افتتحت "الجامعة اللبنانية - الأميركية" في بيروت الخميس الماضي، فعاليات "المهرجان الدولي السابع للمسرح الجامعي" بمشاركة وفود عربية وغربية من الكويت والسعودية وعمان وتونس والولايات المتحدة الأميركية. ولم تفلح مجانية الدخول في جذب عدد كبير من طلاب معاهد الفنون، في حين غاب المسرحيون اللبنانيون عن العروض التي بدت في معظمها ذات طابع أكاديمي. وفي إطار المهرجان، عرضت مساء أول من أمس المسرحية السعودية "ابن الصمت"، للمؤلف والمخرج الزميل إبراهيم بادي، في قاعة "إيروين" في الجامعة. وتتمحور قصة المسرحية حول ضحايا الحروب من دون أن تأتي على ذكرهم خلال العرض، فتختصر في نصف ساعة من الوقت، معاناة رجل قتل أبوه قبل أن يولد، ثم اغتصبت أمه وقتلت على أيدي جنود العدو عندما كان في الخامسة من عمره. اشرف على تربيته رجل مجنون حاول أن يغرز فيه رغبة الانتقام ممن قتل أباه وأمه، إلا أن "ابن الصمت" يفضل الزواج وإنجاب الأولاد والعيش بسلام بعيداً من أعدائه. وفي الفصل الثاني تبلغ الأحداث ذروتها مع انفجار قنبلة في منزل "ابن الصمت"، تقتل زوجته وأولاده، فيعود إليه المجنون ليحرضه على الانتقام. يستجيب "ابن الصمت" للتحريض ويبدأ بقتل جنود العدو. في الاختتام يقضي "ابن الصمت" في السجن بعد تعذيب طويل. يعلم معلمه المجنون بموته، فينتحر حزناً عليه. وغلب العنصر السينوغرافي الصافي على العرض الذي وصفته الممثلة اللبنانية حنان الحاج علي ب"أول محاولة سعودية لخلق طقس خاص"، مضيفة أن "الممثل خلال هذا العرض كأنما يسير على شعرة بين السقوط في الخطابية والمحافظة على الشخصية". واعتمدت المسرحية في شكل لافت على معايير الفن التجريبي كالإضاءة الخافتة، الشموع، الحركة العنيفة، والديكور البسيط، ما أثار حفيظة أحد المشاهدين الذي اعتبر أن "التجريب يحتاج إلى خبرات طويلة ودراية ومعرفة في مجال المسرح، وهذا لا يتوافر لدى فريق المسرحية، لغياب الأكاديميات المتخصصة في المسرح". وانتقدت خريجة من المعهد العالي للفن المسرحي في تونس، خطاب المسرحية معتبرة انه غير واضح، في حين أشاد المخرج الكويتي مساعد الزامل بالأطروحة "المسرحية الفريدة التي تنطلق بها المسرحية، فتطرح نفسها بصورة مختلفة عن صورة المجتمع السعودي التقليدية"، مشيراً الى اللغة العربية التي "أتقنها الممثلون والتي نفتقدها كثيراً في أيامنا هذه". يشارك في التمثيل: علي العمران ابن الصمت، جلواح الجلواح الأحدب. إبراهيم بادي المجنون، ونضال أبو نواس العدو. وكانت المسرحية حصلت على جائزة افضل نص مبتكر في مهرجان المسرح الجامعي الدولي في المنستير- تونس، والجائزة الأولى- العرض الأول المتكامل- وجائزة السينوغرافيا في مسابقة المسرح المفتوح للعروض القصيرة في جمعية الثقافة والفنون فرع الدمام في السعودية. وتستمر عروض المهرجان حتى 30 تموز يوليو الجاري.