انكشف أخيراً سر لوحة موناليزا الشهيرة التي رسمها دافينشي وأصبحت رمزاً للمرأة في كل العصور، وتبين أنها لامرأة كانت زوجة لأحد أصدقائه وأماً لخمسة أطفال أصبحت اثنتان منهما راهبتين في ما بعد. وكانت هذه اللوحة التي ظهرت قبل عشرات الاعوام أثارت حيرة العالم إذ أصبحت المرأة التي تصورها اللوحة مثار جدل وأصبحت ابتسامتها سراً غامضاً يسعى العلماء إلى تفسيره. وذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية أن جيسيب بالانتي المدرس الايطالي أمضى 25 عاماً وهو يجري أبحاثاً بشأن هوية المرأة صاحبة الابتسامة الغامضة. واكتشف بالانتي أول دليل واضح الى علاقة دافينشي بتاجر حرير يدعى سير فرانشيسكو ديل جيوكوندو تزوج من ليزا جيراديني في عام 1495 وقال بالانتي إن مؤرخ السير الذاتية الايطالي جيورجيو فاساري الذي ينتمي إلى عصر النهضة والذي ذكر اسم تاجر الحرير وعلاقته بدافينشي في عام 1550 كان محقاً لأنه كان يعرف عائلة جيوكوندو شخصياً. وقالت الصحيفة إن لوحة موناليزا عرفت لقرون عدة باسم "جوكوندا" نسبة الى"الكشف الذي أعلن عنه فاساري وأثبت أن اللوحة لامرأة من عائلة جوكوندو. وأثارت اللوحة الكثير من الجدل منذ ظهورها نظراً لبى الابتسامة الغامضة للمرأة موضوعها وطبيعتها الغريبة فاللوحة تخالف العرف الذي كانت عليه اللوحات في ذلك الوقت اذ لم تكن اللوحة موقعة ولا مؤرخة كما لم تحمل أي معلومات عن موضوعها أو الشخص الذي تصوره كبقية اللوحات. واقترح البعض أن تكون اللوحة لامرأة شهيرة في المجتمع الايطالي آنذاك مثل إيزابيلا ديستي أو سيليا غاليراني. واقترح آخرون أن تكون الصورة لاحدى فتيات الليل أو لوالدة دافينشي. بينما أشارت إحدى النظريات إلى أن اللوحة قد تكون صورة ساخرة رسمها دافينشي لنفسه نظراً لاحتمال تقارب ملامح المرأة في اللوحة وملامح دافينشي. وتشير الصحيفة إلى ان بعد البحث العميق الذي أجراه بالانتي في سجلات مدينة فلورنسا اكتشف أن والد ليوناردو دافينشي سير بييرو دافينشي الذي كان يعمل موثقاً عاماً في دائرة العدل كان على علاقة وثيقة بسير فرانشيسكو ديل جوكوندو. واتضح أن بيرو دافينشي أسدى عدداً من الخدمات القانونية لجوكوندو وشقيقه. ويقول بالانتي إن "كل الدلائل تشير إلى أن والد ليوناردو وزوج موناليزا كانا على علاقة قوية قبل أن ترسم اللوحة... وكانا جارين أيضاً". وتقول الصحيفة نقلاً عن بالانتي أن ليزا جيرارديني أو موناليزا كانت تبلغ من العمر 24 عاماً حينما رسم دافنتشي اللوحة. وربما رسمها ليوناردو بناء على طلب من والده لتكون هدية لاصدقائه وهو أمر اعتاد الفنان الإيطالي عليه. ويقول بالانتي انه عثر في سجلات المدينة على وثيقة زواج ليزا بفرانشيسكو جيوكوندو الذي كان يكبرها بنحو 14 عاماً في عام 1495 كما عثر بالانتي على وصيته التي أعرب فيها عن حبه لزوجته المخلصة. واكتشف بالانتي أن ليزا أنجبت خمسة أطفال وهم الذكور بيرو وأندريا وجوكوندو والانثيان كاميلا ولودوفيكا اللتات أصبحتا راهبتين. ولم يعثر بالانتي على وثائق تسجل وفاة ليزا.