً من كان صاحبه". واستغرب بري "ان يقع الاشقاء الفلسطينيون في فخ الجدل حول اولويات السلطة ومهامها فيما تتهدد الاخطار المسجد الاقصى وتمضي اسرائيل في مخططها الدموي لتصفية وسائل صمود الشعب الفلسطيني"، مؤكداً "ان الوحدة الفلسطينية هناك كما هنا، كما في كل مكان ووحدة الفصائل الفلسطينية خلف الامانة الوطنية للشعب الفلسطيني يجب ان تحكم الجميع في ادارة اتفاقاتهم او في ادارة اختلافاتهم، ومن كانت اسرائيل عدوه فهو عدو كاف ما يعني ان على الجميع التفرغ لمهمة واحدة هي رد العدوان الاسرائيلي وعدم افساح المجال لتحويل الانتباه عن جرائم الحرب الاسرائيلية وعن التحدي الاسرائيلي للرأي العام الدولي الى حرب السيطرة على المخافر والاجهزة الامنية". ودعا لبنان وسورية والعراقوايران وتركيا والسودان الى الوحدة "في مواجهة حرب السيطرة التي تأخذ شكلاً وطابعاً مختلفاً من مكان الى مكان حيث تتدرج تارة تحت ستار منع ايران من المضي قدماً في انتاج اسلحة نوووية، اما في اسرائيل فيكفي ان نقوم بزيارة سياحية من محمد البرادعي وان نقدم مساعدة بعد ذلك لمثل هذه المشاريع او اتهام سورية بامتلاك اسلحة دمار شامل او محاولة عصر السودان من مختلف الجهات وتقطيعة جهوياً الى استنزاف العراق على النحو الجاري بشرياً ومادياً وجعله حقل تجارب لمحتل وصولاً اليوم للعتبات الحيدرية في النجف الأشرف".