كعادته، كتب موسى برهومة "الحياة"، 14 آذار/ مارس 2004 مقالاً بعنوان "الإصغاء الى نداء الجسد والحواس الآتي من... التلفزيون"، دافع فيه عن البرامج الدخيلة على عادات وضوابط وأعراف المجتمع العربي المسلم، وقد زخرف مقاله بعبارات إنشائية كثيرة وهذا ديدنه. قد نتفق معه في تقصير بعض الحكومات في إعداد خطط تنموية للشباب. لكن مقولته عن تلفزيون الواقع، وهي ان "هذه البرامج" لا سيما ستار اكاديمي قدمت رؤية مغايرة للنمط العربي المعلن للعلاقات بين الجنسين، وأمعنت في الإصغاء الى نداء الجسد والحواس، ولبته بلا مغايرة، وأماطت اللثام عن العالم السري لهذه العلاقات، وقومته بصفته شأناً عادياً"، هذه المقولة، وخصوصاً تقويم العالم السري على انه شأن عادي، يقتضي بالضرورة ان الجنس امام الكاميرات كما يحدث في النسخة الغربية من تلفزيون الواقع يعد امراً عادياً وبسيطاً! بل هو إصغاء الى نداء الجسد والحواس الذي يدعو إليه موسى برهومة. والسؤال: ماذا يريد موسى، ككاتب ومفكر من الشباب؟ ولم يكتف الكاتب بهذا وحسب، بل حاول قلب الطاولة على مهاجمي هذا البرنامج بقوله عنهم: "لم يسأل نفسه عن سر هذا الإقبال الذي لم يقتصر على الشباب، لم يسأل احد من هؤلاء المقدمين لماذا تقدم ستار اكاديمي وأخفقت كل البرامج التقليدية التي زعمت انها تتوجه الى الشباب"؟ والجواب على ما قال موسى برهومة هو سؤاله عن عدد المتابعين للمواقع الإباحية، عبر الإنترنت، في دول العالم الكبرى والنامية. سيجد ان الاستجابة للجنس الرخيص هي السائدة، لأن الجنس غريزة، لكن إطفاء شهوة الجنس لا يكون باتباعها حيث وجدت، ولا بتأجيجها من خلال القبلات المستمرة والعناق واللباس الفاضح. إلا اذا اعتبر الكاتب ما سبق هو تقديم للعلاقات الجنسية كما هي، على ارض الواقع، وكأن المطلوب من الإعلام هو الترويج في شكل تجاري لكل جريمة قتل وحشية كما تفعل بعض شركات الإنتاج، وتقديم الجنس امام الناس كما يفعله البشر وهم مستترون خلف ابواب مغلقة. فهل سنسمع يوماً من الأيام بعائلات تصطحب اولادها في حفلة لتقديم الواقع؟ آمل ألا يعني الكاتب هذا الأمر. الرياض - أنس بن محمد زيدان