كتب موسى برهومة "الحياة" في 12/9، العدد 14783، مقالاً بعنوان "تعطيل الفرح" بانتظار صلاح الدين جديد، دافع فيه عن برنامج "سوبرستار"، وعمّن تابع البرنامج، واتهم الإسلاميين، وسميح القاسم، باختزال القضايا. والكاتب اختزل القضية بقوله ان الأمر لا يتعدى الترفيه والتصويت على صوت عذب، ولذلك سأذكر - ان شاء الله - بعض النقاط التي يجب الوقوف عندها: أولاً، كيف يبيح مسلم لنفسه الترويج لنساء يلبسن لباساً فاضحاً، خارجاً على القيم الإسلامية، في بلاد غالبيتها من المسلمين؟ وعلى ما نربي أبناءنا وبناتنا، من العفة والحياء وستر الجسد؟ وأكثر من ذلك تقبيل بعض النساء للغادي والرائح من الرجال، والعكس أعترف بأنني لم أشاهد نص البرنامج، بل هذا ما حدثني به بعض من شاهدوا البرنامج، إذ لم أرد لنفسي أن تهبط لهذا المستوى من المشاهدات. ثانياً، ليس ما عابه الإسلاميون على الناس "الابتسام"، بل تبلد الحس تجاه قضايا أمتهم، مقارنة باستنفار صلاح الدين لتحرير القدس. وليس أدل على ذلك من اطلاق النار فرحاً بنتيجة التصويت، بينما نَدَرَ ان نسمع مثل هذه الطلقات باتجاه دولة "اليهود"! فسلامٌ على أمة هذه همم رجالها! ثالثاً، لم نلاحظ التفات الكاتب الى ظاهرة اطلاق النار فرحاً بنتيجة التصويت، بينما لم يُقتل على أيدي هؤلاء أي صهيوني، وهو الأمر الذي ذكره الإسلاميون في البرلمان. ولم تلتفت الى الرد الغريب الذي نطق به وزير الثقافة الأردني، وهو ان الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته قد فعلوا ذلك "الترفيه"؟ فهل وجد هذا الوزير صحابية قد لبست لباساً من جنس لباس تينك المغنيات؟ وهل وجد الوزير صحابياً قبّل صحابية في مناسبات "الترفيه" تلك؟ هذا ما يستحق الالتفات اليه، وهي الحقائق، وليس العبارات الإنشائية التي طغت كثيراً على المادة العلمية في المقال. ان الجدية في حل المشكلات الأخلاقية منها وهي كثرت في الآونة الأخيرة باعتراف أجهزة الأمن الأردنية والسياسية والاقتصادية تنبع من طرح اسلامي أصيل. ولذلك فالأولى هو الإصلاح لا مناقضة القيم الإسلامية. نسأل الله لنا وللكاتب الثبات على الحق حتى الممات. الرياض - محمد عفيف مالك