سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحريري اعتبرها حكومات مصغرة وجنبلاط دعا الى الابتعاد عن الحزازات . جبل لبنان ينتخب بلدياته في ظل انقسام المعارضة والجميل يتحدث عن ضغوط ويساجل "العونيين"
تنطلق اليوم الانتخابات البلدية والاختيارية في جبل لبنان، ويتوقع ان تكون ساخنة في عدد محدود من البلدات والقرى، في ضوء تراجع الطابع السياسي للمعارك بفعل انقسام المعارضة، وظهور تناقضات في تحالفات بعضها، وهو تراجع أخلى الساحة للطابع العائلي والمحلي للمنافسة. وأحيطت محافظة جبل لبنان باجراءات امنية مكثفة. وجددت السلطة تأكيد حيادها في هذا الاستحقاق البلدي. وسجل في سراي جديدة المتن احتجاج من جانب معلمي المدارس الرسمية الذين استدعتهم وزارة الداخلية للالتحاق بمكاتب الاقتراع وفوجئوا بتوزيع متطوعين من عناصر الدفاع المدني وبعض الموظفين الاداريين عليها، فيما كانوا هم ينتظرون لساعات. ووصف رئيس رابطة المعلمين الرسميين في جبل لبنان كمال شيا ما حصل بأنه "إذلال للمعلمين الذين تم استدعاؤهم بمذكرات رسمية". كشف النائب بيار الجميل ل"الحياة" عن "ضغوط" تمارس عشية الانتخابات، ومنها في ضهر الصوان "حيث صدر وفي شكل غير قانوني بلاغ توقيف بحق رئيس لائحة للمعارضة، وهو على وشك التوقيف في دعوى عمرها نحو ثمانية اعوام. وكان تم في عينطورة توقيف ترشيح رئيس لائحة بحجة انه لا يحق له الترشح". فيما تحدثت مصادر "لقاء قرنة شهوان" عن ضغوط تمارس على الأرمن لا سيما من المجنسين وعن تمزيق صور للائحة المعارضة في الزلقا. ويختار الناخبون وعددهم 727.300 ناخب، أعضاء مجالس 303 بلدية موزعة على ستة أقضية: جبيل وكسروان والمتن الشمالي وبعبدا وعاليه والشوف. ويبلغ عدد المرشحين 6165 مرشحاً بلدياً و2354 اختيارياً يتنافسون على 3174 مقعداً بلدياً و664 منصب مختار و1349 عضواً اختيارياً. وعشية الانتخابات، اعتبر رئيس الحكومة رفيق الحريري انها "عبارة عن انتخابات لحكومات مصغرة في كل مدينة وبلدة وقرية لأنها تدير شؤون الناس ولها علاقة مباشرة بمصالحهم اكثر مما للحكومة علاقة مباشرة بمصالحهم". واعتبر "ان المشاركة الكثيفة في الاقتراع تكريس للنظام الديموقراطي الذي نعتز به"، وأكد "اننا لا نستطيع ان نتكلم على الديموقراطية ولا نمارسها لأننا بذلك نترك الأمر لجماعات صغيرة منظمة وقليلة العدد، لكنها تصبح ذات فاعلية في غياب العدد الكبير من الناس عن صناديق الاقتراع. عندها نبدأ بالشكوى من ان البلديات لا تمثل اهل القرية او البلدة او المدينة او حتى العاصمة". وشدد النائب وليد جنبلاط على التحالف القائم مع الحزب السوري القومي الاجتماعي، ودعا الى "ان تجرى الانتخابات البلدية بروح رياضية وأجواء ديموقراطية". وقال امام وفود شعبية زارته في المختارة وبحثت معه الاستحقاق البلدي: "ان اهم شيء التعاون من اجل الخط الوطني ونحن والاحزاب الوطنية والحزب القومي كنا ولا نزال في الخط الوطني". ودعا الى "الابتعاد عن كل اشكال التحدي والحزازات وسنبقى والحزب القومي معاً لأن المعركة الوطنية والقومية لا تزال طويلة". اتهامات بين قرداحي وخصومه في جبيل وشدد وزير الاتصالات جان لوي قرداحي على أهمية الاقبال على صناديق الاقتراع بكثافة، ودعا المواطنين الى "التعبير الحقيقي عن قناعاتهم وعدم السماح لأحد بالتشويش على افكارهم والتأثير فيهم بأي وسيلة من الوسائل". وأكد قرداحي الذي يدعم لائحة "القرار الحر" في جبيل انه لا يخوض معركة، انما هو معني في انماء مدينته. ورد المكتب الاعلامي للائحة "التوافق الجبيلي" على كلام قرداحي الذي ادلى به لاذاعة "لبنان الحر"، متهماً إياه ب"الشخصانية والتعالي، ما افقده توازنه السياسي" وتعجب لأن يقول قرداحي انه انجز ملف الخلوي "بعدما عرقله مرات عدة". اما "التيار الوطني الحر"، فاعتبر ان قرداحي "هو احد ابناء رموز السلطة الذين تم توزيعهم على المناطق لمواجهة قوى المعارضة الفاعلة والحقيقية". واعتبر وزير الزراعة علي حسن خليل "أمل" "ان هناك معارضات كثيرة بخلفيات كثيرة، منها ما هو انقلابي على كل النظام والتركيبة السياسية القائمة، وهناك معارضة ترفض هذه التركيبة لكنها تعترف بالنظام وأسسه. وهناك معارضة هي جزء من هذه التركيبة لكنها غير مشاركة في السلطة التنفيذية، والصورة ليست أفضل عند الموالاة"، مشيراً الى "تشتت كبير وانقسامات تأخذ اشكالاً مختلفة". ورأى ان العلاقة بين "أمل" و"حزب الله" "تجاوزت التنسيق في الاستحقاق البلدي الى التنسيق في معظم الملفات العامة"، وقال: "ان الساحات مفتوحة وليست هناك قرى أو بلدات مقفلة لأحد". "التجدد الديموقراطي": المعارضة تقاطع بتغرين وتوقع رافي مادايان من "حركة التجدد الديموقراطي" معارك انتخابية في اكثر من 15 بلدة في المتن الشمالي ومنها انطلياس حيث توجد لائحة موحدة للمعارضة وفي الضبية وجل الديب وبصاليم وانطلياس، مشيراً الى "عملية نقل قيود كثيفة للأرمن هناك، وفي سن الفيل والدكوانة والجديدة - سد البوشرية" حيث توجد لائحتان للمعارضة. واستبعد اي معركة في بتغرين "لأن المعارضة اعتبرت انه لا توجد ظروف عمل ديموقراطي في هذه البلدة فقررت المقاطعة ترشيحاً وانتخاباً". وتوقع "غياب المعارك الانتخابية عن بكفيا بعدما تم التوصل الى تفاهم بين العائلات لمصلحة آل الجميل وكذلك في بعبدات حيث حصل تفاهم بين النائب نسيب لحود والكتلويين". وحصر مادايان الانقسامات في صفوف المعارضة فقط بين "العونيين" و"كتائب الجميل"، مشيراً الى ان "آل الجميل يتطلعون الى الانتخابات النيابية المقبلة ولا يريدون الخسارة حتى انهم يتجنبون مشكلات داخل الحال الكتائبية نفسها". واستبعد ان تؤثر حال المعارضة اليوم في الانتخابات النيابية المقبلة، مشيراً الى ان "التركيبة الرئاسية المقبلة هي التي ستحدد مستقبل التحالفات في الانتخابات النيابية". وأعرب عن اعتقاده بأن "مصالح قوى المعارضة قد تتشابك الى درجة التعاون اذا ما حصل التمديد". وشدد مصدر في "التيار العوني" في المقابل على ان الهدف من مشاركته في الانتخابات البلدية "هو خوض المعركة ضد السلطة اينما كان". وبرر ل"الحياة" تحالف التيار مع "حزب الله" في حارة حريك بأنه "لا يريد خوض معركة مذهبية فكانت لائحة توافقية اختارها الأهالي"، مشيراً الى ان "التيار" كان أبلغ "لقاء قرنة شهوان" بتوجهه في المناطق المشتركة و"بالتالي لا يمكن اتهامه بالتناقض مع نفسه والآخرين". وأشار المصدر نفسه الى ان "التيار" كان أوضح للقاء "القرنة" انه "يريد توجيه ثلاث رسائل من خلال مشاركته في الانتخابات: انه ضد السلطة وضد الوجود السوري في لبنان، ومع تحرير البلديات من سلطة وزارة الداخلية والقائمقامين والمحافظين". كما أبلغ اللقاء انه لا يريد خوض المعركة في كل المناطق "لأننا نعرف ان ثمة مناطق مغلقة وأخرى مناطق يحكمها منطق العائلات". واتهم "لقاء القرنة" بأنه "يرفض خوض المعركة ضد السلطة، بل ان اللقاء يخوض معارك ضد التيار العوني، وإلا ما معنى دعم كتائب آل الجميل و"القوات اللبنانية" وحزب الوطنيين الأحرار للوائح السلطة في اكثر من مكان؟". ونفى النائب بيار الجميل تحالف "القاعدة الكتائبية" مع السلطة وقال ل"الحياة": "نحن لم نتحالف مع "حزب الله" ولا مع نجاح واكيم، نحن نأسف لمواقف بعض تيارات المعارضة. وأعتقد ان المعارضين أساؤوا للمعارضة ان كان لجهة تماسكها او التحالف انفرادياً". ورأى "ان ادارة المعركة سُلمت لتيار العونيين، فليتحمل المعارضون مسؤولية هذه القيادة، نحن لم ننتقد لقاء قرنة شهوان انما التيار العوني فعل"، نافياً ان يكون صرح بأن الجهة التي يمثلها تخلت عن خوض المعركة. وأسف لأن يكون العماد ميشال عون "بنى على مثل هذه الاشاعات مواقف له"، سائلاً: "كيف يتحالف معنا ثم يقول اني تخليت عن المعركة؟". وأكد ان تحالفات "كتائب الجميل" في الانتخابات البلدية "لا علاقة لها بحسابات الانتخابات النيابية، فأنا ترشحت في السابق منفرداً في وقت تركت المعارضة مقعداً شاغراً لألبير مخيبر في حينه". واتهم الجميل العونيين "بالتشويش على المعركة الانتخابية خصوصاً باعتمادهم لائحة ثالثة، ما يضر بالنتائج التي تسفر عنها بعض الانتخابات". ولزم نائب الحكومة السابق ميشال المر الصمت الكامل في هذه المعركة الانتخابية في منطقة المتن الشمالي، مفضلاً خوضها من دون اطلاق تصريحات وشعارات سياسية، ومستفيداً من انقسام المعارضة. وفي الضاحية الجنوبية، يخوض تحالف "حزب الله" والنائب باسم السبع، معركة مشتركة في برج البراجنة ضد تجمع من العائلات وقوى يسارية وحركة "أمل"، وأخرى في حارة حريك تكاد تكون رمزية بعد تحالفهما مع "التيار العوني" وبعد أن تعذر على الخصوم تأليف لائحة مكتملة. الغبيري: مواجهة ساخنة بين "حزب الله" و"أمل" أما في الغبيري، فتجري مواجهة ساخنة بين لائحة برئاسة الرئيس الحالي للبلدية محمد سعيد الخنسا حزب الله وبين أخرى تحظى بتأييد حركة "أمل" والمرشح السابق للانتخابات النيابية في المتن الجنوبي بعبدا رياض رعد الذي يأمل بأن يتمكن من اختراق لائحة الحزب، ويعتقد ان لائحته ستسجل رقماً انتخابياً "لا بأس به". وكان السبع أعلن سابقاً انه غير معني بالمعركة في الغبيري التي تعد واحدة من اكبر وأغنى البلديات في لبنان. وفي الشويفات قضاء عاليه، تنحصر المواجهة بين لائحتين: الأولى تحظى بتأييد رئيس "اللقاء النيابي الديموقراطي" وليد جنبلاط والثانية مدعومة من الوزير طلال ارسلان الذي يأمل في نهاية المطاف الدفاع عن معقل اساسي للارسلانيين في الجبل. واستعداداً للانتخابات، انتشرت امس قوة كبيرة من الجيش اللبناني في احياء البلدة بينما تمركزت عناصر من قوى الأمن الداخلي امام مراكز الاقتراع. وكانت البلدة شهدت في الأسبوع الماضي اشكالاً بين محازبي الطرفين اللذين أبلغوا من المراجع المعنية بأن الأمن يعتبر بالنسبة الى المسؤولين "خطاً أحمر". وانتقد النائب محمد بيضون "تلطي احزاب وتنظيمات لبنانية وراء العائلات، وكأن العائلية هي البنيان السياسي الأساسي، والاحزاب صارت مجرد غطاء للعبة العائلات". وقال: "الضحية في كل هذا هو المستقبل السياسي والانمائي، فهذه التركيبة التي لا برنامج لها ولا رأي سوى تعزيز المحسوبيات والاستزلام ليست قادرة على انتاج اكثر من وجاهات تقليدية تفرض نفسها فرضاً وبالتهديد والابتزاز والضغط على المواطنين". وتمنت "الجمعية اللبنانية من اجل ديموقراطية الانتخابات" "ان تلتزم السلطة بكل عناصرها الحياد التام في العملية الانتخابية"، مشددة على ضرورة استعمال العازل. وأشارت الى انها ستواكب العملية الانتخابية وتتلقى الشكاوى.