سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عرفات يتبنى إعادة تنظيم الأجهزة الأمنية وينوه بالموقف الفرنسي "المميز". بارنييه يدعو الى انهاء "القمع" الاسرائيلي وفك الحصار على عرفات "الرئيس المنتخب"
نوه وزير الخارجية الفلسطيني الدكتور نبيل شعث بما وصفه "الموقف الفرنسي الصلب" الهادف الى انهاء الحصار الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني وسلطته ودفع خطة "خريطة الطريق الى الامام"، واعتبر في تصريح الى "الحياة"، ان تفاصيل زيارة وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه لرام الله والقدس الشرقية "تحمل رموزاً كثيرة وتعبر عن التصدي الفرنسي لمحاولات العزل وللمقولة الاسرائيلية بعدم وجود شريك فلسطيني". وجاءت تصريحات شعث في ختام زيارة الوزير الفرنسي الذي رافقه نحو 20 مسؤولاً فرنسياً من مختلف الوزارات للقدس الشرقية ورام الله حيث امضى ليلة أول من أمس، وسط حفاوة فلسطينية وتفهم فرنسي لمعاناة الفلسطينيين في ظل الحصار والحواجز وسياسة التدمير الاسرائيلية. ودعا بارنييه الى انهاء الوضع "غير اللائق" الذي يعيش فيه عرفات والشعب الفلسطيني، لافتاً الى ان "مغزى" زيارته التي اثارت حفيظة اسرائيل وشكلت تحدياً لسياسة واشنطن القاضية بمقاطعة الرئيس الفلسطيني، يكمن في تأكيد ان "هذا الوضع لا يمكن ويجب الا يستمر". وقال، في مؤتمر صحافي بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع ابو علاء، انه نقل الى الرئيس الفلسطيني ورئيس وزرائه "رسالة صداقة واحترام له وللشعب الفلسطيني ورسالة تضامن تجاه الصعوبات اليومية التي يعيشها الشعب الفلسطيني بسبب الاغلاق والحواجز وعمليات التدمير وبناء الجدار". وأوضح انه عقد اول من امس اجتماعين طويلين مع عرفات تمكن خلالهما من "الاطلاع على وضعه الذي لا يليق به نظراً إلى مكانته وما يمثله... ولا يمكن ولا يجب ان يستمر بحق الرئيس الشرعي والمنتخب". وجدد الوزير الفرنسي دعم بلاده للمبادرة المصرية معرباً عن رغبة فرنسا والاتحاد الاوروبي في دعم الجهود المصرية في هذا الصدد، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة ان تكون خطة الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة "محاولة مفيدة لخريطة الطريق التي هي وثيقة نحرص عليها". وكان بارنييه التقى عرفات اول من امس في اجتماعين اعقبتهما مأدبة عشاء. وعلى رغم ان زيارة بارنييه ليست الأولى لوزير خارجية اوروبي، إذ وصل الى الاراضي الفلسطينية قبل ثلاثة اسابيع نظيره الهولندي، إلا أنها اكتسبت أهمية بسبب رفض اسرائيلي لاستقباله رسمياً بسبب لقائه الرئيس الفلسطيني، مما حدا به الى تخصيص الزيارة كلياً للأراضي الفلسطينية على ان يعود للقاء المسؤوليين الاسرائيليين في وقت لاحق. ووقع الوفد الفرنسي الزائر مجموعة بروتوكولات واتفاقات تعاون مع الجانب الفلسطيني غير مسبوقة منذ أربعة أعوام، في مجالات الصحة والكهرباء والماء والثقافة والبنية التحتية. واعتبرت مصادر فلسطينية مطلعة ان زيارة بارنييه ستعزز الموقف الفلسطيني المطالب الدول الاوروبية بتجديد لقاءاتهم واجتماعاتهم مع الرئيس الفلسطيني الذي قاطعته واشنطن ديبلوماسياً منذ أكثر من عامين. ورأت في زيارة الوزير الفرنسي "تحدياً" يفتح الباب لاستئناف العلاقات المعلنة والرسمية مع الرئيس الفلسطيني، مشيرة الى تصريحات الرئيس الفرنسي جاك شيراك المؤيدة لعرفات والتي جاءت وفقاً لمصادر فلسطينية مطلعة في اعقاب مكالمة هاتفية بين شيراك ووزير خارجيته خلال وجود الاخير برفقة الرئيس الفلسطيني. واضافت المصادر ذاتها ان فرنسا طرحت بجدية مسألة ارسال قوات متعددة الجنسيات بما فيها الاوروبية الى قطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي منه، لكن الأمر منوط اوروبياً ب"موافقة اسرائيلية على ذلك" وهو ما ترفضه الحكومة الاسرائيلية حتى الآن. في هذا الاطار، تبنى عرفات مسؤولية اعادة تنظيم اجهزته الامنية خلال لقاء مع ممثلي وسائل الاعلام الفرنسية بعد محادثاته مع بارنييه. ورداً على سؤال عن اصلاح الجهاز الأمني التابع للسلطة الفلسطينية، قال عرفات: "ننظم شؤوننا كما نفهم"، مضيفاً ان "نستمع الى النصائح، لكن القرار يبقى فلسطينياً". وتحدث عرفات عن الدعم الاوروبي والفرنسي، وقال: "لن ننسى أبداً موقف الاوروبيين"، مضيفاً ان "اوروبا لم تكف عن دعم الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية. ومن دون شك، ان موقف فرنسا مميز داخل الاتحاد الاوروبي. اعتقد بان مجيء وزير الخارجية الفرنسي على رغم المحاولات الاسرائيلية لمنعه له اهمية كبرى". وكان بارنييه دعا اسرائيل الى انهاء "القمع" والسلطة الفلسطينية الى مواصلة الاصلاحات.